أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد محسن عامر - من رابطة حماية الثورة إلى رابطة حماية الوطن و المواطن و صعود أسهم البلطجة في سوق السياسة في تونس















المزيد.....

من رابطة حماية الثورة إلى رابطة حماية الوطن و المواطن و صعود أسهم البلطجة في سوق السياسة في تونس


محمد محسن عامر

الحوار المتمدن-العدد: 4159 - 2013 / 7 / 20 - 15:28
المحور: المجتمع المدني
    


في أحد شوارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة كان الحوار مع أحد كوادر حزب سياسي "يساري" الذي بدى مغتبطا بظهور ما يسمى رابطات حماية الوطن و المواطن و زعيمها البرنس(الذي يذكّرني إسمه بأحد زعماء المافيا في أحد الأفلام المصرية)كتعبيرة ميليشياوية تعيد عصر الفتوات الذهبي ضد رابطات حماية الثورة , بمنطق"أن العيلة إلي ما لهاش صايع حقّها ضايع" كما يقول المثل المصري, بحماسة العبيط اعتبر أنها الفرج القادم من السماء و المخلّص من بطش ميليشيات حركة النهضة و باعثة فجر الأمن و الأمان على المواطنين و الأحزاب السياسية.هذه الضبابية في فهم تناقضات الحقل السياسي حدّ الحمق و هذه الرعونة في الموقف التي يشاركه فيها على ما يبدو للملاحظ عدد كبير من اليساريين في تونس إستوجب طرح الموضوع من وجهة نظرندّعي أنها علمية لتحليل هذه الظاهرة "العريقة" في أقطارنا العربية و في تونس علّنا نكون قد ساهمنا و لو بنزر قليل في توضيح الرؤيا و تصحيح البوصلة لرفاقنا المناضلين حول ظاهرة خطيرة تعاملت معها المركسية و تناولتها بالتحليل و بينت تموقعها في حقل الصراع الطبقي .
مفهوم البطجة و تموق
البطلجي لفظ دارج في العامية وليس له أصل في العربية، ويعود أصله إلى اللغة التركية، ويتكون من مقطعين, "بلطة" و"جي"؛ أي حامل البلطة، و"البلطة" كما هو معروف أداة للقطع والذبح فهم بلطجية في مصر أو بلاطجة في اليمن أو التشبيح ويُمارسها الشبيح وجمعها شبيحة في سوريا أو الكلوشار في تونس , تتعدد الأسماء و المعنى واحد فهي شريحة إجتماعية منحرفة من المجرمين و متعاطي المخدرات و حراس بيوت الدعارة المنحدرة من أحزمة الفقر و البؤس الإجتماعي تمارس العنف و الجريمة لمن يدفع أكثر . لقدّ حذٍّر كارل ماركس من خطورة قطعان البروليتاريا الرثّة المستعدة لبيع نفسها لقاء ابخس الاثمان فهي سيف لدى البورجوازية القادرة على الدفع لهذه المجموعات من حثالة المجتمع لتسليطها على رقاب الجماهير"في الوقت الذي لا تعود تكفي فيه الوسائل البوليسية والعسكرية «العادية» للديكتاتورية البرجوازية، بالإضافة إلى الواجهات البرلمانية، لإبقاء المجتمع في حالة توازن –يبدأ دور النظام الفاشي. تقوم الرأسمالية، من خلال الأداة الفاشية، بتحريك جماهير البرجوازية الصغيرة المهتاجة وزمر البروليتاريا الرثة المنحطة والمحبطة- الأعداد التي لا تحصى من البشر الذين أوصلهم الرأسمال المالي ذاته إلى اليأس وحالة السعار. إن البرجوازية تطلب من الفاشية وظيفة شاملة، فعندما تلجأ إلى وسائل الحرب الأهلية تصر على تأمين السلام (الإجتماعي) لسنوات. والأداة الفاشية باستعمالها البرجوازية الصغيرة كبش قتال وبسحقها جميع المعوقات في طريقها، إنما تقوم بوظيفة شاملة. وبعد أن تنتصر الفاشية تجمع في يديها، كملزمة فولاذ، بشكل مباشر وفوري، جميع أجهزة ومؤسسات السلطة العليا والسلطة التنفيذية والإدارية والتعليمية للدولة: مجمل جهاز الدولة مع الجيش والبلديات والجامعات والمدارس والصحافة والنقابات والتعاونيات.. وعندما تصبح الدولة فاشية، ذلك لا يعني أنه ستتغير فقط أشكال وأساليب الحكومة وفقا للنمط الموضوع من قبل موسوليني- إن المتغيرات في هذا الحقل هي في الأخير ذات أهمية ثانوية، لكنها تعني قبل كل شيء وفي أغلب الأحوال أن منظمات العمال قد أبيدت، وأن البروليتاريا قد أختزلت إلى حالة هلامية غير متماسكة، وأنه تم تشكيل نظام إداري متغلغل بعمق بين الجماهير يمنع أي تبلور مستقل للبرولبتاريا. هنا بالضبط يكمن لب الفاشية...-تروتسكي-.
من بلطجية الأنظمة إلى بلطجية الأحزاب السياسية
