أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد محسن عامر - ملاحظات حول تأسيس الجبهة العربية التقدمية














المزيد.....

ملاحظات حول تأسيس الجبهة العربية التقدمية


محمد محسن عامر

الحوار المتمدن-العدد: 5178 - 2016 / 5 / 30 - 17:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما يحدث في العالم العربي منذ افتتاح حفلة الجنون في المشرق مع اندلاع الانتفاضة السورية وضع في حسبان الفاعليين السياسيين العرب شدة ترابط و تأثير المعطى الخارجي في المحيط الإقليمي العربي سريع التغير على الداخل الوطني سياسيا .مشروع تمرير الربيع العربي إخوانيا بسلاسة كما حدث في تونس و مصر قابله جدار صد قادم من موسكو و أصفهان مرورا بلبنان حتى دمشق أثبت أن أحادية السيطرة الأمريكية عن منطقة المشرق قد ولت بدون رجعة و دخل الجميع صيف المساومات التي يحدد من خلالها الفاعلون الدوليون الكبار مصير سوريا و مستقبلها السياسي . هذا التحول في ميزان القوى داخل ساحات الحرب السورية مع موقف السعودية الممانع للانتفاضات العربية في مواجهة نظام قديم مازال محافظا على تماسكه الداخلي أودى بالإخوان في مصر و جعلهم في تونس يقبلون بخيار تقاسم السلطة مع النظام الذي انتفض الشعب ضده منذ برهة من سنوات .
العبرة السياسية التي استوعبها الجميع يمينا و يسارا هي الآتية :حساب موازين القوى بين الفاعلين السياسيين يجب أن يضع في الحسبان بأكثر انتباه المتغيرات الإستراتيجية في العالم العربي من شرقه حتى غربه . هذا ما فهمه إخوان تونس عبر اختيار النظام القديم حليفا و شريكا في الحكم و ادارة الظهر و لو تكتيكيا للماضي العنيف و تتبرّأ من كونها امتداد تونسيا للتنظيم العالمي للإخوان المسلمين .
أثبتت الانتفاضات العربية أن اليسار و القوى العلمانية ذات التوجه الاجتماعي خارج إطار حسابات موازين القوى في العالم العربي. إذا فشلت لسببين في طرح نفسها بديلا جماهيرية قادر على حشد ثقة المواطنين نحو مشاريعها. أولها تاريخ القمع السلطوي للأنظمة التي حكمت الذي خلق حالة تصحر سياسي و ثقافي استفادت منه الحركات الدينية و غربة رؤاها و تصوراتها عن المشاغل العربية الحقيقة.
داخل هذا الجو الذي تعاني منه القوى المدنية و العلمانية و اليسارية من تمزق و ضعف و عجز في الحركة تقدمت مبادرة ضمت عددا من الأحزاب اليسارية و القومية في كل العالم العربي من أجل تأسيس جبهة أعلن عن ميلادها في 15 ماي في بيروت تحت اسم "الجبهة العربية" أسندت مهمة الناطق الرسمي باسمها إلى زعيم حركة الشعب اللبنانية نجاح وكيم و مكتب تنفيذي يحوي ممثلا عن كل حزب سياسي و مشاركة تونسية عبر حزب التيار الشعبي و أمينه العام زهير حمدي من أجل تفعيل العمل المشترك السياسي بين القوى اليسارية العربية .
هذه المبادرة تطرح عدد من الملاحظات :

أولا : توحيد العمل المشترك بين الأحزاب السياسية ضمن رؤى و تصورات مشتركة بنجاعة ما فوق قطرية يتأسس على قاعدة أحزاب ذات وزن سياسي كبير فاعل داخليا من أجل انعكاس عربي حقيقي و ذا فاعلية و إلا لن تقدم هذه الجبهة أكثر من مراسم اجتماعات نخبوية كغيرها .

