عبد الفتاح المطلبي
الحوار المتمدن-العدد: 5378 - 2016 / 12 / 21 - 01:36
المحور:
الادب والفن
بريقُكَ خُلّبٌ
عبد الفتاح المطلبي
بريقُكَ خُلّبٌ وجَــــــــناكَ صابُ
ووعدكَ مثلما يعــــــــدُ السرابُ
ولستُ أرى بغيمكَ مــن هطولٍ
وأرضُكَ كلُّـــــها أرضٌ يبابُ
كفاني منكَ أن الوصــــــلَ حلمٌ
وإن الزاجلَ الآتـــــــي غُرابُ
صدِيٌّ والكـــؤوسُ لديكَ ملأى
يفيضُ على جوانبــِها الشرابُ
وأحرى أن تبلَّ دمي وتسقي
تباريحي وذاك هـــو الصوابُ
تباركَ يومَ شـــــبَّ القلبُ ناراً
وزاد أوارَ شعلتــِـــــها الغيابُ
وقُدّسَ سِزُّهُ سَهـُـــــــَرُ الليالي
فلا ســـــــرٌّ يُدومُ ولا حجابُ
وكم قد حاولَ العشـــــاقُ كتماً
عن الواشين أمرهمــو فخابوا
كثيرٌلم يُطقْ في العشقِ صبرا
ففروا منه إشفــــــــاقاً وتابوا
لها العُتبى إذا الأقــــدارُ شاءتْ
وهل يُجدي مــع القَدرِ العتابُ
وأنتَ ترى فــــــؤاديَ مستباحٌ
تناوبَ مِنسَرٌ فيـــــــــــهِ ونابُ
وربتَما تَهُبُّ الريـــــــــحُ رهواً
فينصِفُ مركبَ الشوقِ العُبابُ
وما شططاً أقول فلستَ تدري
متى تحني نواصـيها الرقابُ
سل العشّاق عـن شيّمِ الليالي
عليهمْ مــن مخالبها خضابُ
فلا تأسى عـلى ما فات منها
لكم حضرتْ بساحتهم فغابوا
ولو طرَقَ الهــوى قلباً فأبدى
صدودا ثـــــم خالطهُ ارتيابُ
فأبشر بالسلوّ فــــــــإن سهماً
يطيش لعلّهُ ســــــــــهمٌ كِذابُ
يَسفُّ على رمال الوجدِ طيري
وطيرُكَ لا يُدانيهِ الســـحابُ
فلا تعـــــد الفؤادَ بدفئ شمسٍ
فربّتما يُشتِتُــــــــــها الضبابُ
وما أوصدتُ بابَ القلبِ حتى
تفتّحَ فــي جدار الروحِ بابُ
سيبقى مُشرَعاً فــي كل حينٍ
إلى أن يحسمَ الأمرَ الحسابُ
تمتع فالحيـــــاة تكادُ تمضي
فإن مضت الحياةُ فـلا إيابُ
#عبد_الفتاح_المطلبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