كانت قطعان البلوريتاريا الرثة من مجرمين و منحرفين حصانا أسودا لدى الأنظمة الرجعية الحاكمة في الوطن العربي و إن تعددت أسمائها , فهي في أغلب الأحيان من خرّجي السجون و المتورّطين في قضايا إجرامية يستعملها النظام عبر الإبتزاز بالسجن أو الترغيب بالمال من أجل ممارسة أعمال العنف ضدّ المعاضرين السياسيين و ضد التحرّكات الشعبية , و لم يغب على أذهان الجماهير المصرية جيش البلطجية الذي هاجم ميدان التحرير إبان الإنتفاضة المصرية في 25 ياناير في ما سيمي بموقعة الجمل , في محاولة أخير ة لنظام حسني مبارك لترهيب الجماهير المصرية الثائرة . في تونس يخطأ من يعتقد أن ظاهرة البلطجة أو الميليشيات المؤجورة أمر طارئ على الساحة السياسية و لكنه انتقل من موقع بلطجة النظام المهيمن إلى بلطجة تحالفات بورجاوزية تتنافس على موقع الهيمنة , مع الصعود الجماهيري للنضال العمالي في السبعينات الذي تّوج بإضراب جانفي 1978 أنشأ النظام التونسي ميليشيات سمّيت حينها ميليشيات الصيّاح كان دورها ترهيب المحتجّين على السياسة الإقتصادية للنظام العميل و فرض حضر التجوّال بالقوة , فأطلق لها العنان للقيام بأعمال الحرق و النهب و الإعتداء الوحشي على المحتجين في صورة سوداء تبيّن مدى العنف الميليشياوي المجرم للنظام البورقيبي العميل .نظام بن علي هو الأخر تفنن في توظيف المنحرفين لترهيب النشطاء السياسيين داخل الجامعة و النقابات و الساحة الشعبية إلى حدود تحويله إلى جهاز أشرف عليه محمد علي القنزوعي هو اليد القذرة للنظام مهمته القيام بأعمال العنف و البطجة و ترهيب النشاطاء السياسيين و النقابيين و الحقوقيين .
صعود الإخوان للسلطة في تونس هذه التعبيرة الرجعية التي استوردت الشكل التنظيمي للحركات الفاشية (اللباس الحزبي الأصفر سابقا لدى إخوان مصر و إلى حدود الترجمة الحرفية للمفردة الألمانية الفهورر للعربية لتكون المرشد) لموقع الهيمنة الطبقية و أمام ترهّل أجهزة الدلوة و قصورها على الإمساك بكل خيوط الملف الأمني سواءا عبر حالة عدم الإستقرار أو عبر تدخّل حركة النهضة في المؤسسة الأمنية من أجل كبحها عن التعامل مع ظواهر العنف التي يخلقها حليفها السياسي السلفية الجهادية أو وليدها الإجرامي الصغير رابطات حماية الثورة ,سعت هي الأخرى إلى توظيف هذه الشريحة الإجتماعية من أجل دفعها لقيامها بدورها الطبيعي في إطار ما سميّ رابطات حماية الثورة عبر كسب المجرمين و المنحرفين من الأحياء الشعبية و الإغراءات المالية كعماد دغيج بائع الخمر في مخازن عماد الطرابلسي و ريكوبا و غيرهم من الأسماء المشبوهة إلى حدود المليشي الجديد المدعو البرنس الذي ظهر في عدّ’ صور ملتحيا و حاملا راية العقاب العلم الحزبي للسلفية الجهادية .الطرائ الجديد ميلشيا حماية الوطن و المواطن ليست بحال من الأحوال حالة متناقضة مع رابطة حماية الثورة , إنها صنوها الطبقي و توئمها السياسي, هذا العداء الذي دخلت به هذه الميليشيا الجديدة معترك الحقل السياسي ضد رابطة حماية الثورة إنّما يعبٍّر في نهاية المطاف عن توجّهات الجهة المموّلة لها , أي التعبيرة البورجوازية المفيوزية التي هي في موقع التناقض مع حركة النهضة و تنازعها موقع الهيمنة السياسية .
من هنا وجب الوعي أن النتيجة الحتمية لظهور هذه الميليشيات ا هو إضعاف جهاز الدولة من أجل تسهيل تمرير المشاريع الرجعية و أخونة الدولة و تحويل الساحات إلى ميادين معارك و بلطجة وقمع لأي حركة جماهرية صاعدة في تناقض مع المصالح البورجوازية المسيطرة الدعامة للعصبات الإجرامية من أجل تأبيد واقع هيمنة قائم , فمن الغباء الإعتقاد أن هذه المجموعات هذه أو تلك وجدت لحماية المواطن فلا تموقعها الطبقي (وجودها على هامش علاقات الإنتاج) و لا وعيها المسخ قادر على أن يجعلها قادرة على القيام بهذه المهام , , من هنا وجب أن نفهم أن ما نزاد للساحة هو عدوّ جديد للشعب و خادم وضيع أخر لمصالح رأس المال في تونس و إن اختلف موقعه من السلطة كان حاكما أو في موقع المعارضة الموهومة , و إن مارس العنف - و هذا محض افتراض- ضد تعبيرة بورجوازية أخرى فهو مع ذلك خادم للماصلح الكلية لأسياده البورجوازيين أعداء الشعب و الجماهير الكادحة . إنّ التحدي المطروح الأن إمّا الدولة المواطنية الحديثة أو مشاريع تطييف المجتمع و تأبيد واقعه و إعادة تشيكله من جديد في شكل يؤبّد السيطرة السياسية للبورجوازية العميلة الحاكمة.



