أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد محسن عامر - حكومة يوسف الشاهد : توحيد الفشل و تفتيت المعارضات














المزيد.....

حكومة يوسف الشاهد : توحيد الفشل و تفتيت المعارضات


محمد محسن عامر

الحوار المتمدن-العدد: 5264 - 2016 / 8 / 24 - 18:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حكومة الشاهد التي حولت الأنظار عن الأزمة الحقيقية التي تمر بها البلاد نحو الحكومة في ذاتها , رأت أخيرا النور وسط حالة من العشوائية في المواقف لم تشهدها أي حكومة سبقتها . من المفروض ان تكون تركيبة الحكومة انعكاسا لأمرين غابت عنها , أولهما أنها من المفروض أن تعكس موازين القوى داخل المجال السياسي التونسي و هذا لم يحدث بل على العكس كان تركيبها يعكس حالة من التشظي داخل مجموعة الاحزاب الحاكمة ذاتها التي خرجت خلافاتها حول تركيبة الحكومة من حيث المواقع لا المهام و البرنامج و بين بلا لا يدعو للشك أن حزب نداء تونس تحت سيطرة شق بن الرئيس قد أوصل الحزب غلى حالة تفتت لا عودة بعدها على ما يبدو. ثانيا هذه الحكومة كان من المفروض أن تعكس إرادة انقاذية حقيقية فما كان إلا أن تحولت إلى حلبة صراع بلا قوانين تمنع من الضرب تحت الحزام لا بين الفرقاء فقط , بل لا بين الحلفاء فقط بل داخل الاحزاب المكونة له . و في الأخير مضمون الفعل الإنقاذي المطالبة الحكومة بالسير في ركابه أصبح منذ ما قبل تكوين الحكومة عديم الجدوى و غير قادر على نيل الادنى من ثقة القوى السياسية و الشعب المحبط من تتالي الفشل الحكومي.
عند ملاحظة التركيبة عدى كونها ترضيات وصلت حد الشخصية داخل الاحزاب السياسية , نحت التركيبة سياسي نحو نقل الخلاف خارج مربع الحكم نحو المعارضة. مبادرة حكومة الإنقاذ منذ الإعلان عنها خلقت شرخا داخل القوى السياسية المعارضة التي كانت متجهة لتكويين تحالف سياسي للقوى الاجتماعية أكثر نوعية او لنقل حالة متطورة للعمل الجبهوي الذي جمع القوى اليسارية و فاعلها الأهم الجبهة الشعبية . حاول المربع الحاكم استمالة وجوه سياسية حزبة مستفيدة من تناقظات الاحزاب المتكتلة داخل الجبهة الشعبية و تم فتح أو محاولة فتح قنوات حوار مع العديد من الشخصيات النافذة داخل القوى اليسارية , باعتبار ان هذا لو نجح سيكون وجود شخصية يسارية مكونة لمشهد الحكم اجراجا لا يطاق و لا يمكن ر ده للقوى اليسارية المتناقظة راديكاليا مع مكونات الحكم الحالي و خاصة الإسلاميين.
الإعلان عن تشكيل الحكومة أخيرا وضع المعارضة في وضع حرج.. إذ أخذ منها مكونين أساسيين هما حزب المسار و الحزب الجمهوري و شخصية يسارية نافذة داخل اليسار الراديكالي اتحاد الشغل و هو عبيد البريكي بالتالي الأكيد اوليا أن المشهد اليساري سيدفع في حركة تشكل جديد مفروض عنه من خارج , بمعنى سيبقيه داخل موجات الفعل و ردات الفعل غير المحسوبة و خلط التكتيك ضمن التكتيك المضاد و هذا في تقديري ارتداد دائمن منذ جبهة الانقاذ.
أما في علاقة بالقوى الحاكمة لا يعني سيناريو تشكيل حكومة الوحدة الوطنية سوى تدوير تحت الظغط للازمة المتجددة في البلاد عديمة المخارج و تماشيا مع المعطى الدولي الذي بدى جيدا ثقل تأثيرها الهائل في تشكيل المشهد السياسي و فاعلين . كيف ستتعامل الحكومة الجديدة مع الملفات الاجتماعية التي تزداد يوميا تأزما و هي المحدد في الإطاحة بالحكومات السابقة لها ؟ أي برنامج إنقاذي أعدته حكومة الشاهد لإدارة الأزمات المتجددة في البلاد من الناحية الإقتصادية و الاجتماعية ؟ كيف ستتعاطى مع الملف الأمني في مواجهة حدود شرقية مفتوحة و تحوي كل اللاعبين الدوليين و الإقليميين بإراداتهم المتناقضة على أرضها ؟ كل هذه الأسئلة حكومة الشاهد مطالبة بإلحاح على عدم إعادة الورقة بيضاء كالحكومات السابقة لها .
عن قوى الحكم , نداء تونس حاول إعادة ترتيب المشهد السياسي و اللحاق ببعض المغانم المنفرطة تحت وطأة الإنشقاقات المألمة , بالتالي الدفع نحو حكومة جديدة من الممكن أنه سيزيل إزعاج الحبيب الصيد المتناغم مع حركة النهضة و الذي أبدى ميولا استقلالية مأخرا دفعت للتسريع بالإطاحة به . ثم و لم لا مزيد توسيع صلاحيات الرئييس الباجي قايد السبسي بعد ترهل كتلته البرلمانية و فقدان قاعدته الشعبية سريعا . مع أن هذه الحكومة أتت ببعض المكاسب على صغرها للحزب الاول نظريا و لكنها زادت في اظهار حزبه على انه كرنفال خلافات و حلبة ملاكمة عمياء بين ابن الرئيس و من تبقى من الحزب .. اما في علاقة بحركة النهضة فهذه الحكومة قدمت توليفة متوازنة واصلت فيها نهجها السياسي الناعم الذي يقرض السلطة على مهل بدل تهورات المرحلة الأولى من الحكم ,و هكذا تظل فعليا ماسكة بمقاليد الحكم الفعلية حتى مع اظهار حد من الليونة تجعل شيوعيين سابقيين يجاورون وزرائهم في القصبة . مع تماشي متناغم جدا مع المعطى الدولي الذي يتأكد مع وصول الشاهد لرئاسة الحكومة الدور الحاسم له .



