أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبيحة شبر - حفلة عيد الميلاد














المزيد.....

حفلة عيد الميلاد


صبيحة شبر

الحوار المتمدن-العدد: 1374 - 2005 / 11 / 10 - 10:17
المحور: الادب والفن
    


هيأت لك المزل, نظفته وعطرته وغيرت ترتيب أثاثه, اشتريت زهورا جميلة وضعتها في الشرفة وفي الصالة وقرب مائدة الطعام, أبدلت تنسيق الصور المعلقة على الجدران, لوحات طبيعية وأخرى عائلية لعائلتي وعائلتك, المكتبة قد امتلأت رفوفها, نحن معا نعشق القراءة ، وكنت أتابع ما يجد من كتب فأسرع إلى اقتنائه علك تأتي وتحدثني عنه ، أتيت بالمسجل ومعه الأشرطة للأغاني التي تود سماعها, نحن متفقان في هذه الأمور يا حبيبي, تفضل سماع أم كلثوم وفيروز والأغاني القديمة.

هيأت لك الطعام الذي تحبه, ارتديت لك الملابس التي أرجو أن تراني جميلة بها, وضعت العطر الذي مذحته آخر مرة, وجلست أنتظر, صنعت الكيكة التي تحبها ووضعت عليها الشموع الصغيرة بعدد سنين عمرنا, أنت تكبرني بيومين ميلادك يوم الثلاثين من آذار وميلادي الأول من نيسان ، لهذا ارتأينا الإحتفال في الحادي والثلاثين في آذار من كل عام ، جهزت كل ما تحبه من أشياء, اشعلت الشموع وأطفأت الضوء, وبقيت أنتظر, كل عام في مثل هذه الليلة، تأتيني يا حبيبي، تصلني في التاسعة، وتغادر في السابعة صباحا، وأنا سعيدة جدا بهذا الحضور أعد الأيام وأحصي الساعات، وأمني النفس بأن قمر الحادي والثلاثين من آذار سوف يهل علي بعد انتظار وتشوق، وأن سعادتي بلقياك ستحييني وتمدني بقوة كبيرة تجعلني قادرة على انتظارك عاما كاملا آخر....

الشموع تصغر شيئا فشيئا وأنا أنتظر.....مازال الأمل يستعر في داخلي وأنا في كامل زينتي أجدني متألقة والبسمة مغروسة في شراييني أزغرد, بعد قليل سيفتح بابي ويطل علي حبيبي الذي لم ينأ عني، فأنت مادمت معي تشاركني أفكاري وتملأ علي حياتي بهجة وحبورا ،مع أني أراك سويعات كل عام.....

الشموع تصغر, ويتضاءل نورها فهل تأخرت؟ ومافتئ الأمل يعشعش في داخلي وشجرته عالية باسقة مورقة- وأنا أنتظر- انتهت أغاني أم كلثوم- تبعتها أغاني فيروز، لابد أنك حاضر.............. تخبو شموعي وتنطفئ ، وأستبدلها بأخرى جديدة و الأمل مغروس في دمي .... شيء ما قد أخرك يا حبيبي, حتما سأراك هذه الليلة، فدائما يصدق وعدك لي و تأتي.... عشر سنوات اعتدت مجيئك وبيدك ورودي وزنابقي وأنت مفتوح الذراعين متوهج العينين ... يطربني حضورك وأنسى ما عانيت من بعاد وغربة ، طيلة السنة الفارطة ...................الشموع الجديدة يتضاءل ضوءها ويخبو ... فهل استبدلها بأخرى؟
أسمع رنين الهاتف فيبهجني سماعه ، رب عارض أخرك عني، وأنت تتصل لتوضح لي.
- ألو سحر ؟........-
- مبروك عليك العيد ...... بالسعادة الدائمة

إنه جارنا يا حبيبي, كنت أرجو أن تحضر لأحدثك عنه ، فهو ما آنفك يرحب برؤيتي ويتمنى لي السعادة حالما يقابلني, ابتسامته تأسرني ...... اليوم أرسل لي زهورا جميلة بمناسبة عيدنا ....., فما الذي أخرك عني ؟ الشموع يتضاءل نورها, والطعام قد برد بعد أن سخنته عدة مرات ، وشعور قوي يتملكني بأن عطري قد تبدد فأسارع لتجديده....

ما الذي منعك من الوصول ؟ أمر قاهر حتما ، وإلا فأنت حريص ، وأكثر مني على إحياء هذه الليلة....

فهل أنت مشغول؟ .... وقد تكون بعيدا ؟ والهاتف ليس معك ... وإلا لكنت اتصلت بي, فأنت تعرفني يا حبيبي ، وتدرك كم أنا متلهفة على لقياك ومتشوقة لسماعك.

آه...لقد وصلت....أسمع صوت الباب يقرع..لماذا تطرقه والمفتاح معك؟....
- انه جارنا

- لازلت وحدك, أنا وحدي أيضا .... سنتبادل الحديث ،ونحن ننتظر قدوم المسافر العزيز...

الغربة فضيعة .... وأمر قاس ،أن يحيا الإنسان بمفرده... تحدثنا عن مسائل عديدة ، وأنا أنظر إلى الشموع وأراها منهزمة توشك أن تودع ، فأسارع إلى شموع أخرى جديدة ....

جارنا متحدث عذب ياحبيبي ... وهو قاض قدير ، حدثني عن قانون جديد سيتم العمل به بعد أيام مفاده : أن العضو البشري ، الذي لايستعمله صاحبه مدة يومين كاملين يبتر, فالعين التي لا تتمتع بالجمال مدة يومين بكاملهما تقلع من صاحبها وتهدى إلى آخر يعشق الجمال ...., والأذن التي لا تطرب بسماع الألحان توهب إلى إنسان متيم بالإنصات إلى الأصوات الجميلة...والقدم التي لا يستعذب صاحبها التمشي ،تعطى إلى آخر يجد لذته في السير للمسافات الطويلة...لقد وجدت القانون منطقيا ويتماشى مع الطبيعة, لكن الذي أثار دهشتي ، قول جارنا أن القلب الذي يهجره العشق مدة يومين يستأصل بعملية جراحية ويهدى إلى آخر ، قد سكنه العشق وتملكه ، وعاش به وله, فما رأيك ياحبيبي؟



#صبيحة_شبر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمور تحدث كل يوم
- الى الكاتبة مها الرحماني
- شمعة تنطفيء
- انواع من الارهاب
- الارهاب والقتلة يكافان
- المعلم بين النظرية والتطبيق
- هل يمكننا ان نحب ؟
- قدوى طوقان : شاعرة الحب والالم
- اطفالنا واراجيح العيد
- العنف ضد الاخر
- محاولة : قصة قصيرة
- الزوجة العربية بين الاديان والمعاصرة
- الانتظار : قصة قصيرة
- سكان جهنم نساء
- المرأة بين التراث والمعاصرة
- المطاردة : قصة قصيرة
- حق الاختلاف
- تغيير المناهج الدراسية ضرورة
- اليوم عيدي
- الديمقراطية في العالم العربي


المزيد.....




- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبيحة شبر - حفلة عيد الميلاد