#محمد_محسن_عامر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول تصريحات الصحبي عتيق :مأزق الإخوان في تونس و خيار العنف
- الإستثناء في اللغة و الإستثناء في السياسة
- الجبهة الشعبية : طريق العودة مسدود إمّا الثورة أو الإنتحار


المزيد.....




- شاهد.. لحظة اعتقال اكاديمية بجامعة إيموري الأميركية لدعمها ق ...
- الشرطة الاميركية تقمع انتفاضة الجامعات وتدهس حرية التعبير
- صحف عالمية: خيام غزة تخنق النازحين صيفا بعدما فشلت بمنع البر ...
- اليونيسف تؤكد ارتفاع عدد القتلى في صفوف الأطفال الأوكرانيين ...
- يضم أميركا و17 دولة.. بيان مشترك يدعو للإفراج الفوري عن الأس ...
- إيران: أمريكا لا تملك صلاحية الدخول في مجال حقوق الإنسان
- التوتر سيد الموقف في جامعات أمريكية: فض اعتصامات واعتقالات
- غواتيمالا.. مداهمة مكاتب منظمة خيرية بدعوى انتهاكها حقوق الأ ...
- شاهد.. لحظة اعتقال الشرطة رئيسة قسم الفلسفة بجامعة إيموري ال ...
- الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة الغربية


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد محسن عامر - من رابطة حماية الثورة إلى رابطة حماية الوطن و المواطن و صعود أسهم البلطجة في سوق السياسة في تونس