#محمد_محسن_عامر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شباب -مانيش مسامح- في مواجهة -النومونكلاتورا- التونسية
- عن سؤال ماذا بعد؟
- عندما يطبّع العرب ..تحيا الجزائر
- حكومة السيدة كرستين لاجارد
- مبادرة حكومة الوحدة الوطنية و كرنفال توزيع الفشل الحكومي
- ملاحظات حول تأسيس الجبهة العربية التقدمية
- نحو إعادة النظر في الموقف من الطائفة اليهودية في تونس
- القلم على منصة المشنقة : تضامنا مع الكتاب الموريتاني محمد ال ...
- تعويذات الصحراء : التسامي الموسيقي الزنجي
- خلّوا سبيل ناقة -الباجي قايد السبسي- فإنها مأمورة
- قانون منع النقاب في تونس: القانون والخلفيات السياسية
- النزوع العرباني و عشق النكوص نحو المستنقعات
- الوهابية تأكل نفسها من جديد: التحالف الدولي في مواجهة داعش ا ...
- موسيقى الشارع في تونس : نحو تنظّمات ثقافية مقاومة
- من إبن المفروزة محسن عامر إلى كبير فارزي جمهورية الواي أوف ل ...
- التراجيديا الندائية : محسن مرزوق زعيما لخوارج نداء تونس
- في صناعة المظلومية الامازيغية : من الظالم و من المظلوم
- أطياف أسامة من بن لادن : حول الانبعاث الجديد -للاممية الإسلا ...
- محمد محسن عامر: اليعقوبية الفرنسية في مواجهة سؤال تهرم حداثت ...
- ليسوا عليا و ليسوا معاوية : آليات الإنهاك في صراع النهضة و ن ...


المزيد.....




- رئيس الوزراء الأسترالي يصف إيلون ماسك بـ -الملياردير المتغطر ...
- إسبانيا تستأنف التحقيق في التجسس على ساستها ببرنامج إسرائيلي ...
- مصر ترد على تقرير أمريكي عن مناقشتها مع إسرائيل خططا عن اجتي ...
- بعد 200 يوم من الحرب على غزة.. كيف كسرت حماس هيبة الجيش الإس ...
- مقتل 4 أشخاص في هجوم أوكراني على مقاطعة زابوروجيه الروسية
- السفارة الروسية لدى لندن: المساعدات العسكرية البريطانية الجد ...
- الرئيس التونسي يستضيف نظيره الجزائري ورئيس المجلس الرئاسي ال ...
- إطلاق صافرات الإنذار في 5 مقاطعات أوكرانية
- ليبرمان منتقدا المسؤولين الإسرائيليين: إنه ليس عيد الحرية إن ...
- أمير قطر يصل إلى نيبال


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد محسن عامر - حكومة يوسف الشاهد : توحيد الفشل و تفتيت المعارضات