أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - صبيحة شبر - يوم في حياة امرأة














المزيد.....

يوم في حياة امرأة


صبيحة شبر

الحوار المتمدن-العدد: 1414 - 2005 / 12 / 29 - 11:43
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


استيقظت كعادتي كل يوم مبكرة ، دخلت المطبخ ، جهزت الشاي ، غسلت ما تبقى من صحون في مغسلة المطبخ ، سخنت الحليب ، أحضرت الخبز الساخن من المخبرة لان أفراد أسرتي ، لا يحبون تناول الخبز باردا ، هيأت المربى والجبن ، وحاولت ان أوقظ الأولاد ، وزوجي ، لكنهم أبوا لأنهم ليس من الضروري أن يستيقظوا هذا اليوم مبكرين ، الأولاد ليس عندهم دروس في الصباح ، وزوجي ليس من الضروري ان يستيقظ مبكرا ، لأنه عادة يذهب الى عمله في الوقت الذي يشاء ، ويمكث المدة التي يريد ، فهو ليس مثلي ، يستعبدني عملي، فهو حر ، بفعل ما يحلو له ، وليس مقيدا ، كما يحب الآخرون ان يكونوا وأنا منهم ، وعندما أوشكت ان أغادر المنزل متوجهة الى عملي ، سمعت زوجي يردد بعض الكلمات التي تعبر عن تذمره ، فانا لم أحاول أن احتفظ بالحليب والشاي ساخنين إلى أن يجهز نفسه لتناول الإفطار ، وسوف أظل مهملة على الدوام ، لا احرص على ان يتناول ما يريد من سوائل ساخنة ، لم أرد على كلماته الناقمة المتهمة التي اعتدت عليها كل صباح ، ومضيت هاربة الى عملي ، حيث أحظى بالاحترام الذي أحبه ،من الجميع لحرصي على أداء عملي على أحسن وجه ممكن ، أما في البيت ، فلم أعد قادرة على تنفيذ ما يريد زوجي ، فهو كل يوم له طلبات جديدة قد تختلف عما طلبه في الأمس ، فهو متناقض ، يطلب شيئا ، ثم يرفضه ، ولقد ذكر لي مرة أن جعل الزوجة حائرة لا تدري بم ترضي زوجها ، خائفة على الدوام أن تثير غضبه الذي لا تعلم لم يشتد ويحتد ، مع انه لم يكن هناك موجب للغضب على الإطلاق ، وقد كان يزعم ان جعل المرأة ، حائرة دائما ، من مميزات الرجل الفتك ، الذي تسعى النساء وراءه ، دون ان يحظين بنظرة رضا ، او قبول ، ولست ادري من أين جاء بهذه النظرية ، وما هي المدرسة الاجتماعية التي ينتمي إليها
لم أفكر كثيرا بكيفية الحيلولة دون إغضاب زوجي دائما ، وجعل الحليب والشاي يحتفظان بحرارتهما مع أني أغادر المنزل عادة قبل ان يتهيأ زوجي لتناول طعام الإفطار بفترة قادرة على ان تجعل كل سائل ساخن تغادره سخونته وهي غير آسفة
مضيت الى عملي وأنا اشعر بالارتياح نوعا ما فقد استطعت ان أجهز طعام الغداء ، وما على زوجي إلا ان يسخن الطعام ، ويتناوله ان وصل من مقهاه قبلي ، وأنهيت عملي بسرعة ، وانتهى يوم كامل وأنا اشعر بالراحة اذ لا احد بقربي ينغص علي عيشتي ، ولكن ما ان وضعت قدمي على باب منزلي حتى سمعت كلمات تدل على عدم الرضا من كمية الطعام التي جهزتها للغداء ، لقد جلب زوجي معه ثلاثة أشخاص ، ولم يكن بعلمي أن عندنا ضيوف ، فهيأت طعام الغداء وانا أظن انه يكفي لنا لوحدنا انا وزوجي وابننا الوحيد
بذل الضيوف ما في جهدهم لتهدئة زوجي متعللين أنهم أتوا من غير ميعاد ، وإنني عاملة لا أستطيع ان أجهز طعام الغداء لأشخاص أجهل عددهم ، ولكن زوجي بدلا من ان يهدأ اخذ غضبه يشتعل أوارا ، وسال أصحابه لماذا يدافعون عني والاحرى ان يدافعوا عنه فهو صديقهم ، وكم من المرات وقف بجانبهم دون ان يكون الحق معهم ، وكان الواجب ان يقفوا معه ضدي والا يشجعوني على العصيان والتمرد ، سكت الأصحاب بعد ان طالبوا بالمغفرة ، فهم لم يكونوا يعلمون بنتائج ما قاموا به من دفاع عني
ضحك الزوار كثيرا ولم أكن ادري ما الذي يضحكهم ، ثم غاد رونا بعد تناول الشاي الذي استطعت هذه المرة ان يكون ساخنا ، صحبهم زوجي قائلا ان دوري قد بدأ وانه علي ان اقوم بترتيب المنزل ، وغسل الصحون ، والتحضير لطعام الغداء الذي يجب ان أعده قبل التوجه إلى عملي



#صبيحة_شبر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقابر
- كلام في كلام
- يافقراء العالم اتحدوا
- الحرية الشخصية والدين
- مسيرة الحوار المتمدن
- اختي مريضة بالعراق
- أرق ونحيب مكتوم
- حقوق المرأة الأم
- حياتكم لاتستحق التنديد
- ايامنا تزداد سوءا
- رأي في الارهاب
- كن بعيدا
- الزكاة بين الجمود والاجتهاد
- نظام الجواري
- ويستمرون في اغتيال فرحتنا
- حفلة عيد الميلاد
- أمور تحدث كل يوم
- الى الكاتبة مها الرحماني
- شمعة تنطفيء
- انواع من الارهاب


المزيد.....




- “415 ريال عماني spf.gov.om“ كيفية التسجيل في منحة منفعة الأس ...
- -علم زائف-.. المكسيك تسعى إلى حظر علاج يتعلق بتغيير الجنس وي ...
- “لولو خلعت سنتها!!”.. تردد قناة وناسة 2024 WANASAH TV لمشاهد ...
- ملكة جمال ألمانيا من أصل إيراني تتعرّض لحملة تنمّر
- قوة روسية تنقذ امرأة وأطفالها من قصف مدفعي ومسيّرات أوكرانية ...
- مقتل امرأة عراقية مشهورة على مواقع التواصل.. وأجهزة الأمن تح ...
- “احلى اغاني الاطفال” تردد قناة كراميش 2024 على النايل سات ka ...
- إدانة امرأة سورية بالضلوع في تفجير وسط إسطنبول
- الأمم المتحدة تندد بتشديد القيود على غير المحجبات في إيران
- الاعتداء على المحامية سوزي بو حمدان أمام مبنى المحكمة الجعفر ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - صبيحة شبر - يوم في حياة امرأة