حلب

حامد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 5359 - 2016 / 12 / 2 - 15:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

حلب .....
حلب ... روح الشرق العربي المبدع بتنوعه وانتاجاته المبهرة للعالم ....هي روح الشرق وعبق الروح الممتدة من الصين والهند عبر طريق الحرير وصولا لبلاد ما بين النهرين مهد الحضارة ومبعث الحقيقة والاسطورة المحركة للروح التي بعثت حب الحياة وجدارة التفوق فيها .... وبعثت بها ابعاد لا متناهية لتتجسد في رسالة انسانية خالدة ومتجددة في الضمير والوجدان المشرقي .... لتكون مختار المخاتير لهذا الشرق العربي المجيد .... تلك هي حبيبتي حلب ....؟؟
هي واحدة من اقدم مدن العالم منذ ان كانت عاصمة لمملكة يمحاض العمورية ...والى ان اصبحت عاصمة الدولة الحمدانية ...وكان يسكنها اكثر من اربعة ونصف سوري من كل الطوائف ...؟
وهي اكثر المدن السورية استهدافا لعراقتها وعمقها الضارب بالتاريخ ....فلا عجب ان استهدفت من قبل دول وممالك لا تاريخ لها ومن عاش على هامش التاريخ من شعوب لم تقدم للبشرية اي اسهامات حضارية ....؟
كل هذا العويل الغربي والخليجي والحرص الشديد على سلامة بقايا الارهابيين في حلب الشرقية .... هو لكسب الوقت واللعب على المتغيرات الدولية ....كما ان الحكومة الامريكية المنتهية الولاية والحكومات الاوربية في فرنسا وبريطانيا والمانيا وتركيا ... لا ترغب بانقطاع ملايين الدولارات التي تنهال عليهم من قطر والسعودية نتيجة مواقفهم هذه ... وكل هذه الجهود تسعى الى تاجيل انتصار الجيش السوري وحلفائه في معركة حلب ....فأصحاب مشروع الشرق الاوسط الجديد وال سعود تحديدا ...يراهنون على امكانية شراء صمت الرئيس الامريكي الجديد ... بدفع كل المستحقات المترتبة عليهم في قانون جاستا او اجور حماية دويلات الخليج وتنفيذ كل طلباته دون تردد او تذمر ... دون تردد عسى ان يسمح لهم بالاستمرار بلعب الدور القذر الذي تمارسه الان في تمزيق الدول العلمانية كالعراق وسوريا ومصر وتونس وليبيا واليمن ولبنان ....وبالتالي السعي الى افشال الاتفاق النووي بين ايران والخمسة زائد واحد ....وهذا ما يفضح زيف ادعاءات الديمقراطية التي تتبجح به امريكا بتصديرها لدول الربيع العربي ....وهنا للمراقب ان يتساءل لماذا حرصت امريكا وحلفائها على عدم وصول رياح الربيع العربي للممالك المتخلفة الفاسدة والتي تحكم شعوبها بقوانين العصور الوسطى ولكي نفهم الازدواجية في النظرة الى دول الشرق الاوسط .... رغم انع يتداول الان في كبريات الصحف العالمية والبرلمانات في امريكا واوربا من ان السعودية هي مركز الفكر الوهابي الراعي للارهاب العالمي وهو المسؤول عن كل الارهاب في العالم ....؟
الكل يجمع على ان تحرير حلب من الارهاب هو فشل المشروع الغربي وعملائهم من الصهاينة العربان ...؟
لست متوهما من ان اقول ان ال سعود وقطر وتركيا سوف تجد لها الف مبرر وحجة لاستمرار نزيف الدماء في هذه الدول ... وهنا يصبح من الواجب ان يجابه هذا المخطط التدميري بتحالف مصيري للرد على هذه المؤامرة الكبرى التي تستهدف شعوب هذه الدول تاريخها وحاضرها ومستقبلها .... ومن عارض قانون الحشد الشعبي في العراق ...ومن يراهن على اسقاط حكومة الاسد او انهيار الجيش المصري او هزيمة الشعب اليمني اواخماد الثورة في البحرين ... هو نفس ذلك الجرذ الذي يحدث ثقبا في جدار السفينة ...؟؟
الاعلامي /حامد الزبيدي
1/12/2016

#حامد_الزبيدي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل