أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - فاتح الخطيب - مروان برغوثي قبل أن يموت














المزيد.....

مروان برغوثي قبل أن يموت


فاتح الخطيب

الحوار المتمدن-العدد: 5526 - 2017 / 5 / 20 - 02:20
المحور: القضية الفلسطينية
    



بدأوا الصيام قبل حلول رمضان. أتموا شهرهم الأول, وها هم يدخلون في شهرهم الثاني. يتألمون لوحدهم, ألم القديسين والأنبياء والصالحين الذين قرروا أن يقدموا أنفسهم ذبيحة من أجل خلاص الاَخرين.
إن يأس الأسرى الأبطال من الموقف الدولي تجاه قضيتهم هو الذي جعلهم يلجأون إلى إضرابهم عن الطعام, فقرروا التضحية بأرواحهم على أن يضحوا بكرامتهم. وبذلك أرسوا معادلة جديدة في العمق الإنساني, عناصرها ملح وماء, والتي ينهار بها الجسد وتشمخ بها النفس. وقد يكون هذا هو الفعل البطولي الجماعي الوحيد في زمن انقلاب القيم هذا ونكبة القيادات. أمعاء خاوية مقابل قلوب وضمائر خاوية. ففي الوقت الذي يضرب 1800 أسير بطل عن الطعام في سجون الإحتلال, تتدخل الأمم المتحدة بأقصى طاقتها لتطالب اسرائيل وعلى استحياء بالإمتثال الى المعايير الدولية للإعتقال....وفي الوقت ذاته وفي مثل هذه الظروف تتهافت بعض دول الخليج لتقديم عروض للقيام بخطوات ملموسة لإقامة علاقات أفضل مع اسرائيل. أما الموقف الفلسطيني الرسمي متمثلا برئيسها محمود عباس, فلا زال يراهن على فشل الإضراب وعودة الأمور إلى سابق حالها. وإذا تمنى نتن ياهو الموت لكل الأسرى وعلى وجه الخصوص لمروان البرغوثي, فإن الرئيس محمود عباس والذي يشيد بقدسية التنسيق الأمني, إنما يساهم في قتله.
دعونا من الحديث عن العالم الظالم. فانعدام العدالة الدولية والانحياز لإسرائيل أصبح واضحا, والحديث عنه يثير القرف.... ولنركز على ما أعلنه أمس رئيس هيئة الأسرى والمحررين الفلسطينيين عيسى قراقع بأن الأسير مروان البرغوثي قد توقف عن شرب الماء, لعدم تجاوب الإحتلال مع مطالب الأسرى.
نحن الان أمام احتمالين: إما أن تلُبى مطالب الأسرى وهي الحقوق البسيطة التي كفلها لهم القانون الدولي, أو أن يصر الاحتلال على حرمانهم تلك الحقوق, وهنا مركز حديثنا. فإذا بدأ البطل مروان البرغوثي منذ أمس إضرابه عن الماء فإن ذلك يعني بأنه في أية لحظة قد يستشهد....فماذا نحن فاعلون؟
أمام هكذا عدو محتل يمارس أشد وأنكى أساليب التعذيب والقهر والحرمان على الأسرى, هل يكفي أن نصوم يوما أو يومين تضامنا معهم؟ هل صيامنا يحررهم؟ وهل هذه الخيم والمسيرات والاعتصامات تجبر المحتل للعدول عن ظلمه؟....
ان كل لحظة تفوت دون حراك فردي وشعبي يوازي هول الحدث هي في ذمتنا, وسوف نكون نحن أسرى جبننا شركاء في قتل هؤلاء الأحرار بشموخهم. هل نتركهم يستشهدون الواحد تلو الاَخر هكذا وبدون ثمن؟ أين سنختبئ من ضمائرنا؟
وهنا أدق أبواب وقلوب كل الفتحاويين وأصرخ فيكم بأن لا تسمحوا لهؤلاء الأسرى الأبطال بالموت, لا تتركوهم لوحدهم في المواجهة......ماذا ننتظر وقد توقف البطل مروان البرغوثي عن شرب الماء. هل نرضخ لقانون عباس بالاستسلام والهوان ونتركه يستشهد لكي تصحو ضمائرنا؟
والله إن الحل بأيديكم, وبقرار منكم سوف تتحول كل مجريات القضية. ولن يضاهي بطولة هؤلاء الأسرى الذين يصارعون الجلاد داخل السجون بأمعائهم الخاوية, الا بطولة منا خارج السجون.....ولن يكون ذلك إلا بالإنتفاضة.
الإنتفاضة وحدها القادرة على تغيير كل الموازين, فهي طريقنا الوحيد الذي سيجمعنا بكل فصائلنا وألواننا لنجبر المحتل على الإنصياع لمطالب الأسرى.
أيها الفتحاويون, أناشدكم بكل مقدس لديكم بأن "لا تتركوه وربه ليقاتلا".....اليس البرغوثي قائدكم؟ هل بقي غير الإمتناع عن شرب الماء ليستنهض ما تبقى من ضمائركم أم تراها قد جفت؟ هل هذا الميثاق الذي تعاهدتم عليه؟
إذا كان العدو الاسرائيلي وأعوانه يراهنون على الوقت لانهيار هذه الهامات الشامخة, وانهيار الكرامة الفلسطينية بانهيارها. فإن واجبنا أمام الله وأمام انفسنا وأمام القضية برمتها بأن لا نتخلى عنهم, ولن يكون ذلك الا بالانتفاضة.

