أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صبيحة شبر - الزكاة بين الجمود والاجتهاد














المزيد.....

الزكاة بين الجمود والاجتهاد


صبيحة شبر

الحوار المتمدن-العدد: 1380 - 2005 / 11 / 16 - 12:11
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الزكاة فرض من الفرائض الواجبة على المسلمين ، وهي نسبة من المال تدفع كل عام مرة واحدة عن المبلغ الذي بلغ النصاب ومر عليه العام دون ان يحتاجه الإنسان ، وقد سميت الزكاة بهذا الاسم لأنها تطهر الإنسان وتزكيه من البخل والأنانية وتنمي المال ، ما موقف الاجتهاد من هذه الفريضة وهل على كل إنسان ان يدفع حتى وان حدثت أمور تحول بينه وبين الدفع كل عام ، توفي الرسول محمد وامتنع بعض الناس عن دفع الزكاة وكانوا يدفعونها في عهد محمد ، فجهز ابو بكر الجيوش لمحاربة أولئك الذين امتنعوا عن دفع الزكاة ولقد قال قولته المشهورة والله لو منعوني عقال بعير كانوا يؤدونه الى رسول الله لقاتلتهم عليه ) ولقد جهز أبو بكر الصديق جيشا كبيرا بقيادة خالد بن الوليد لمحاربة من امتنع عن دفع الزكاة واصفا إياهم بالمرتدين عن الإسلام ، ولم يكونوا حقا مرتدين ، وإنما كانوا لا يملكون تلك السنة من النقود ما يمكن ان يقدموه كزكاة عن أموالهم ، والنقود كما نعلم بيد الفلاح ليست ثابتة ، اذ ان الأرض تدر محصولها حسب هبوط الأمطار وري الزرع ، يمكن ان تتعطل الأمطار ، فلا ينبت الزرع ، فلا يستطيع المزارع ان يحصل على النقود التي تكفيه للعيش مع عائلته ، فكيف يتمكن من ان يدفع نقود زادت عن حاجته وبقيت معه مدة عام كامل وهو ليس بحاجة اليها ، في كتب التاريخ يدرس الطلاب في المدارس ان أولئك الذين امتنعوا عن دفع الزكاة كانوا مرتدين عن الإسلام مما حدا بالخليفة أبي بكر الى محاربتهم ، والنقود كما ذكرت سابقا تتغير قيمتها الفعلية بما تستطيع ان تسد به من حاجات ، حتى التجار الصغار يمكن ان يمر عليهم وقت لا يستطيعون به ان يدفعوا مقدار الزكاة ، ويطلبون تأجيل دفعها الى وقت آخر ، وهذا مما يعانيه الموظف الذي يكون راتبه محددا لكن مشترياته مختلفة وقد يتعرض الى مرض ، فيسلبه كل ما ادخره من مال ، فلا يعد يستطيع ان يدفع الزكاة ،
ان الشرع الإسلامي والواجبات الملقاة على الإنسان ، وفق أي قانون ، يجب الا تكون جامدة وإنما يؤخذ الوضع المحيط بالإنسان بنظر الاعتبار ، وعندما ذهب خالد بن الوليد الى محاربة من امتنع عن دفع الزكاة لم يعمل بشرع الله الذي ينص على احترام المراة والعلاقة الزوجية، فقتل احد الممتنعين عن دفع الزكاة لأنه لا يملكها ، وتزوج بامرأته وقبل ان تنتهي العدة اللازمة في مثل هذه الأمور ، قتل زوجها الذي كانت تحبه ، وفرض عليها ان تتزوج به عنوة بدون رغبة منها متناسيا ان الزواج بعرف الإسلام مودة ورحمة ، وعندما جاء الخليفة عمر بن الخطاب عزل خالد بن الوليد لأنه سمع ما ما قام به من أعمال تتنافى مع شريعة الإسلام ، ولقد اجتهد عمر بن الخطاب في موضوع الزكاة اجتهادا حميدا عندما حدثت المجاعة في عام الرمادة ولم يستطع الناس ان يدفعوا الزكاة لأنهم جياع لا يملكون قوتهم ، فكيف يتمكنون من دفع زكاة من مال متوفر لديهم ؟ وهو غير موجود ، اقترح عمر بن الخطاب ان يعفى الناس من الزكاة في ذلك العام الذي حدثت فيه المجاعة على ان يدفعوا في السنة التالية زكاة عامين ، وبذلك جنب الخليفة عمر بن الخطاب المجتمع الإسلامي حربا ظالمة تقضي على حيوان الناس وتهلك أموالهم
ان الواجبات الملقاة على عاتق الإنسان يجب ان تكون بحدود المستطاع ، ولا يكلف الإنسان الا وسعه ، والشخصيات التي حكمت عالمنا العربي والإسلامي يجب ان تعرض للدراسة والنقد حتى يمكننا ان ندرك لماذا نحن متخلفون بهذه الدرجة الفظيعة ، وانه ان لنا ان نتحرك ، وندرس تاريخنا بامعان ، ونعرف المزايا والمساويء التي ارتبطت بذلك التاريخ ، وعرفت عن الشخصيات التي حكمت عالمنا وكانت تحمل الصفات المتناقضة مع بعضها البعض



#صبيحة_شبر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نظام الجواري
- ويستمرون في اغتيال فرحتنا
- حفلة عيد الميلاد
- أمور تحدث كل يوم
- الى الكاتبة مها الرحماني
- شمعة تنطفيء
- انواع من الارهاب
- الارهاب والقتلة يكافان
- المعلم بين النظرية والتطبيق
- هل يمكننا ان نحب ؟
- قدوى طوقان : شاعرة الحب والالم
- اطفالنا واراجيح العيد
- العنف ضد الاخر
- محاولة : قصة قصيرة
- الزوجة العربية بين الاديان والمعاصرة
- الانتظار : قصة قصيرة
- سكان جهنم نساء
- المرأة بين التراث والمعاصرة
- المطاردة : قصة قصيرة
- حق الاختلاف


المزيد.....




- لجنة وزارية عربية إسلامية تشدد على فرض عقوبات فاعلة على إسرا ...
- اللجنة العربية الإسلامية المشتركة تصدر بيانا بشأن -اسرائيل- ...
- إلهي صغارك عنك وثبتِ تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 لمتابع ...
- اختفاء مظاهر الفرح خلال احتفالات الكنائس الفلسطينية في بيت ل ...
- المسلمون في هالدواني بالهند يعيشون في رعب منذ 3 شهور
- دلعي طفلك بأغاني البيبي الجميلة..تحديث تردد قناة طيور الجنة ...
- آلاف البريطانيين واليهود ينددون بجرائم -اسرائيل-في غزة
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى
- ادعى أنه رجل دين يعيش في إيطاليا.. الذكاء الاصطناعي يثير الب ...
- “TV Toyour Eljanah”‏ اضبطها حالا وفرح عيالك.. تردد قناة طيور ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صبيحة شبر - الزكاة بين الجمود والاجتهاد