أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله عنتار - جيراننا في الريف














المزيد.....

جيراننا في الريف


عبد الله عنتار
كاتب وباحث مغربي، من مواليد سنة 1991 . باحث دكتوراه في علم الاجتماع .


الحوار المتمدن-العدد: 5228 - 2016 / 7 / 19 - 20:22
المحور: الادب والفن
    



كنت في السابعة من عمري، وبالكاد أصبحت لدي القدرة في اكتشاف المحيط الذي كنت أعيش فيه، ما كنت افارق المنزل الريفي، كان نبات الدوم يلفه لفا، بينما الغابة على مرمى حجر منه، الثعابين والوزغات والسحليات والقنافذ و السلاحف دائمة التردد علينا، ولكي تبتعد عن شرها كانت الوالدة تصنع إناء بلاستكيا وتملؤه بالماء وتضعه على مشارف الغابة . هذه الحيلة لم تمنع الأفاعي من تشييد جحور وسط نبات الصبار، كما لم تمنع القنافذ من التسلل إلى الخم واصطياد الكتاكيت، حتى نباح الكلاب لا يجدي نفعا، كانت الأفاعي تصطاد صغار الأرانب التي يتم تربيتها جوار المنزل، أو تقضي وقتها بحثا عن الفئران. لم تخش يوما الوالدة من الأفاعي، كانت تسحبها من جحورها وتسدد لها ضربة قاتلة بواسطة مذراة، فتسقطها خائرة القوى، طالما تحلت الوالدة بشجاعة منقطعة النظير في مواقف كهذه خصوصا مع الثعابين والافاعي ذات اللسعات الحادة والمميتة، مازلت أذكر أحد الصيادين الذي لسعته أفعى قاتلة، فسقط طريحا، فبعد يوم متعب في الصيد ارتاى ان يضع بندقيته و طرائده جانبا ويستظل تحت دغل ظليل، فإذا بافعى رابضة تغرز سمها في ساقه و تفضي إلى موته . حكت لي الوالدة عن تلك الراعية التي كانت تأخذ قطعانها على ضفاف وادي النفيفيخ، أعطاها والدها فلسا بقيمة عشرة ريالات، فسقطت في جحر أفعى، وضعت يدها في الجحر، فلسعت الراعية الصغيرة، ذهب بها والدها إلى المستوصف، نصحها الطبيب بعدم السباحة، فإذا بها تعوم . مر يومان وماتت.
في سن السابعة، خلال فصل الخريف وبعد أن توشك الشمس على الغروب، كنت اتسلل بين نبات الدوم، والتقط ثمارها المسماة محليا "بالغاز"، كنت اجمعها وسط كيس بلاستيكي، وكلما تسلل الظلام . كان ينتابني الخوف من الخنازير والضباع، قيل لي أنها اختفت من غابتنا، لكن مازال ينتابني الخوف منها، خصوصا حينما ولجت المدرسة وكنت أمر جوار المقبرة و وكنت الاحظ عدة أجداث كانت قد بعثرت بحسب الرواة المحليين . كل شيء كان مخيفا في الريف، المقبرة ذات الأشجار الكثيفة، القبور المنبطحة، الوادي الصامت، والصخور الجرداء التي تخترقها صفرة مميتة، والمطلة بأسى على الوادي .
ع ع / بنسليمان / 19 يوليوز 2016 .



#عبد_الله_عنتار (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيكي والآخرون
- تحت الشجرة الوارفة : حنين متجدد إلى الأرض
- موسم مولاي بوعزة : تكريس التبعية
- وحيد في البراري
- رحلة علمية إلى تافيلالت : المغرب المتباين والمفارق
- على محراب الآلهة جلست فبكيت
- ذكرى صديق عزيز
- الإنسان أولا وقبل كل شيء
- مماتي
- رحلة غابوية : رجوع إلى الذات
- هل حاولنا أن نولد مرة واحدة وانتهت؟
- مدينة تارتروس *
- رثاء أيقونة
- التنوع السوسيومجالي : ظاهرة الأفارقة جنوب الصحراء (تأطير الب ...
- التنشئة الهدرية : مدخل نظري لتفكيك الأصنام الكبرى (الله، الن ...
- مريم الشيخ (1) : النساء المكتريات : جرأة في الطرح وتواضع في ...
- أيام عصيبة بالقسم الداخلي (2)
- من هم الأشخاص دون سكن قار (SDF) ؟
- أيام عصيبة بالقسم الداخلي (1)
- منزلنا الريفي (98)


المزيد.....




- قطر تعزز حماية الملكية الفكرية لجذب الاستثمارات النوعية
- فيلم -ساحر الكرملين-.. الممثل البريطاني جود تدرّب على رياضة ...
- إبراهيم زولي يقدّم -ما وراء الأغلفة-: ثلاثون عملاً خالداً يع ...
- النسخة الروسية من رواية -الشوك والقرنفل- تصف السنوار بـ-جنرا ...
- حين استمعت إلى همهمات الصخور
- تكريم انتشال التميمي بمنحه جائزة - لاهاي- للسينما
- سعد الدين شاهين شاعرا للأطفال
- -جوايا اكتشاف-.. إطلاق أغنية فيلم -ضي- بصوت -الكينج- محمد من ...
- رشيد بنزين والوجه الإنساني للضحايا: القراءة فعل مقاومة والمُ ...
- فيلم -ساحر الكرملين-...الممثل البريطاني جود لو لم يخشَ -عواق ...


المزيد.....

- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله عنتار - جيراننا في الريف