أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - صبيحة شبر - اطفالنا واراجيح العيد














المزيد.....

اطفالنا واراجيح العيد


صبيحة شبر

الحوار المتمدن-العدد: 1365 - 2005 / 11 / 1 - 15:38
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    


تتأهبين للاحتفال بالعيد ،،، جهزت ثوبا جديدا ... بالمناسبة السعيدة ،،، خاطته لك أمك من فستان قديم لها ،،، لم يعد ملائما للارتداء ، بعد رحيل والدك ، يطول انتظاركما لأوبته ، ولكن عبثا ، الانتظار يطول ويطول ، ويجثم على صدريكما ، ولا يعود الغائب ، لم تكونا تتوقعان انه سيمكث غائبا ، والغائب لايمكن ان يعود ، في تلك البقعة من الأرض ، الشاسعة ، العصية على الفهم ،،حذاؤك الذي ابتاعته الوالدة منذ شهور ، ما زال يبدو جديدا ،يمكنك ارتداؤه في العيد القادم ،،وتظهري احتفالك بالمناسبة العزيزة التي تهيأت لها منذ شهور ، أوشك شهر رمضان على الرحيل ، وتوديع العالم ، لينبثق هلال شهر آخر ، أمك لا تبخل عليك بشيء من الأشياء ، تسارع دائما إلى تحقيق ما تحلمين به ، وأحلامك ميسورة ليس من العسير الاستجابة لها ، والعيد آت ،رغم رحيل الوالد ، واستمرار غيابه ، وعدم علمكما أين يمكن أن يكون ؟ وهل لازال على قيد الحياة ، أم انه أبيد ، كالآلاف من أبناء وبنات شعبنا الطيبين ،لم تكوني تعلمين لماذا يغيب الناس ، بعد خروجهم من المنزل ؟ولماذا يطول انتظاركم لأوبتهم ؟ وتمضي الأيام والسنين ، ولا أحد يعود ،، لم تكوني تعرفين ما الذي يحدث لهم ، فيجبرهم على الابتعاد عن أفراد أسرهم ، والنأي عن أحبابهم ،، وأصدقائهم ، كنت تسالين أمك ، عن السبب ، فتبدو عليها الحيرة ، وعلامات التفكير الأليم ، ثم تتنهد وتقول : الله أعلم ،، عرفت بعد ذلك السر ، وراء الغيابات الكثيرة والمتكررة لأناس أعزاء ، على قلبك ، يكنون لك الحب ويعطفون عليك ، يحنون على طفولتك المحرومة ، ويرأفون بالبراءة التي تتصفين بها ، وصارت من الخلال التي تدل عليك ،عرفت السر عندما توصل الناس الى أماكن المقابر الجماعية التي أنشأها النظام المقبور ، جثة على جثة ،، وعظام احد الأشخاص تتوسد عظام شخص آخر ، عرف البعض جثامين ذويهم ، من ملابسهم التي كانوا يرتدونها ،
تذهب أمك لشراء ما يلزم لعمل حلوى العيد وهي ماهرة في صنع ألوان متعددة ، وأصناف مختلفة ، ، وقد جهزت لك الفستان ، والحذاء الذي تملكين ما زال محافظا على جدته ، سوف لن تكوني اقل جمالا من صديقاتك ، وأنت جميلة ، ذات شكل حسن وجذاب ، فستانك جديد ، حذاؤك ملائم ، وأنت تذهبين مع بنات الجيران إلى ساحات الملاعب ، تركبين الأراجيح ، تتمتعين بها ، يدفعونك الى الأعالي وأنت تقهقهين ، وتقهرين شعورا بالخشية ينبعث من أعماقك أن حبال الأراجيح ليست بالمتانة المناسبة ، تضحكين على خوفك ، وزنك ما زال خفيفا ، لا موجب للقلق ، لم تذهبي الى البساتين ولم تتمتعي برؤية الورود ذات الأشكال المتنوعة والألوان المختلفة ، لم تنشقي شذاها الفواح ، لم ترغب صديقاتك في ان يصحبنك الى الأراجيح في الأعياد السابقة ، فالحزن مخيم على الجميع ،والقلوب تئن من وجع ثقيل ، لايمكن التغاضي عنه
اليوم تغير الحال ، أصبح الأطفال فرحين ، يضحكون بملء إرادتهم ، وحلت البهجة في ربوعهم
تسمعين رنينا متواصلا من جرس الباب ، أمك جاءت ، تفتحين الباب ، مجموعة من الناس يحملون أمك ، لم تكن تحمل شيئا ، وكانت هامدة لا قدرة لها على الحراك ، يصيبك الذهول ، تسمعين أصوات لا تفقهين كنهها
- سيارة مفخخة
- لم تتمكني من الاستيعاب ،لماذا ؟؟؟ تساؤل ضخم وكبير يحيط بك ويضيق عليك الخناق ، تفقدين القدرة على الصراخ او العويل ، يبدو انك مأخوذة ، وانك تسيرين في نومك ، تشاهدين الأفواه تتحرك ، إنهم يقولون مالا تقدرين على سماعه ،، جمع من النساء تعرفينهن يصرخن بأصوات عالية ، وأنت غائبة عن الوعي ، أسئلة كثيرة تطرحينها على نفسك ويأبى لسانك ان يعبر عنها ،، لماذا ؟؟؟؟ الآن ؟؟ وقت العيد ؟؟ ولماذا يغيب الآباء والأمهات ولا يعودون ؟؟؟؟



#صبيحة_شبر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العنف ضد الاخر
- محاولة : قصة قصيرة
- الزوجة العربية بين الاديان والمعاصرة
- الانتظار : قصة قصيرة
- سكان جهنم نساء
- المرأة بين التراث والمعاصرة
- المطاردة : قصة قصيرة
- حق الاختلاف
- تغيير المناهج الدراسية ضرورة
- اليوم عيدي
- الديمقراطية في العالم العربي
- المعاملة الزوجية
- امراة سيئة السمعة : قصة قصيرة
- قراءة في ( اسرة الفتنة ) لموفق السواد
- الطبع أم التطبع ؟
- حرية المرأة في الزواج والطلاق
- نازك الملائكة : عاشقة الليل والطفولة
- المرأة بين الماضي والحاضر
- وليمة
- الارهاب .... لماذا ؟


المزيد.....




- إيران: أمريكا لا تملك صلاحية الدخول في مجال حقوق الإنسان
- التوتر سيد الموقف في جامعات أمريكية: فض اعتصامات واعتقالات
- غواتيمالا.. مداهمة مكاتب منظمة خيرية بدعوى انتهاكها حقوق الأ ...
- شاهد.. لحظة اعتقال الشرطة رئيسة قسم الفلسفة بجامعة إيموري ال ...
- الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة الغربية
- الرئيس الايراني: ادعياء حقوق الانسان يقمعون المدافعين عن مظل ...
- -التعاون الإسلامي- تدعو جميع الدول لدعم تقرير بشأن -الأونروا ...
- نادي الأسير الفلسطيني: عمليات الإفراج محدودة مقابل استمرار ح ...
- 8 شهداء بقصف فلسطينيين غرب غزة، واعتقال معلمة بمخيم الجلزون ...
- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة


المزيد.....

- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - صبيحة شبر - اطفالنا واراجيح العيد