أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد محسن عامر - السقوط قبل البداية:المؤتمر الوطني لمكافحة الإرهاب في تونس














المزيد.....

السقوط قبل البداية:المؤتمر الوطني لمكافحة الإرهاب في تونس


محمد محسن عامر

الحوار المتمدن-العدد: 4948 - 2015 / 10 / 7 - 16:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مؤتمر وطني عن موضوع الإرهاب يؤجل و يؤجل ثم يؤجل ؛ثم يبدوا أن الفاعلين السياسيين ذوت الحماسة عندهم و غابت ذريعة انجازه أساسا... هذا المؤتمر الأعرج من أساسه الذي كان سيضم تحت سقف مؤتمره فاعلين كبار متورطين حتى الأذقان في دعم المجاميع المتطرفة أبى أن يرى النور لأن الإرهابيين على ما يبدو مقحمون في مشاغل أخرى تجعلهم مشغولين عن رج البلاد من جديد بسيل من القتل و الدم ...في غياب آلية حقيقية لمكافحة الإرهاب دولتيا و اجتماعيا و ثقافيا ومع امكانية عودة المضطر لجاليتنا الإرهابية المقيمة في بؤر التوتر ؛ شبح الإرهاب و إن دقت له نواقيس حالات الطوارئ عديمة الفائدة سيبقى مخيما و سنبقى جالسين على البركان.
قال رئيس الحكومة التونسية الحبيب الصيد أن المؤتمر لم يتم إلغائه و لكنه تم تأجيله لمزيد على المستويين الوطني و الدولي باعتبار أن الأمم المتحدة ستقدم برنامجا دوليا لمكافحة الإرهاب مع مطلع سنة 2016 الذي طلب فيه الحبيب الصيد من الأمين العام للأمم المتحدة أن يكون في تونس . كما قال في ندة صحفية في القصبة "لا نستطيع أن نمنع بمقضى الدستور منع أي مواطن تونسي من الرجوع إلى بلاده" و كأن جاليتنا التونسية المنتمية إلى مجاميع التقتيل في بؤر الحروب الأهلية في سوريا و العراق و المتمرسة في القتال و الإجرام كانت في إطار عطلة استجمام في المشرق و ستعود من أجل نشر ثقافة الحب و التسامح بين الشعب التونسي !
الإرتباك أصبح السمة المميزة للسياسة التونسية في الخارج و الداخل , استراتيجية تقوم على قاعدة رد الفعل لا أخذ زمام المبادرة . بعد عملية باردوا و ثم سوسة الإرهابيتان ظهر بالكاشف كم الإرتباك الذي تعاني منه الدولة التونسية و ائتلافها الحاكم ليخرج رأس الدولة الباجي قايد السبسي و يقول  أن البلاد غير قادرة على تحمل عملية إرهابية جديدة في مزيد نشر الفزع بين الموطنين المنهكين من الملف الإقتصادي الكارثي ليضاف إليها فزع على أمنهم . التراجع الخجول الذي سمي تأجيلا للمؤتمر الوطني للإرهاب و رفع حالة الطوارئ كما يبدو جليا لم تكن على أساس حصول انتصارات حقيقية في هذه المعركة ضد الإرهابيين المتحصصنين في أغلب مرتفعات البلاد أو القابعين في معسكرات التدريب الليبية الذين يتطلعون لتصدير القتل نحو تونس , و لكن نظرا لأنه بكل بساطة لم تحصل عملية إرهابية منذ مدة . نعم , هكذا يفكر ساستنا الموقرون الذين يملكون مصائر العباد في علاقة بمعضلة الإرهاب التي تنخر البلاد و كل الوطن العربي و التي تهدد في كل لحظة بانفجار قد يغرق البلاد في أتون الحرب الأهلية تطل من حدودنا الشرقية .
لنتحلّ بالشجاعة الأخلاقية لنقول أننا غير محصنون ضد الإرهاب و أن الأصولية تنخر المجتمع التونسي , نعم لنتحل بالشجاعة الأخلاقية لنقل أن أحد أطراف الحكم المحوريين أي حركة النهضة تعتبر معرقلا حقيقيا في ملف محاكمة الإرهاب . بعد أن تم إفلات الجوامع و اعتلاه الأيمة المتطرفون و حضر قيادات حركة النهضة اجتماعات منظمة أنصار الشريعة التي كانت تصدع علنا بمبايعتها لتنظيم القاعدة و بعد أن صدرت حركة النهضة خطابا رسميا أصدرته القيادات الكبرى من راشد الغنوشي حتى وزير شؤونها الدينية نور الدين بالخادم التي تحرض الشباب التونسي صراحة للإلتحاق بجبهات القتال السورية , بعد أن تم تفخيخ المجتمع التونسي و إخراج كل ما يمكن أن يختزنه المجتمع التونسي من تطرف و أصولية يتحدث إسلاميونا عن مكافحة الإرهاب . هذا الموقف الذي بدا من أوله غير جدي بعد رفضهم عزل أيمة جوامع عرفوا بتحريضهم الصريح للقتال في سوريا يدعونا للقول أن الإسلاميين لا يتحلون بالجدية الحقيقية التي تدفعهم لمراجعة حقيقية لمواقفهم تجاه التطرف الديني .
يبدو أن تونس أولا يجب أن تبقى في موضع رد الفعل العاجز تجاه الإرهاب في غياب اليات حقيقية أمنيا و اجتماعية و أخلاقيا عن مكافحة الإرهاب بطريقة فعالة و تحصن شبابنا من التحول إلى سافكي دماء و وحوش بشرية تنشر الخراب في الوطن العربي . لا نماري القول عندما نقول بوضوح و موضوعية أننا تحت رحمة استراتيجيات المتوحشين القابعين في كهوف جبل الشعانبي و جبل السلوم و جبال جندوبة و الصحراء الليبية , و  تحت رحمة متقلبات الإقليمي و الدولي المتحرك بشدة . في انتظار حدوث الأسوء سيبقى الساسة و الفاعلون الكبار في سجالاتهم حول اقتسام غنيمة السلطة حتى ترجّ البلاد بعملية ارهابية جديدة تعيد للساسة وعيهم و توقضهم من غيبوبتهم التي يبدو أنها طويلة و ستطول . إنها في مدخل كهف مظلم لم يلح نور مخرجه بعد .



