أرض آفلة

عبد الله عنتار
كاتب وباحث مغربي، من مواليد سنة 1991 . باحث دكتوراه في علم الاجتماع .

الحوار المتمدن-العدد: 5316 - 2016 / 10 / 17 - 00:27
المحور: الادب والفن
    

في الأعوام الغابرة، أسحت أمطار وحملت وعودا
في الليالي المقفرة أظلمت ليال و قصفت رعودا
في الأماسي الآفلة حلقت طيور والشمس في الغروب
تبكي الأحزان، وترقص الأغصان، والأوراق تهتف
كرزاز كرزاز زز ...
يا أرض الدمى والأحجار والقطعان، هلموا في ركود
وتكتب التربة اساها، وتسربل حزنها في همود
والحجر والشجر والغنم والبقر يضارعه الجوع قرب العمود
قرب كنتينة الاستعمار وعلى ضريح المقبرة حلق غراب نكود
يرغي بالسراب والخراب والفيضان والفقر والظلام و بئس الوعود .
كرزاز يا أرضي الآفلة يا حزني المبثور الذي يغني في كمود
ها قد مضت جحافل الغزاة والغرباء تقصف بالافول
تزرع اليأس في حقولك وتطير كالبوم باثة الموت في سكون
ترثي أغاني الغبار والطرق المكسورة والحاضر الملعون
كرزاز يا جيكور، يا ورود الربيع، يا سكون الغابة
هلمي يا أرضي، يا مستودع احزاني، دعيني أبكي في وجوم
واتحسر على الفقدان الموبوء والصخور المترعة بالمروق
تجلس فوقها الطيور و تتهجد لقيم ساكنة تحت النجوم
كرزاز يا حبي يا سلواني
هلمي لعل الغد قادم في سفور
هلمي لعل الوادي يفيض في مجون
هلمي لعل الحقول تينع بجنون
كرزاز يا جيكور يا قريتي الرابضة جانب الوادي
يا من تلفها الصخور وهي تناطح النجوم
والمسجد والمقبرة والمدرسة في سكون
يا أرضي الآفلة
هلمي ولتستيقظي، غدا ستهطل الأمطار وتزمجر الرعود .
ويخرج أحياء من أموات وينبثقوا من كمود .

ع ع / بنسليمان 16 أكتوبر 2016 / المغرب .

#عبد_الله_عنتار (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل