أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله عنتار - رحلة إلى الشمال : بين طنجة والفنيدق: أسى عن رفيقة سليبة














المزيد.....

رحلة إلى الشمال : بين طنجة والفنيدق: أسى عن رفيقة سليبة


عبد الله عنتار
كاتب وباحث مغربي، من مواليد سنة 1991 . باحث دكتوراه في علم الاجتماع .


الحوار المتمدن-العدد: 5247 - 2016 / 8 / 7 - 04:10
المحور: الادب والفن
    


بين طنجة والفنيدق : أسى عن رفيقة سليبة.

في حدود العاشرة صباحا، حملنا الحقائب فوق ظهورها وغادرنا طنجة، صاحب الفندق رجل طيب، في هذه السنة وفي السنة الماضية قبل أن نهم بالمغادرة كنا قد تركنا الحقائب في عهدته ريثما نعود من شاطىء "اشقار" الذي يتواجد في ضواحي المدينة، أو نعود من تناول الفطور . سرنا عبر الكورنيش، ومررنا بالقرب من المرسى حيث تناولنا الغداء عند وصولنا. الكثير من السيارات ابت الوقوف، اللهم واحدة قادتنا نحو حافلات القصر الصغير . كان الذهاب مريحا عبر الحافلة، أكثر المستقلين للحافلة مصطافون طنجاويون وبعض الفرنسيات، واحدة كانت جميلة ذات شعر انسيابي، وأخرى كانت تحمل كتابا في يديها تقرؤه بنهم . بعد طول تعرجات، القصر الصغير قرية راسخة في قدم الجبل الذي تلفه غابات كثيفة وصخور جرداء، ومنازل متناثرة هنا وهناك . ملامح الساكنة تبدو صلبة وقاسية، ركبنا مع مكناسي في سيارته بعد أن نزلنا بالخطأ بعيدا عن القصر الصغير وقال لنا أنه تزوج من امرأة ريفية، و حالت دون رجوعه إلى موطنه، لكنته تغيرت وصارت شمالية، اشترى سيارة وصار يحمل الركاب عليها كسبيل للعيش . طيلة ركوبنا معه كان مرحا للغاية، حاول أن يساعدنا في إيجاد في منزل للكراء، وجدنا رجلا كهلا، لكن لم نتفاهم معه . لا شيء يغري في القصر الصغير غير شطآنه وجباله المترامية .
لم نمكث سوى يوم واحد، كم كنت شغوفا بالذهاب إلى الفنيدق والمرور جوار سبتة المحتلة من أجل أن أنظر إليها من بعيد للمرة الأولى في حياتي، سبتة السليبة التي حرمنا منها منذ 1415، ولم نستردها في معركة انوال المجيدة عام 1921، ولم نستردها في استقلالنا عام 1956 . كان فقدانها وهي على مرمى حجر منا مثل جرحا غائرا بالنسبة لي كمغربي معتز بوطنيته، فعلى الطريق المؤدية إليها لاحظت القليل من لوحات التشوير تشير إلى سبتة المحتلة، مع كثرتها بالنسبة الفنيدق وتطوان كأن هناك حرجا تشعر به الدولة حيال المغاربة : "هذه هي طريق سبتة ولكن لا يمكنكم الدخول إليها مروا جانبا واذهبوا الى الفنيدق"، كما تكتب على لوحات التشوير "سبتة" كأنها مدينة إسبانية وانتهى الأمر، بل هي مدينة مغربية يستعمرها الاسبان و يرفرف علمهم فوقها منذ أكثر من سبعة قرون . إنه أقدم استعمار في التاريخ. يشهد على ذلك جبل موسى الشامخ والحزين على هذا الفقدان الطويل حتى اشتعل رأسه شيبا، وبات حنونا يضم الأفارقة جنوب الصحراء، كما ينظر باسى على الحدود الوهمية التي تفصل المدينة عن وطنها الأم -المغرب، بلاشك سوف تعود في يوم ما ويرحل الاسبان عن أرضنا لكي نصل إلى أعلى نقطة في الشمال المغربي .

ع ع / 28 يوليوز 2016 الفنيدق - المغرب .



#عبد_الله_عنتار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رحلة إلى الشمال : طنجة المدينة التي أرفضها
- رحلة إلى الشمال : أصيلة : تأمل في اللوحات أم تأمل في الجميلا ...
- رحلة إلى الشمال : في طريق الشمال : ما يجمعنا هو الوطن
- جيراننا في الريف
- كيكي والآخرون
- تحت الشجرة الوارفة : حنين متجدد إلى الأرض
- موسم مولاي بوعزة : تكريس التبعية
- وحيد في البراري
- رحلة علمية إلى تافيلالت : المغرب المتباين والمفارق
- على محراب الآلهة جلست فبكيت
- ذكرى صديق عزيز
- الإنسان أولا وقبل كل شيء
- مماتي
- رحلة غابوية : رجوع إلى الذات
- هل حاولنا أن نولد مرة واحدة وانتهت؟
- مدينة تارتروس *
- رثاء أيقونة
- التنوع السوسيومجالي : ظاهرة الأفارقة جنوب الصحراء (تأطير الب ...
- التنشئة الهدرية : مدخل نظري لتفكيك الأصنام الكبرى (الله، الن ...
- مريم الشيخ (1) : النساء المكتريات : جرأة في الطرح وتواضع في ...


المزيد.....




- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله عنتار - رحلة إلى الشمال : بين طنجة والفنيدق: أسى عن رفيقة سليبة