أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - اكرم بوتاني - حمار غني افضل من افلاطون مفلس














المزيد.....

حمار غني افضل من افلاطون مفلس


اكرم بوتاني

الحوار المتمدن-العدد: 4926 - 2015 / 9 / 15 - 17:03
المحور: كتابات ساخرة
    


ان اردت ان تكون ذو مكانة مرموقة في المجتمع ، فما عليك الا الاندماج في حزب قوي ، فستتحول من ارنب خائف الى اسد هصور ، ومن حمار لاتفهم شيئا الى افلاطون ، ومن قبيح الملامح الى جميل وانيق ، وان كنت ثقيل الدم ستتحول الى صاحب نكتة تضحك الثكالى .
لكن هذا يتطلب ذكاءا تستخدمه ، لتتبوأ مكانة داخل صفوف الحزب ، اي انك بحاجة الى كرسي تجلس عليه ، ليس من الضرورة بمكان ان يكون الكرسي دوارا في بدايته ، فعليك ان تفكر بكرسي بسيط في البداية ، واقبل به حتى لو كان بثلاثة ارجل ، وذلك الكرسي سيكون الضامن الوحيد الذي سيجعلك ان تتحلى بالاوصاف التي ذكرناها في البداية . والحصول على الكرسي ليس بالامر الصعب ، فما عليك الا ان تنحني ، وتركع ، وتسجد ، ليس للوطن ولا للامة معاذ الله في ان ارشدك الى ذلك ، فالذين يركعون خاشعين امام الوطن هم ثلة لامكان لهم من الاعراب ، وانما عليك ان تركع ، وتسجد ، وتقدس من بيده قرار ترقيتك وترفيعك ، وعليك ان تتظاهر بالغباء امام صاحب القرار مهما كنت ذكيا ، فكلما ازدت نفاقا في مدح مسؤولك ، وكلما اشعرته بغبائك وعبقريته ، كلما ازدادت فرص ترقيتك ، ولا تدعه يشعر انك تعلم يقينا بأنه يركع ويسجد للذي يعلوه درجة في الحزب ، بل اجعل منه الشخص الوحيد الذي يضحي بالغالي والنفيس من اجل وطنه وامته.
اما ما دونك درجة حزبية فلابد ان تكون افلاطون في نظره ، وعليه ان يركع ويسجد لك صاغرا دون ان تعيره اهتماما ، فالاهتمام الاول والاخير يجب ان يكون لمن هو ارفع منك منصبا واعلى منك مكانة ومرتبة في الحزب ، بهذه الطريقة السهلة والبسيطة والتي لاتكلفك سوى القليل من الانحطاط والقليل من المذلة ، ستحصل على الكرسي الذي سيحدد مستقبلك ، وكلما اكثرت من وسائل النفاق المذلة لشخصيتك كلما ضمنت سرعة الجلوس فوق ذلك الكرسي المسحور .
واذا ما تمكنت من الحصول على ذلك الكرسي ، ستزداد مهابة ، وتزداد وقارا وسيحترمك جميع من هم دونك مرتبة ، اما الجماهير فتتحول بقدرة قادر الى قطيع تقوده الى المراعي التي تختارها لهم بنفسك ، واذا بك تندمج مع اللعبة اندماجا تنسى فيه نفسك ، ولا تتذكر بانك حمار ولست افلاطون ، إلا عندما تقف مرتجفا ، متلعثما ، دون ان تنطق بجملة مفيدة وانت امام مسؤول اكبر منك درجة واعلى منك مرتبة.
ولكن لاعليك فاللعبة مفيدة ومسلية وسهلة جدا ، وتدر عليك الثروة والجاه ، فلا تفكر لحظة واحدة بالجملة المفيدة ، لأن المسؤول المبجل ، لا يفهم شيئا ، لذلك هو لايهتم ولايرغب بالجمل المفيدة ، بقدر ما يرغب بجمل المديح والتمجيد ، وما عليك الا ان تفكر في نفسك وفي زيادة ثرواتك ، فالحمار الغني ، خير من افلاطون المفلس ، وكلما كان تفكيرك بهذا الاتجاه ، كلما كنت محبوبا من مسؤوليك اكثر واكثر ، وكلما كنت محبوبا ، كلما التصقت بالكرسي اكثر ، وبهذا الخلق الجميل ، ستعبد طريقا جديدا يقودك بسهولة الى كرسي اخر اكثر سحرا ، واكثر جمالا ورونقا من الذي سبقه ، وليس مستبعدا ان يكون الكرسي الجديد دوارا ، وهذا يعتمد على درجة انحائتك ، فحاول جاهدا ان تنحني اكثر ، دون ان تفكر في ظهرك .
ولكن اياك ثم اياك ان تفقد صوابك ، وتصاب بالغرور ، فالكرسي مسحور ، وقد يوهمك بانك اصبحت تشي جيفارا وياخذك الغرور للتحدث عن الوطن او الامة ، فالكلام عن الوطن وعن الامة خط احمر يفقدانك ذلك الكرسي الذي يدر عليك الثروة والجاه ، واذا ما فقدت الكرسي سيعود كل شئ الى حقيقته فلا انت فيلسوف زمانك ولا انت انيق ، وانما انت حمار واقبح ما خلق الله .

زاخو
15/9/2015



#اكرم_بوتاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ايها الكوردي عدوك في المرآة
- متى سينطق ابو الهول
- العرب السنة بين السندان والمطرقة
- تظاهرات تطالب بالكرامة و تظاهرات تطالب بالعبودية
- الأقليم السنّي ضمان لإنهاء ازمات المالكي
- اسقاط الحكومة واحالة المالكي الى القضاء بات واجبا وطنيا
- الملالي لايصلحون لحكم العراق
- القادة الكورد وثقافة التسامح
- النواب العراقيون ومزايا سياراتهم المصفحة
- الشعب هو الرهان الاقوى لإسقاط بشار
- هل تتجرأ دمشق في شن حرب على انقرة
- المالكي يضع اوراقه الطائفية على الطاولة
- لقد حان الوقت لنقول لا
- المالكي يريدها دكتاتورية
- انهيار المثلث السني
- هل سنبحث عن دكتاتور


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - اكرم بوتاني - حمار غني افضل من افلاطون مفلس