أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صبيحة شبر - الارهاب والقتلة يكافان














المزيد.....

الارهاب والقتلة يكافان


صبيحة شبر

الحوار المتمدن-العدد: 1369 - 2005 / 11 / 5 - 11:31
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يقتلون الناس الأبرياء ويدعون أنهم يدافعون عن الإسلام ، فأي إسلام يدافعون عنه ، وأي دين يؤمنون به وقد نادت الأديان بإكرام الإنسان وتقديره فهو خليفة الله في الأرض ، اختاره الله كي يعمر الأرض ، ويبني الحضارات ويقيم المجتمعات على أسس الإخوة والعدالة والمساواة ، ولكن الذي نلاحظه اليوم في موطن الحضارات هو اختلاط فظيع للمفاهيم ، وانقلاب للمقاييس ، أصبح الإرهاب يسمى مقاومة ، وفتل النفس البريئة التي حرم الله قتلها الا بالحق يدعونه إسلام ، والإسلام قد ذكر في كتابه الكريم ان قتل النفس محرم على الناس ، وانه من قتل نفسا بغير حق فكأنما قتل الناس جميعا ، ولقد نص القران على مبدأ القصاص ، بان قال : ( ولكم في القصاص حياة يا اولي الألباب ) والمعنى المفهوم من الآية ان القاتل يجب ان يعاقب بمثل جنايته ، لكي يكون عبرة لغيره ، فلا يعود احد لارتكاب الجرائم ، ويبقى مطمئنا سادرا لا يلقى العقاب المناسب ، لأنه لو ترك المجرم بلا عقاب لاستشرت الجريمة بين أبناء المجتمع ، ولم يامن الناس حينئذ على حيوا تهم وأملاكهم وأسرهم ، وإنما يعيشون في خوف دائم ، وقلق مستمر من أن تطال حيوا تهم قوى الإرهاب والطغيان ، فتضع حدا لحياتهم الجميلة التي لم يتمتعوا بها ، لقد نصت الشرائع والقوانين على عقاب الجاني ، وردعه ، لان تركه دون يعاب يؤدي إلى تكاثر الجرائم واستفحالها في البلاد ، وسوف يستهين الجناة بأرواح الناس ما داموا يعيشون بمنأى عن العقاب
لقد شرع العقاب ليس حبا به ورغبة وإنما لحماية أرواح الناس وتحقيق الأمن لهم ، فيقبلون على الحياة وشعور بالاطمئنان ، يملؤهم بان لا احد يمكنه ان يعتدي عليهم ويترك طليقا دون أن يؤدب ، الحياة مدرسة تعلمنا كيف نحسن التصرف مع الآخرين ، وألا نسيء إليهم لمجرد الإساءة كما تعلمنا ان حياة الناس عزيزة ، وعلى أولياء الأمور أن يحافظوا عليها ، وان يحترموا القوانين الصادرة التي تنص على احترام حقوق الناس وعدم الاعتداء عليهم لاي سبب كان
عاش العراقيون طيلة العقود الماضية وهم معرضون إلى الاعتقال بدون سبب وإنما رغبة من المسئولين في التشفي من الناس ، كان العراقي يعذب بمختلف أنواع التعذيب في السجون والمعتقلات بلا أي ذنب ، تبتكر أنواع عديدة من صنوف التعذيب ، ويدعى الأصدقاء والمعارف الذين يحرص على إرضائهم النظام الدكتاتوري الى تلك الجلسات لإثارة الضحك والاستهزاء بالضحايا الذين يرميهم حظهم التعس في أيدي عصابات جبانة لاتمت الى الإنسانية بأي صلة ، اعدم العراقيون بالملايين ، أبيدت قرى بأكملها ، هجر الآلاف من موطنهم لأنهم لم يرتضوا ان يتخذوا من البعث عقيدة ومبدأ ، وهاجر الملايين من المواطنين هروبا من الظلم المستشري الأليم ، استعملت الأسلحة الفتاكة والمحرمة دوليا مع ابناء البلاد بأنواعها المتعددة ، من كيمياوية ، او جرثومية ، تجلب للناس أنواعا من الأمراض المزمنة والتي يستحيل علاجها
ثار العراقيون ثورات عديدة ، قمعت بشراسة لا مثيل لها في التاريخ ، وعندما انكشفت أمام العالم تلك الورقة التي اسمها صدام حسين ، قررت أمريكا أن تزيله من الحكم ، فكان من ابسط الأمور التي تؤدي الى إقامة العدل في ربوعنا بعد حرماننا الطويل منه أن يعاقب الجاني بعقاب عادل ويلقى المصير الذي يستحقه ، وان ينال الملايين من شهدائنا الذين قضوا نحبهم في السجون ومن جراء الأساليب التي اقل ما توصف به أنها وحشية ، قبورنا الجماعية من ابلغ الشهود على فظاعة الجرائم التي ارتكبت بحق أخوتنا وأبنائنا وأعزائنا ، وانتظرنا تحقيق العدالة ، وبدلا من تحقيقها جاءنا الإرهاب ، يقتل أولادنا وشبابنا وشيبتنا وأطفالنا ، وكأننا مخلوقات ليس لها حق ان تتمتع بحقوقها كما يتمتع بها الناس الآخرون ، وكأننا مخلوقات غريبة ليس لها ان تطالب بأمر من الأمور ، وإذا دماؤنا التي سالت من غير حساب ، تبقى تهدر ، ولا احد ينصفنا ، ولا من منادي يأخذ لنا بحقنا ، وإذا بهم يريدون ان يطلقوا المجرمين القتلة ، هل دماؤنا يجب ان تهدر ، وهل ينبغي ان يكرم قتلتنا ويعالجوا من أمراض ، أصيب بها الملايين من أناسنا نتيجة التلوث الموجود بالبيئة جراء الأسلحة والمتفجرات
نحن أناس عرفنا بتضحياتنا الطويلة ، ونضالاتنا المستمرة ومن العدل ان يتم إنصافنا ، والاقتصاص من قتلتنا وسفاكي دمائنا أولئك الذين أحالوا حياتنا جحيما



#صبيحة_شبر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المعلم بين النظرية والتطبيق
- هل يمكننا ان نحب ؟
- قدوى طوقان : شاعرة الحب والالم
- اطفالنا واراجيح العيد
- العنف ضد الاخر
- محاولة : قصة قصيرة
- الزوجة العربية بين الاديان والمعاصرة
- الانتظار : قصة قصيرة
- سكان جهنم نساء
- المرأة بين التراث والمعاصرة
- المطاردة : قصة قصيرة
- حق الاختلاف
- تغيير المناهج الدراسية ضرورة
- اليوم عيدي
- الديمقراطية في العالم العربي
- المعاملة الزوجية
- امراة سيئة السمعة : قصة قصيرة
- قراءة في ( اسرة الفتنة ) لموفق السواد
- الطبع أم التطبع ؟
- حرية المرأة في الزواج والطلاق


المزيد.....




- مسجد وكنيسة ومعبد يهودي بمنطقة واحدة..رحلة روحية محملة بعبق ...
- الاحتلال يقتحم المغير شرق رام الله ويعتقل شابا شمال سلفيت
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صبيحة شبر - الارهاب والقتلة يكافان