ثانيا: هذه المبادرة إن لم تخلق الحد السياسي الفاصل تجاه كل الأنظمة الحاكمة ستتحول في حمى التخندقات الإقليمية و الدولية إلى كومنتارن سوفياتي ستاليني جديدي مهمته الوحيدة التحشيد داخليا من أجل دعم المركز .

مهمة توحيد العمل السياسي اليساري في العالم العربي في المدى المستقبلي من اجل خلق خيار سياسي ثالث مستقل و غير منحاز ضمن حمى التوازنات الإقليمية والنطاح الطائفي بين العمائم السنية و الشيعية في المشرق تواجه تحديات ضخمة أمام عظمة الهيمنة الغربية على العالم العربي و قوة التيارات التي تراهن عليها و عجز اليسار حتى الآن على الخروج من تفتيته الداخلي نحو توحد فوق إقليمي و عربي فعال و القدرة الكبيرة للتيارات الدينية حتى الأن على طرح نفسها و بقوة بديلا سياسي مقنعا للجماهير العربية . هل ينجح اليسار بما علق به من تقليدية على التأقلم مع هذه المتغّيرات ؟



#محمد_محسن_عامر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحو إعادة النظر في الموقف من الطائفة اليهودية في تونس
- القلم على منصة المشنقة : تضامنا مع الكتاب الموريتاني محمد ال ...
- تعويذات الصحراء : التسامي الموسيقي الزنجي
- خلّوا سبيل ناقة -الباجي قايد السبسي- فإنها مأمورة
- قانون منع النقاب في تونس: القانون والخلفيات السياسية
- النزوع العرباني و عشق النكوص نحو المستنقعات
- الوهابية تأكل نفسها من جديد: التحالف الدولي في مواجهة داعش ا ...
- موسيقى الشارع في تونس : نحو تنظّمات ثقافية مقاومة
- من إبن المفروزة محسن عامر إلى كبير فارزي جمهورية الواي أوف ل ...
- التراجيديا الندائية : محسن مرزوق زعيما لخوارج نداء تونس
- في صناعة المظلومية الامازيغية : من الظالم و من المظلوم
- أطياف أسامة من بن لادن : حول الانبعاث الجديد -للاممية الإسلا ...
- محمد محسن عامر: اليعقوبية الفرنسية في مواجهة سؤال تهرم حداثت ...
- ليسوا عليا و ليسوا معاوية : آليات الإنهاك في صراع النهضة و ن ...
- داعش ما بعد الإستشراقية
- إدارة التوحش و إدارة البكاء
- السقوط قبل البداية:المؤتمر الوطني لمكافحة الإرهاب في تونس
- عن ال سعود و احترام حقوق الانسان
- لقاء بوتين و أوباما اليوم ومخاطر خسارة داعش :
- قانون المصالحة الإقتصادية مع رجال الأعمال في تونس :المآلات


المزيد.....




- إجراء -غير معتاد بروتوكوليا- في المؤتمر الصحفي لبوتين وترامب ...
- مصافحة للتاريخ.. ترامب وبوتين يفتتحان قمة ألاسكا لبحث حرب أو ...
- تحركات إسرائيلية مكثفة على أطراف مدينة غزة.. خطوة أولى نحو ا ...
- قمة الـ3 ساعات.. مباحثات -بناءة- بين ترامب وبوتين في ألاسكا ...
- ترامب: لم نتفق بشأن -القضية الأهم- مع بوتين
- ترامب وبوتين يعقدان مؤتمرا صحفيا بعد اجتماعهما
- السويد: مقتل شاب وإصابة آخر في إطلاق نار قرب مسجد بمدينة أور ...
- ضغوط الإقليم تشعل من جديد جدل السلاح بلبنان والعراق
- مشاهد محاكاة لعمليات المقاومة في حي الزيتون بمدينة غزة
- -خطة الجنرالات- التي اغتالوا أنس الشريف بسببها


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد محسن عامر - ملاحظات حول تأسيس الجبهة العربية التقدمية