أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - محمد محسن عامر - المرأة -المفهوم - على منصة الإعدام : إعلام شريك في الإغتصاب














المزيد.....

المرأة -المفهوم - على منصة الإعدام : إعلام شريك في الإغتصاب


محمد محسن عامر

الحوار المتمدن-العدد: 5317 - 2016 / 10 / 18 - 17:41
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


في التاريخ الغابر للحضارة الرومانية رفعت أعمدة المسارح العملاقة من أجل إطفاء عطش "الغوغاء" بمشاهد السيوف التي تخترق الأجساد و أنياب الحيوانات المفرتسة و هي تنهش ضحايا الحلبات . إذ كان الحكام يعون جيدا أن إبقاء الناس في حالة إنتشاء أخرق كفيل بجعلهم ينسون بؤسهم و فقرهم و الأهم من كل ذلك عدم تحول أنظارهم نحو الحكام . إنها ألية إلهاء ديماغوجي تقليدي انتقلت عبر الأزمان بأشكال شتى و بأدوات إلهاء ديماغوجي تطورت و تنوعت من حلبات المجالدين وصولا إلى "بلاطوهات" النقاش السياسي و تلفيزون الواقع.
فتحت الثورة التونسية الباب لحرية الكلام بعد أكثر من نصف قرن من الإعلام الواحد و الخبر الواحد و منطق " و ما أريكم إلاّ ما أرى" السلطوية التي دأب عليها بن علي و الحبيب بورقيبة . تحول المشهد الإعلامي إلى حلبة صراع حقيقية من أجل كسب قبول المشاهدين و جني أكثر نسب المشاهدة في فضاء إعلامي بلا ظوابط و يفتقر إلى أليات حقيقية رقابية و حرة في آن. في عالم تتحرك فيه التلفزة خارج إطار الحدود و خارج سلطة الأنظمة انتهى فكرة الدولة القومية تلفزيا .
بعد حالة الإتخام بالسياسة لدى الجمهور أصبحت بلاطوهات "تلفزيون الواقع" محافل تشنيع عصابي و حبلا لنشر "مصائب الناس" على المباشر لا من أجل محاولة إيجاد أليات حلول و إنما من أجل تحويل ألم إنساني إلى طاولة نميمة عملاقة يشارك فيها مئات الألوف لمشاهدة ضحية يواجه ألامه داخل الحلبة وحيدا ..
في أخر حلقات برنامج "عندي ما نقلك " يتمّ استضافة فتاة ال18 عام التي تعرضت لعملية انتهاك جنسي متكرر من عدة أشخاص . هذا خبر عادي مؤسف يحدث كل يوم داخل مجتمع الفحل الأكبر و القضيب الأعلى . و لكن الشنيع أن يتحول الضحية إلى جلاد في نفس الوقت , قلت سابقا و دوما ان العنف الرمزي الذي تتعرض له النساء في مجتمعنا المتخلف قادر على تحويل فعل الإنتهاك فعلا يقوم به الضحية نفسه , أي عندما تقوم مثلا كما حدث مع ضحية عملية الإغتصاب أن تحول الإعتداء إلى جرم و تحاول طلب الصفح من الأب !!!! فتاة ال18 تعرضت إلى ثلاث أشكال انتهاك شنيع : الأول عبر حدث الإغتصاب و الثاني من قبل الإعلام و الثالث من قبل نفسها عبر تحويل نفسها بدون وعي إلى جلاد و طلب الصفح من أجل كونها اغتصبت ..
ما شاهدناه بألم هو محفل عقابي كما كان يحدث في تجمعات "القصاص" في التاريخ الغابر . و لكن الجلاد الأن هو المجتمع مجتمعا على طاولة "تلفزيون الواقع" و الجلاد بدل تغطية وجهه أصبح يرتدي ياقة بيضاء و بدل السيف أصبح الميكروفون أداة القتل . و هكذا توضع المرأة لا كجسد و إنما كمفهوم على منصة الإعدام و يحصل محفل طعن مجنون جماعي تستعمل فيه كل التعاليم الأخلاقية المتخلفة و قيم الشرف و العرف و الدين و قيم المجتمع الأبوي المتخلف .
فتاة ال18 التي تم اغتصابها تحولت بكل عنفوان شبابها المنتهك إلى محكمة أخلاقية لكل المجتمع , لقد عرّت تخلقنا و بؤسنا و افتقارنا للأدنى درجات الإتزان الأخلاقي و الإنساني . لقد أثار هذا المشهد حفلة قيئ اجتماعي لا مثيل لها أخرجت من جوف هذا المجتمع كل خوازيق الإنحطاط و السفالة و قبح الإعلام.. نحن أمة نبتعد على الحرية بمسافة إنسان .



#محمد_محسن_عامر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كمونة بمتاريس من ورق : جمنة و تنميط السياسة
- ثنائية السيد و العبد مقلوبة : تضامنا مع الفتاة السمراء صبرين
- إعادة صناعة التوحش
- فكرة الله الثوري و الربيع العربي
- أن نقرأ عبد الناصر لآن
- جبهة الضدّ ضدّ نظام الضدّ : أي جبهة شعبية نريد
- حكومة يوسف الشاهد : توحيد الفشل و تفتيت المعارضات
- شباب -مانيش مسامح- في مواجهة -النومونكلاتورا- التونسية
- عن سؤال ماذا بعد؟
- عندما يطبّع العرب ..تحيا الجزائر
- حكومة السيدة كرستين لاجارد
- مبادرة حكومة الوحدة الوطنية و كرنفال توزيع الفشل الحكومي
- ملاحظات حول تأسيس الجبهة العربية التقدمية
- نحو إعادة النظر في الموقف من الطائفة اليهودية في تونس
- القلم على منصة المشنقة : تضامنا مع الكتاب الموريتاني محمد ال ...
- تعويذات الصحراء : التسامي الموسيقي الزنجي
- خلّوا سبيل ناقة -الباجي قايد السبسي- فإنها مأمورة
- قانون منع النقاب في تونس: القانون والخلفيات السياسية
- النزوع العرباني و عشق النكوص نحو المستنقعات
- الوهابية تأكل نفسها من جديد: التحالف الدولي في مواجهة داعش ا ...


المزيد.....




- البابا فرنسيس يغسل ويقبل أقدام السجينات في مراسم خميس العهد ...
- السعودية رئيسا للجنة وضع المرأة في الأمم المتحدة عام 2025
- انتخاب السعودية لرئاسة لجنة وضع المرأة في الأمم المتحدة وسط ...
- -اكتشاف هام- يمنح الأمل للنساء المصابات بـ-جين أنجلينا جولي- ...
- ما حقيقة مشاركة السعودية في مسابقة ملكة جمال الكون بالمكسيك ...
- إيه الحالات اللي بتحتاج استئصال للرحم؟
- بعد خلاف حول الحجاب .. فرنسا تقاضي تلميذة اتهمت مدير مدرستها ...
- -موقف محرج-.. تداول فيديو استقبال ميقاتي لرئيسة وزراء إيطالي ...
- طفل أوزمبيك.. كيف يزيد سيماغلوتيد خصوبة المرأة وهل يسبب تشوه ...
- النساء يشاركن لأول مرة بأشهر لعبة شعبية رمضانية بالعراق


المزيد.....

- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع
- النسوية.المفاهيم، التحديات، الحلول.. / طلال الحريري
- واقع عمل اللمراة الحالي في سوق العمل الفلسطيني الرسمي وغير ا ... / سلامه ابو زعيتر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - محمد محسن عامر - المرأة -المفهوم - على منصة الإعدام : إعلام شريك في الإغتصاب