أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله عنتار - رحلة إلى الشمال : طنجة المدينة التي أرفضها














المزيد.....

رحلة إلى الشمال : طنجة المدينة التي أرفضها


عبد الله عنتار
كاتب وباحث مغربي، من مواليد سنة 1991 . باحث دكتوراه في علم الاجتماع .


الحوار المتمدن-العدد: 5247 - 2016 / 8 / 7 - 03:17
المحور: الادب والفن
    



قبل أن نقلع عن مدينة أصيلة، زرنا شاطئ الرميلات الذي يتموقع جنوب المدينة بحوالي خمس كيلومترات، هذا الشاطئ خلاب وصاف، يتردد عليه زائرون قلائل أغلبهم من السياح الاسبان والفرنسيين والمغاربة، الطريق التي تؤدي إليه غير مرصفة ومغبرة ومليئة بالتعرجات والتحدبات، كما أن ثمن سيارة الأجرة مرتفع ويصل إلى 15 درهم، الشيء الذي يجعل أصحاب "الخطافات" ينتشرون بكثرة، يا لهم من مغامرين اشداء لديهم قدرة هائلة على إختراق الجبال، شأنهم في ذلك شأن أصحاب العربات.
من الملاحظ أن مدينة أصيلة ليست جذابة، ما أن يقضي فيها المرء يوم أو يومين حتى ينتابه الملل، قضينا فيها ثلاثة أيام في منزل جميل وواسع وقريب من البحر ويتراءى ازرقا شفافا من السطح. مرسى أصيلة ليست كبيرة، يلاحظ بعض القوارب الراسية التي يسبح بالقرب منها مصطافو البحر . وقس على ذلك أسواقها، فهذا سوق أنوال القريب من الحي القديم، تكفي جولة فيه، لتطفح أمامك الأسعار الملتهبة وصغر الحجم وكأنك في عالم آخر.
كانت الرحلة إلى طنجة عبر الطريق الوطنية رقم 1 لا تنسى، على يسارنا كان البحر يمخر عبابه، بالمقابل كان وادي اللوكوس يتلوى كثعبان عجوز قضى رحلته تعرجا بين جبال الريف .
لا شيء يثير في طنجة غير كبرياء أهلها وخاصة أصحاب سيارات الأجرة الذين يشعرون بكبرياء كبير، لكنهم أكثر تفاهة وانحطاطا، إذ أنهم يرفضون الوقوف لأي شخص استشعروا فيه رائحة الغرابة وخصوصا نحن الذين كنا نحمل فوق ظهورنا حقائب الرحل وجوابو الآفاق، أحد أصحاب السيارات النادر حكى سر عدم الوقوف بالقول أنه استعداء لأهل الداخل، لكن من جهته يحترم الجميع، بل زار الداخل واكتشف أنهم أناس محترمون ومنفتحون ومستبشرون بالحياة، في حين أهل الشمال منغلفون ويشعرون بكبرياء . وختم كلامه بالقول "الله يهدي ما خلق".
في طنجة رجعنا إلى فندق ميامي، وترددنا على مقهى الحافة، هناك منظر خلاب وممتع، ويغري الناظرين، جلس محمد شكري ذات يوم هنا، وبقي أثره، إن العظماء لا يموتون خصوصا هؤلاء الذين يحملون هم الجماهير والكادحين، وغير بعيد عن هذه المقهى، هناك المقابر البونية والرومانية، لقد تم العثور على 12 قبرا مازالت آثارهم راسخة فوق صخور مطلة على البحر، تاريخ المغرب لا يقف عند 12 قرنا، بل يمتد الآلاف من القرون، فحيث الإنسان حيث التاريخ .
قضينا يوما وليلة في طنجة، ترددنا على سور "المعاكيز "، وتجولنا عبر الكورنيش، وفي الغد كانت رحلتنا صوب القصر الصغير .

27 يوليوز 2016/ الفنيدق- شمال المغرب



#عبد_الله_عنتار (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رحلة إلى الشمال : أصيلة : تأمل في اللوحات أم تأمل في الجميلا ...
- رحلة إلى الشمال : في طريق الشمال : ما يجمعنا هو الوطن
- جيراننا في الريف
- كيكي والآخرون
- تحت الشجرة الوارفة : حنين متجدد إلى الأرض
- موسم مولاي بوعزة : تكريس التبعية
- وحيد في البراري
- رحلة علمية إلى تافيلالت : المغرب المتباين والمفارق
- على محراب الآلهة جلست فبكيت
- ذكرى صديق عزيز
- الإنسان أولا وقبل كل شيء
- مماتي
- رحلة غابوية : رجوع إلى الذات
- هل حاولنا أن نولد مرة واحدة وانتهت؟
- مدينة تارتروس *
- رثاء أيقونة
- التنوع السوسيومجالي : ظاهرة الأفارقة جنوب الصحراء (تأطير الب ...
- التنشئة الهدرية : مدخل نظري لتفكيك الأصنام الكبرى (الله، الن ...
- مريم الشيخ (1) : النساء المكتريات : جرأة في الطرح وتواضع في ...
- أيام عصيبة بالقسم الداخلي (2)


المزيد.....




- أبحث عن الشعر: مروان ياسين الدليمي وصوت الشعر في ذروته
- ما قصة السوار الفرعوني الذي اختفى إلى الأبد من المتحف المصري ...
- الوزير الفلسطيني أحمد عساف: حريصون على نقل الرواية الفلسطيني ...
- فيلم -ذا روزز- كوميديا سوداء تكشف ثنائية الحب والكراهية
- فيلم -البحر- عن طفل فلسطيني يفوز بـ-الأوسكار الإسرائيلي- ووز ...
- كيف تراجع ويجز عن مساره الموسيقي في ألبومه الجديد -عقارب-؟
- فرنسا تختار فيلم -مجرد حادث- للإيراني بناهي لتمثيلها في الأو ...
- فنانة تُنشِئ شخصيات بالذكاء الاصطناعي ناطقة بلسان أثرياء الت ...
- فيلم -مجرد حادث- للمخرج الإيراني جعفر بناهي يمثل فرنسا في تر ...
- غداً في باريس إعلان الفائزين بجائزة اليونسكو – الفوزان الدول ...


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله عنتار - رحلة إلى الشمال : طنجة المدينة التي أرفضها