إن وامتناع البرغوثي عن شرب الماء، ليس احتجاج على عدوان العدو ووحشيته فحسب، إنما أيضا احتجاج صارخ على نكوص اهله عن دعمه. إنه يجف اليوم كل ساعة وكل دقيقة فإن تأخرنا، لا سامح الله، فكيف سنسامح انفسنا غداً، وكيف سنداوي جرح كرامتنا العميق، وأين سنختبئ من ضمائرنا... ومن عيون اولادنا؟



#فاتح_الخطيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جبرييل غارسيا مركيز....مرة أخرى
- إعادة ضبط البوصلة
- موسى
- قراءة سريعة في المؤتمر السابع لحركة فتح
- ما هو السر وراء عودة محمد دحلان للمشهد السياسي الفلسطيني؟؟
- وفد الذل والهوان
- باسم من ينطق الناطق باسم الحكومة التونسية خالد شوكات ؟
- فيروسات فكرية
- عفوا سيادة الرئيس
- مخابرات الارهاب
- لا تنسق.....أنت من يقاوم
- دمى آدمية
- أمي
- إنتحار جندي إسرائيلي
- هذا حديث لا يليق بنا
- -S-
- حركة فتح وجمود السلطة
- وهم السلطة وسلطة الوهم
- نداء الى كل شرفاء فتح
- جريمة الدراما العربية ,,,,,,, والعقاب


المزيد.....




- مزاعم روسية بالسيطرة على قرية بشرق أوكرانيا.. وزيلينسكي: ننت ...
- شغف الراحل الشيخ زايد بالصقارة يستمر في تعاون جديد بين الإما ...
- حمير وحشية هاربة تتجول على طريق سريع بين السيارات.. شاهد رد ...
- وزير الخارجية السعودي: حل الدولتين هو الطريق الوحيد المعقول ...
- صحفيون وصناع محتوى عرب يزورون روسيا
- شي جين بينغ يزور أوروبا في مايو-أيار ويلتقي ماكرون في باريس ...
- بدء أول محاكمة لجماعة يمينية متطرفة تسعى لإطاحة الدولة الألم ...
- مصنعو سيارات: الاتحاد الأوروبي بحاجة لمزيد من محطات شحن
- انتخابات البرلمان الأوروبي: ماذا أنجز المشرعون منذ 2019؟
- باكستان.. فيضانات وسيول عارمة تودي بحياة عشرات الأشخاص


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - فاتح الخطيب - مروان برغوثي قبل أن يموت