عبد الفتاح المطلبي
الحوار المتمدن-العدد: 5288 - 2016 / 9 / 18 - 16:22
المحور:
الادب والفن
يا مُلهمي
عبد الفتاح المُطلبي
لمّا سألتُ ولـَــــمْ تُجبْ يا ملهمي
أنصَتُّ لم يكُ غيرَ صمتِكَ مُفحمي
****
عُذراً إذا جـــاوزتُ حدّي إنما
كرماً ولستَ على الجوابِ بمُرغمِ
****
أترى بأن الصــــــمت أقربُ للرجا
أم أنهُ قدرُ الشــــــــــــجيّ المُغرَمِ
****
ألفاً يطوفُ النبضُ حولك مُحرِماً
يهفو إلى مـــــــا لا يُليقُ بمُحْرِمِ
****
ما للسنيــــــــــن إذا تَرَدّتْ أبطأتْ؟
ومَشَتْ على قـــدمِ الوجيِّ المُحجِمِ
****
وعسيتُ أن أحظَى بما وَعَدتْ بهِ
فَعَدَتْ عليَّ وأوغلـــــــتْ بالمأثمِ
****
عبثتْ بآمــــــــالي ولم أعبثْ بها
وتعمّدتْ صيــــــــدي بفخٍّ مُحكَمِ
****
أوقدتُ روحي شمــــــعةً في ليلها
وأنا أخبُّ علــــــى طريقٍ مبهمِ
****
معدومة الأشـــــــذاءِ عزّ شميمُها
والضوعُ مرهــونٌ بما في البرعمِ
****
كَتَمَتْ صراخاً قد تزاحمَ في اللّها
وكأنها كفٌّ يشُــــــــــدُّ على فمي
****
ألِأنَّ صحرائي تلــــــــــوذُ برملها
تَسعيْنَ يا أيامُ ســــــــــعيَ الأرقمِ
****
صديانةٌ روحي لكـــــــأسٍ طالما
حَلَمتْ بها بينَ الرجـــــــا والمندمِ
****
ما تقتُ يوماً واستبدّ بـــيَ الهَوى
إلا وجَلْجلَ قيدُها فــــي معصمي
****
أيامُها ســــــــــــودٌ كغربانِ النَوى
حطّتْ على جُرحي لتنهلَ من دمي
****
الليلُ يحفلُ بالهمـــــــوم وليس لي
إلا فؤادٌ صـــــارَ من وجلٍ عمي
****
أما النهارفليسَ لــــــــي فيه سوى
كأسين ذي ألـــــــمٌ وذي من علقمِ
****
تغتالُ أقماري إذا مــــــا أشرقتْ
يوماً وتقتلُ ثُلّةً مــــــــــن أنجمي
****
أشكو إليـــــــــكَ فدلّني يا مُلهماُ
روحي فأنت محجّـــتي ومعلّمي
****
أنا تائهٌ قـــــــــــــد ضيّعَتْهُ سنينُهُ
في التيهِ لادربٌ ولا مِــــنْ نيْسَمِ
****
يا مُلهمي هل كنـــتَ يوماً ضامِئًا
مثلي فإني منـــذُ ميلادي ضمي
****
ولقد سألتُ سنيّ عمـــري كلها
ردتْ ولكن مــــــثل ردّ الأبكمِ
****
ما أنتِ ما جدواكِ من ألمي وما
تبغين مني أفصــــحي وتكلمي
****
ولقد ذكرتكِ والهمــوم تراطنتْ
حولي ولســتُ للهجها بمترجمِ
****
أنا في خريفي قـد زرعتُ أمانياً
فاستنكرتْ،قالت: أهذا موسمي؟
****
أوَ تثمرُ الأشجارُ في جارودها؟
هل يُفرحُ الشُرفاتِ موتُ السُلّمِ
****
يا سارقَ الأفراحِ منــــــي خلسَةً
خذ كل ما تبغي ودع لي مبسمي
****
خذ قسمةَ الشيطان منــي وابتعد
لكَ ما تشاء سأكتـــفي بتألمي
#عبد_الفتاح_المطلبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