أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - اكرم بوتاني - القادة الكورد وثقافة التسامح














المزيد.....

القادة الكورد وثقافة التسامح


اكرم بوتاني

الحوار المتمدن-العدد: 3725 - 2012 / 5 / 12 - 01:51
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


مقولة "عامل الناس كما تحب ان يعاملونك" لاتجدي نفعا مع المتغطرسين الذين يحتلون كوردستان ولابد لنا ان ندرك تماما بان الذي يستعمر وطننا يعتبرنا ادنى منه بكل شئ ، لذلك لاتنفع معهم الا مقولة "العين بالعين والسن بالسن..." وبما ان لغة القوة هي اللغة الوحيدة التي يفهمها اصحاب الثقافة البدوية فلابد لنا ان نستخدم نفس الاسلوب ليدركوا باننا نعاملهم كما يعاملوننا ولا نعاملهم كما نحب ان يعاملوننا وهذه السياسة هي التي درجت عليها اسرائيل وانتهجتها في التعامل مع العرب حيث ادركت بان اسلوب العنف هو الاسلوب الوحيد الذي ينفع مع من يؤمنون بالعنف . ولو لا ذلك لكانت اسرائيل تعيش بالحالة التي نعيشها نحن االكورد .
فسياسة الليونة وثقافة التسامح التي انتهجها القادة الكورد ومنذ عقود ليست نتاج ضعف او شعور بالدونية كما يتصور البعض وانما مرد هذه السياسة الخاطئة حسب تصورنا هو الواقع والظروف التي عاشها وسلكها القادة الكورد وهم خارج الوطن وبين شعوب واناس عرف عنهم انقيادهم للقوانين والاعراف السائدة في تلك البلدان والتي تحتم عليهم حل مشاكلهم وكافة مسائلهم بالطرق الحضارية واتباع الحوار في الوصول الى اهداف مشتركة ترضي الاطراف المختلفة فيما بينها ، لذا يحاول القادة الكورد اتباع نفس الاسلوب الحضاري في محاولة حل المشاكل العالقة بين الكورد والعرب ، ويحسب على هؤلاء القادة انهم لا يفهمون ولا يدركون ما يفكر به خصمهم وماينتهجونه من طرق واساليب الخداع والتحايل في تعاملهم مع القادة الكورد بغية استغلال الوقت الذي هو في غير صالحهم في الوقت الحاضر وهو نفس الاسلوب القديم الذي اتبعته كل السلطات والحكومات العربية التي حكمت العراق فيما مضى وتحكمه الان والتي اتسمت بغالبيتها العظمى بالطغيان والدكتاتورية والغاء الاقوام الاخرى وطمس هوياتهم وصهرهم في بودقة القومية العربية .
اما المواطن الكوردي البسيط الذي عاش واختلط بالعربي واستمد ثقافتهم وتعرف على تقاليدهم وارثهم البدوي وفهم عقليتهم التي يفكرون بها ويسيرون وفقها على مدى قرون والتي لم تغيّرها الشرائع السماوية ولا الكتب المقدسة ولا الانبياء المرسلون ، فإن هذا المواطن البسيط على دراية تامة وقناعة كاملة بأن اسلوب الحوار السلمي مع العقلية العربية لايمكن ان يؤدي الى اية حلول تعيد الحقوق التي تم اغتصابها والاستيلاء عليها او ان تثمر ثقافة التسامح وذلك الاسلوب الحضاري عن النتائج التي يعتقد القادة الكورد ان بامكان العرب ان يمنحونهم اياها بسهولة ويسر وعن طيب خاطر ، فمن غير الممكن ان تتغير تلك العقلية البدوية بتغيير الانظمة السياسية من خلال مايسمونه بالربيع العربي ولا حتى التطور الهائل الذي يشهده العالم في المجالات الفكرية والاجتماعية والسياسية . وعلى القادة الكورد ان يتخلوا عن افكارهم تلك وان يتعضوا من التجارب السابقة الكثيرة التي لم تفلح فيها كل المفاوضات التي جرت بينهم وبين مسؤولي الحكومات العراقية المتعاقبة منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة عام 1920 .
فالانسان العربي يأبى التخلي عن ثقافة البداوة ويأبى التخلي عن مفهوم الهيمنة والسيطرة واخضاع الاخر ، والقيادات الكوردية بدورها تأبى ان تتفهم االانسان العربي الذي لايملك قابلية التطور او التغيير والانفتاح في التعامل مع الاخرين ، وهذه الحقيقة التي يتفهمها ويستوعبها البسطاء من ابناء امتنا ، لابد للقيادات الكوردية ان تتفهمها فالذي لايقبل الانفتاح على الاخر لاتنفع معه الاساليب الحضارية ولاتنفع معه سياسة اللينونة والتسامح ، وانما يجب التعامل معه بالقوة والعنف كما تعاملت وتصرفت اسرائيل مع العرب .



#اكرم_بوتاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النواب العراقيون ومزايا سياراتهم المصفحة
- الشعب هو الرهان الاقوى لإسقاط بشار
- هل تتجرأ دمشق في شن حرب على انقرة
- المالكي يضع اوراقه الطائفية على الطاولة
- لقد حان الوقت لنقول لا
- المالكي يريدها دكتاتورية
- انهيار المثلث السني
- هل سنبحث عن دكتاتور


المزيد.....




- السعودي المسجون بأمريكا حميدان التركي أمام المحكمة مجددا.. و ...
- وزير الخارجية الأمريكي يأمل في إحراز تقدم مع الصين وبكين تكش ...
- مباشر: ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب ع ...
- أمريكا تعلن البدء في بناء رصيف بحري مؤقت قبالة ساحل غزة لإيص ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة (فيدي ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /26.04.2024/ ...
- البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمق ...
- لماذا غيّر رئيس مجلس النواب الأمريكي موقفه بخصوص أوكرانيا؟
- شاهد.. الشرطة الأوروبية تداهم أكبر ورشة لتصنيع العملات المزي ...
- -البول يساوي وزنه ذهبا-.. فكرة غريبة لزراعة الخضروات!


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - اكرم بوتاني - القادة الكورد وثقافة التسامح