#محمد_محسن_عامر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن ال سعود و احترام حقوق الانسان
- لقاء بوتين و أوباما اليوم ومخاطر خسارة داعش :
- قانون المصالحة الإقتصادية مع رجال الأعمال في تونس :المآلات
- تضامنا مع مناضلي النهج القاعدي في المغرب
- بورقيبة و نظرية الحلول في فكر سبسي الله الثوري : أنا بورقيبة ...
- الجنّ هو المسؤول عن الإرهاب في تونس
- العولمة و الأصولية الإسلامية الجزأ الأوّل
- ملاحظات سريعة حول مسألة المثلية الجنسية
- المأزق التونسي :الإنتفاضة و الإرهاب و الحرب الأهلية
- تأملات نقدية حول تجربة -الشباب العربي البعثي- في تونس
- مأزق الحركات القومية التقليدية أم مأزق البورجوازية الصغيرة
- قضية -التخلّف- في فكر مهدي عامل
- من رابطة حماية الثورة إلى رابطة حماية الوطن و المواطن و صعود ...
- حول تصريحات الصحبي عتيق :مأزق الإخوان في تونس و خيار العنف
- الإستثناء في اللغة و الإستثناء في السياسة
- الجبهة الشعبية : طريق العودة مسدود إمّا الثورة أو الإنتحار


المزيد.....




- كعبٌ عالٍ وسقوطٌ مدوٍّ... حين تعثّرت نعومي كامبل ونهضت نجمة ...
- مدير IAEA: أجهزة الطرد المركزي بمنشأة فوردو النووية بإيران - ...
- مصور وناشط فلسطيني وثق الحرب بغزة في جولة أمريكية لجمع التبر ...
- قمة الناتو: إسبانيا تتحدى ترامب... تساؤلات: هل يظهر خامنئي ف ...
- السعودية..جدل بعد منع -البقالات- من بيع التبغ واللحوم
- تحطمت أسطورة إيران التي لا تقهر.. ما عليك معرفته الآن عمّا ق ...
- غزة: قتلى وجرحى في قصف على مدرسة وسموتريتش يهدد: إما وقف الم ...
- وصفه بالبطل.. ترامب يدعو لإلغاء محاكمة نتنياهو بتهم الفساد
- محللون والحرب الصهيونية الأمريكية على إيران
- تصريح صحفي صادر عن اللجنة التحضيرية للجبهة الوطنية الشعبية


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد محسن عامر - السقوط قبل البداية:المؤتمر الوطني لمكافحة الإرهاب في تونس