أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طيب تيزيني - جدل الهوية والتاريخ














المزيد.....

جدل الهوية والتاريخ


طيب تيزيني

الحوار المتمدن-العدد: 5384 - 2016 / 12 / 27 - 09:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



يعيش العالم العربي مرحلة لعلها غير مسبوقة في تاريخه، وذلك لأن دفاع شعوبه عن هويتها لم يعد منوطاً بالدخول في حوارات وسجالات نظرية سلمية، بل لأن نمطاً آخر من السجال أخذ يفرض نفسه بين الأطراف المعنية، يتجسد في السلاح كما في القسر العنيف. وهذا بدوره، يدل على أن المجتمعات العربية (معظمها) لم تعد تعيش على أسلوب مجتمعي سلمي فيما بين أفرادها وهيئاتها وتنظيماتها، وقد مثلت الأحداث المسلحة في سوريا واليمن وليبيا والعراق مثالاً حياً لهذا التحول في جد الهوية.

أما ما يتمم لوحة الاضطراب في العالم العربي فتتمثل في التداخلات الخارجية غير المسبوقة، فالاشتراك المتعاقب لدول العالم في الصراع السوري، ينبئ بـ«عالمية الصراع»، ولكن ليس بصيغة تماثل أو تشابه الحربين العالميتين، مع أن معظم مفاعيل هاتين الأخيرتين ربما تغطي معظم العالم في الشرق والغرب، عبر مفاعيل «داعش» خصوصاً.



ضمن ذلك كله، وبصيغته العالمية، راحت صيغة من صيغ الصراع الديني الأيديولوجي والطوائفي تبرز بوضوح، طارحة بصخب واستفزاز علاقات ذلك كل بما هو موجود في العراق واليمن وسوريا، ومن ثم في العالم العربي، وتصاعدت المواقف السياسية والأيديولوجية والقومية مع تصاعد الصراع المسلح، الذي اكتسب بعده الجديد مع ظهور روسيا وإيران و«حزب الله» في ذلك كله.

كانت استراتيجيات العرب واضحة، أو اتضحت شيئاً فشيئاً؛ إخلاء المناطق السورية المأهولة بالسوريين من طائفة معينة، مع الإشارة إلى الاختلاف الطائفي بين مجموعات وأخرى، هذا الاختلاف الذي يجد مجاله الوجودي ليس ضمن الطوائف في الوجود العربي المعين، وإنما الخروج من هذا المجال إلى مجالات انتماءات قومية متعددة، وكذلك ضمن الانتماء القومي «الواحد». فسوريا عربية في الواقع والتاريخ، إضافة إلى البعد الدستوري الذي يتضمنه دستور الجمهورية العربية السورية.

ومن ثم، نلاحظ عدم تطابق تاريخي وقانوني دستوري بين الفريقين المذكورين أو بين فريقين آخرين مختلفين في الهوية القومية التاريخية. ومن هنا، فكل الجدلية المذكورة جدلية سياق تاريخي في بنية مجتمعية. ونحن بهذا نضع يدنا على هوية الإنسان العربي كحصيلة تاريخ ومجتمع أو مجتمعات، ويترتب عن ذلك أن الشعب السوري العربي، هو في التعريف المنطقي، شعب عربي وسوري. فالهوية العربية هي ظاهرة بشرية تستمد مددها مما يعيشه البشر في مجتمع أو آخر، ومن ثم مما يتحول من ذلك العيش البشري المجتمعي إلى صفحات كثيرة وتجليات عديدة، مما ينتجه البشر في تاريخ ما، ثم يحولونه إلى فعل مكثف ومتشابك. ومن هنا تأتي المقولة العلمية التالية، وهي أن الشعوب التي تعيش ضمن مراحل متعددة ومتتالية تجد هوياتها وقد برزت في شبكة التداخل بين المجتمعي الثقافي والزمني التاريخي.

ذلك، فيما نرى، هو ما يصنع «الجدلية الذهنية المركّبة» بين المجتمعي والتاريخي، وما يدمج بينهما عبر خطّي تداول يخلصان فيهما إلى «الهوية البشرية»، وفي كل الأحوال يبقى المجتمعي والتاريخي وما يربطهما، الحقل الذي نحدد في ضوئه جدلية الهوية والتاريخ.

نعم، برز الآن بعض الاضطراب في الدواخل والخوارج القائمة على تلك الهوية، ولكن عبر نظرية نقدية فاحصة تقر بالمجتمع والتاريخ وبما يجعل منهما بنية واحدة، يمكن أن نستخرج من ذلك كله حيثيات الجدلية المعنية، ليصبح الأمر قابلاً للخرق فيما يوحّد بين المجتمعي والتاريخي.



#طيب_تيزيني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النكبة من فلسطين إلى سوريا
- عودة الطوائف
- مسلخ حلب.. أين النظام الدولي؟
- الوحشية القصوى والجريمة الدامية!
- سوريا ومأساة الاستعمار الجديد
- كُفوا عن عار الخطاب الطائفي
- الطوائف والأعراق.. والآخرون!
- المؤامرة الكبرى على سوريا
- الجرح السوري والنظام العالمي
- النظام العولمي وسيادة القوة
- الجيوش غير الوطنية والانقلابات العسكرية
- خطاب التنوير ضد الإرهاب
- النزيف السوري والتدخل الدولي
- الاستشراق بين الأنا والآخر
- «داعش» وتحديات التاريخ
- أما آن لليل أن ينجلي؟
- من فلسطين إلى سوريا
- الدين لله والوطن للجميع
- سوريا وأسئلة اللحظة
- القصور التاريخي


المزيد.....




- ضربة إيران.. أهم الأسئلة التي بقيت بلا إجابة بعد كشف البنتاغ ...
- ترحيل مصري من الولايات المتحدة بعد إدانته بركل كلب وإلزامه ب ...
- عودة مؤثرة لأسرى الحرب الأوكرانيين بعد الإفراج عنهم ضمن عملي ...
- صواريخُ ومسيّرات.. لغة الحوار بين أوكرانيا وروسيا وترامب يرى ...
- روسيا تعلن التصدي لعشرات المسيّرات الأوكرانية وإصابة صحفي في ...
- سفيرة أميركا لدى روسيا تغادر منصبها في ظل نقاش عن ضبط العلاق ...
- خبراء أميركيون: ما الذي يدفع بعض الدول لامتلاك السلاح النووي ...
- الحكومة الكينية تعتبر المظاهرات محاولة انقلابية وسط انتقاد أ ...
- هكذا وصلت الملكة رانيا والأميرة رجوة إلى البندقية لحضور حفل ...
- شاهد لحظة إنقاذ طفلة علقت في مجاري الصرف الصحي في الصين لساع ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طيب تيزيني - جدل الهوية والتاريخ