عبد الفتاح المطلبي
الحوار المتمدن-العدد: 5316 - 2016 / 10 / 17 - 19:00
المحور:
الادب والفن
نسرُ البشارةِ
عبد الفتاح المطلبي
هلْ رأيتَ الماءَ يوماً؟
هارباً منْ موتهِ
في حالةِ الخوفِ تلك
تُصيبهُ قَشعَريرَةٌ
فيتَجَعّدُ وجهُهُ
يُخبئ ما تبقى من روحهِ
في الغور البعيد
صانعاً شبه رمسٍ
يتعَرّى النهرُ من ثيابِ الماءِ
ينضو آخرَ قطرةٍ
ويموتُ مخلفاً وصاياه
تغادرهُ الزوارقُ
ولا يبقى فيه ِ
غيرَ الحصى
وجلمودٌ
تنبتُ في قلبهِ شوكةٌ
و في قعره العوسج
ويستوطنهُ النملُ
فغضّ طرفَكَ عن شراعٍ
مزقتهُ الريحُ العقيمُ
ولم يبحرْ قيدَ ذراع
واهجرْ كتابَك القديم
فقد امّحتْ حروفُه ُ
قبل انقراضِ الرجاء
في ألفياتهِ السحيقة
وتعال نُحصي الخيبات
خيبةً خيبة
ونصفّها على أرففِ الروح
مثل أوراق البنكنوت
رزمةً فوق رزمة
ولنعلن أن هذا ما ادخرناه
نبصق البصقةَ الأخيرة
في وجه الخندقِ قبلَ أنْ نغادره
ثم نُصفّقُ بأجنحةٍ كَذبْ
لا تنتمي إلى طيران
إلاّ بقرابة الريش
ينتفهُ الزمن فيطير
مدعيا أنه نسر البشارة
#عبد_الفتاح_المطلبي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