أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - صبيحة شبر - أمور تحدث كل يوم














المزيد.....

أمور تحدث كل يوم


صبيحة شبر

الحوار المتمدن-العدد: 1373 - 2005 / 11 / 9 - 13:02
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


لم اعد اطلب من زوجي ان يرافقني في الخروج ، او أرافقه لزيارة احد الأقارب ، او الأصدقاء ، كان قبل سنين يقترح ان نذهب معا لزيارة معرض فني او حضور ندوة أدبية ، أصبح في الآونة الأخيرة ، يتحرج من مرافقتي ، متعللا بعذر من الأعذار ،التي لم أجد فيها على كثرتها ما يقنعني ، وأصبحت نادرا ما اسمع بأمر المعارض الفنية أو الحفلات الموسيقية إلا بعد انتهائها ، وان زوجي اصطحب إحدى صديقاته او زميلاته في العمل ، والصور المشتركة التي أخذاها ، تلك المناسبة ، هي التي تخبرني بما حدث ، فلم أحدثه بالأمر مخافة ان يتهمني بالرجعية او أنني لااحيا الحياة المعاصرة كما يجب ان أحياها ، بالإضافة انه أصبح يسير أمامي بأمتار عديدة مما لا يدع مجالا للشك انه لا يسير بجانبي ، وفي آخر مرة كنا خارجين معا لزيارة احد المعارف المرضى والاطمئنان على صحته ، فاخذ زوجي يسير في بداية الشارع تاركا أياي في نهايته ، حاولت اللحاق به ، لكنني فشلت ، وقررت بعد تفكير ان أعود أدراجي الى المنزل ، وسوف استفسر عن صحة الصديق بالهاتف ، ولكن الذي أثار دهشتي ان زوجي لم يستفسر عن سبب عودتي الى المنزل ، مع أننا فررنا الخروج معا ، وأيقنت بعد ذلك انه يفضل ان يخرج لوحده او مصطحبا إحدى صديقاته او زميلاته في العمل ليظهر أمام الملأ انه ما زال شابا تعجب به النساء ويرافقنه الى الحفلات الموسيقية والمعارض الفنية او الندوات الأدبية ، والجميل في الأمر انه أضحى يرتدي القمصان ذات الألوان الجميلة المثيرة للبهجة ، ويفتح الأزرار الأولى من القميص ، فيظهر صدره الرياضي البديع الذي كنت اعشقه فيما مر بنا من زمان ، ومع انه أصبح يعتني بهندامه ذلك الاعتناء ، يطلب مني ان أتحجب ، لان الإسلام قد أمر بالحجاب ، وأننا ينبغي ان نهتم بأمور ديننا ، وهذا الاهتمام بالدين من الاشياء الجديدة التي المسها لديه ، ظننت في البداية انه قد عرف الله أخيرا ، فحمدت ربي على انه اهتدى الى الصواب، ولكن فرحتي بالتبدل لم تتم ، اذ أنني قرأت محاضرة سوف يقراها في إحدى التجمعات النسائية تحث على المساواة بين الجنسين ، وان المراة قد ناضلت وضحت ومن حقها اليوم ان تحظى بالمساواة بالحقوق مع الرجل ، وان على الرجل مساعدة زوجته في الأعمال المنزلية ما دامت هي تذهب الى العمل خارج المنزل ، قرأت كلام المحاضرة ، وذهب فكري بعيدا ، الى يوم كنت فيه مريضة ولم استطع الغياب عن عملي خوفا عليه من الفقدان ، عدت الى المنزل وانا أحدث نفسي ان أعمالا كثيرة تنتظرني هناك من كنس ومسح وغسل أواني ، ولكن الذي فاجأني وبعث الفرحة في نفسي ان ولدي الصغير ذا السبعة سنين أراد ان يفرحني ، فقام بتنظيف البيت وغسل الأواني ، فما كان من زوجي إلا ان قال له بابني لاتعد الى مثل هذه الأعمال ، فإنها خاصة بالنساء
المراة تعمل خارج المنزل ولا تتمتع براتبها ، يسطو عليه الزوج ، فإذا ما فكرت وقالت ان الحياة تعاون بين الزوجين ، يجلس الزوج مرتاحا سعيدا وكأن المراة كانت في حفلة لهو ولم تكن تتحمل عناء العمل ، وإذا ما حاول الابن ان يساعد أمه ، ويريحها لأنه وجدها مريضة ، لا يشجعه الأب محاولا ان يغرس بذور التعاون بين أفراد العائلة ، في نفوس الناشئة ، وإنما يعلمه بأشياء تتنافى مع مباديء المساواة التي يتعبوننا بها كل يوم وهذا الازدواج موجود بكثرة لا نحسد عليها في مجتمعاتنا المتأخرة البعيدة عن الحياة الصحيحة القائمة على التعاون الإرادي المختار ، وليس الفروض بقوة القمع



#صبيحة_شبر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الى الكاتبة مها الرحماني
- شمعة تنطفيء
- انواع من الارهاب
- الارهاب والقتلة يكافان
- المعلم بين النظرية والتطبيق
- هل يمكننا ان نحب ؟
- قدوى طوقان : شاعرة الحب والالم
- اطفالنا واراجيح العيد
- العنف ضد الاخر
- محاولة : قصة قصيرة
- الزوجة العربية بين الاديان والمعاصرة
- الانتظار : قصة قصيرة
- سكان جهنم نساء
- المرأة بين التراث والمعاصرة
- المطاردة : قصة قصيرة
- حق الاختلاف
- تغيير المناهج الدراسية ضرورة
- اليوم عيدي
- الديمقراطية في العالم العربي
- المعاملة الزوجية


المزيد.....




- انضموا لمريم في رحلتها لاكتشاف المتعة، شوفوا الفيديو كامل عل ...
- حوار مع الرفيق أنور ياسين مسؤول ملف الأسرى باللجنة المركزية ...
- ملكة جمال الذكاء الاصطناعي…أول مسابقة للجمال من صنع الكمبيوت ...
- شرطة الأخلاق الإيرانية تشن حملة على انتهاكات الحجاب عبر البل ...
- رحلة مريم مع المتعة
- تسع عشرة امرأة.. مراجعة لرواية سمر يزبك
- قتل امرأة عتيبية دهسا بسيارة.. السعودية تنفذ الإعدام -قصاصا- ...
- تحقيق: بلينكن أخفى بلاغا بانتهاكات إسرائيلية في الضفة قبل 7 ...
- تحقيق: بلينكن أخفى بلاغا بانتهاكات إسرائيلية في الضفة قبل 7 ...
- تحقيق: بلينكن أخفى بلاغا بانتهاكات إسرائيلية في الضفة قبل 7 ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - صبيحة شبر - أمور تحدث كل يوم