وحيد في البراري

عبد الله عنتار
كاتب وباحث مغربي، من مواليد سنة 1991 . باحث دكتوراه في علم الاجتماع .

الحوار المتمدن-العدد: 5175 - 2016 / 5 / 27 - 00:04
المحور: الادب والفن
    

وحيد في البراري
أكتب أول كلماتي
تصفعني الريح
أتلو أحزاني
أمشي بين الشعاب
أردد آهاتي
وحيد في البراري
أتذكر الماضي
وأنا أمشي
بين القطعان
ومازالت في ريعاني
أقطف الأشواك
وأغني مع الأطفال
الأناشيد والأسفار
وحيد في البراري
بين الدوم والأحجار
والربيع والأزهار
أتمرغ فوق الأرض
أضحك في وجه الدجى والسحاب
****
وحيد في البراري
تلفني الريح وأتذكر أترابي
من رحلوا بلا آثار
سافروا بين الأصقاع
كآثار رجل حافية تمشي على الرمال
تجرفها العاصفة وتتيه في الصحراء
وحيد في البراري
تلوح أغصان زيتون وركام أجداث
من قالوا كنا وطوقوا بالنسيان
نخرهم الزمان
ولفتهم حكاية كان
وحيد في البراري
بين القفص، مقصوص كالأطيار
أذرعي شلت وهدها الإعياء
حبري نضب وتاهت أفكاري
أنادي غائبة توارت في جنح الظلام
عانقتني الموت وصرت كالركام
بلا معنى بين ضجيج الهوام
التائه بين العوام
****
قولي لي يا جلنار :
أبين نهديك جنة أم نار ؟
أنا الغريب
أبين ذراعيك نور أم ظلام ؟
أنا السراب
قولي يا عشتار :
أ محال أن يرى النور من عاش في الظلام ؟
من تذوق عسل الأحزان ؟
من تاه في البرية وانغرزت في جلده الأشواك ؟
قولي يا أفروديت :
أ محال أن يولد بين الصخور والغابة والأحجار
بين الخليج والغدران ؟
من صافح النجوم في الليالي
بين السمر والأسحار
في القرية البعيدة على مشارف الوديان
وهو يجري بين الحقول والأنغام
غير مبال بعبثية الزمان
****
هلمي يا قريتي
وتعالي لكي نولد بين الأرحام
متنا وعافنا الزمان
قومي ها الحياة جاءت
واتركي الضجيج، ها القافلة راحت
فاركبي، و أركب ها الأرض جادت

ع ع / 25 ماي 2016/ بنسليمان - المغرب

#عبد_الله_عنتار (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل