أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - الحاجة للفن حاجة للحرية _ قراءة أنطباعية في لوحات الفنانة ماجدة الموسوي














المزيد.....

الحاجة للفن حاجة للحرية _ قراءة أنطباعية في لوحات الفنانة ماجدة الموسوي


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5302 - 2016 / 10 / 2 - 18:15
المحور: الادب والفن
    


الحاجة للفن حاجة للحرية


ماجدة إبراهيم فنانة عراقية نطل علينا لأول مرة في معرض مشترك لجماعة تشكيل الفنية في بغداد تحمل حلمين أتعبا مسيرتها المبكرة في عالم الفن الملون، الحلم الأول أن تتمكن جيدا من أدواتها التقنية لتتكلم بالفصحى التشكيلية عبر فني الغرافيك والرسم، وثانيا أن تحاول أن تطلق ذلك الطائر المحبوس في صدرها منذ زمن، فأختارت الطير رمزا للأنتصار وأيضا رمزا للحرية التي أختارتها عنوان جامع لكل النتاج الفني الذي أنجزته، من لوحة سجين المفعمة بدلالات العزم حين بدأ جدار السجن يتشقق مع صلابة ساقي المسجون، مع رمزية الطير الساكن في السجن أو الذي يطير من خلال النافذة، المبدع أنها تستخدم الرمز العددي والرمز الحسي لتقول أن سجينها لم يعد كذلك فقد أفلت أحدى يديه من رباط السجان والقمر لاح كبيرا في الخارج إيذانا ببدء الزوال.
قد لا أدرك معاني تعدد الألوان على المساحة الكبيرة التي توزعتها لوحاتها المتنوعة، لكن الغريب مع التلون المفرح والذي يحمل بشرى أنتصار ما زال السواد يركز وجوده في زوايا كل اللوحات، مثلا راقصة الباليه المتحركة بعنف مع سكونية الجسدين الباردين المنزويين في جانب منغلق لم تكشف الفنانة ماجدة عنه لتركنه بعيدا عن أعين الناس، إنها إرادة منها أن تركن ذلك الماضي التعيس في زاوية مهملة سوداء، صحيح أن اللون الأسود في كل أعمالها يأخذ مساحة النصف ولكن ما تثيره الفنانة أن السواد يبقى مهددا بالنور القادم من داخل النفي لذا فهي تؤكد أن لا خوف من الماضي لأنه مات الخوف يأت من المستقبل أن لا يكرر جريرة الماضي فتختلط الألوان كما في سورة السيدة الريفية التي تصنع طبق من قش، إنها تنظر بقلق.
هناك قضية مهمة يثيرها الفن التشكيلي عادة وبالأخص الرسم الذي هو فلسفيا إسقاط ملون على واقع نقي أنه يقول كثيرا عن موضوع يبدو للأخر مغلقا، الصراع النفسي الذي أنتهى بماجدة الموسوي من ربية بيت تعاني من إحباطات المشاغل اليومية وهموم الأسرة مع تصميمها على تجاوز فكرة البقاء قطعة من أثاث قديم في بيت بارد، أنها تعمل بقوة لأجل حريتها كأنثى في مجتمع الى توازن لا في الحرية ولا في القدرة على التحرر من الخوف والأستلاب، حريتها في الحركة وحريتها أن ترى ألوانها تعكس الثقة بالنجاح كواقع وليس كمتصور ذهني فقط وإن كان ضروريا ذلك التنوع، فهل يا ترى يمكننا أن نقول أن ماجدة قوية بما يكفي لأن تزيل كل النقاط السوداء المعلقة بالذاكرة من أن تنعكس على مزاجها التشكيلي في مرحلة لاحقة، أنا أظن أن السيدة ماجدة تحولت تماما من محبطة إلى قوة دافعة لكنها بحاجة إلى مجهول عراب ينتظرها أمام كل لوحة جديدة بمنحها مفاتيح المستقبل.
يبقى أن أشير إلى قضية فنية خالصة وإن كنت أفسر المعنى بموجب ميل انطباعي سيكولوجي أن مفردات اللون عند الفنانة ماجدة تنتهي بأختيار لون واحد لكل لوحة هو اللون الأساس والغالب، هذه القضية تعني أن الفنانة ماجدة دوما ما تتجه للأحادية في فرض معنى مسبق على القاري، الثراء اللوني في لوحاتها يعني قبولها بالحلول المتعددة ولكن في جزء مهم من اللوحات هناك لون واحد لون مسيطر قد يكون نتيجة فهمها للتجريب الفني أو لأيمانها أنها تريد عالم واحد عالم بلون موحد كي تشعر بالأمان، السيدة ماجدة لا تغامر بألوانها كثيرا ولا حتى في حركات شخوص لوحاتها فهي مترددة بين الكشف عنها وتعريتها أو تركها لذهن المشاهد ليمارس التعرية بالصورة التي تناسبه.
على العموم هذه الجولة المبسطة بين اللون والإحساس والأنفعال الأنطباعي عما قرأته في لوحات الفنانة تشير إلى ولادة محاولة تجريبية شجاعة، تحتاج لمزيد من الدراسة ولمزيد من القدرة على تجسيد فكرة الحرية التي تعد الشغل الشاغل للعمل المنجز وقد تكون الرغبة الدفينة في الخروج من عالمها الصغير نحو فضاءات الأكتشاف واحدة من السبل التي تقودها للنجاح، محاولة شجاعة أيضا من سيدة صارعت قدرها لترتقي بقدرتها الفنية وسط عوامل أحباط وتخلف وعدم وجود الناقد الإيجابي الذي يمنح القراءة قدرة على البناء، أشك أيضا أن اللوحات التي توزعت فيها هموم الفنانة ستكون ساكنة على الجدران حتى لو كان قدرها أن تبقى هكذا، ومن المؤكد أن بعض اللوحات ستتحول إلى مظاهرة نسائية تطالب بمزيد من الحرية لأجل الفن ولأجل الأنسان السجين.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هذيان ميت
- شروط الثورة ومسيرة التجسيد _ ح1
- هل كان الحسين مظلوما في ملحمة الثورة وقضية التحرير؟ ح2
- هل كان الحسين مظلوما في ملحمة الثورة وقضية التحرير؟ ح1
- الصوت والصدى وأنحياز المشاعر.
- نحن والحسين الرمز والقضية. إستيعاب أم أستلاب
- موعد مجهول على أبواب مغلقة
- الدين ومستقبل البشرية.ح 1
- الدين ومستقبل البشرية.ح 2
- مزادات فكرية
- شوكولاتة بطعم النفط.
- مشاكل التأقلم مع الهوية الفردية والجمعية في الفكر الديني
- حديث سري جدا مع قطرات الندى
- أعترافات ملحد
- لماذا نتخوف من الغد
- متى تنتهي جدلية الدين والدنيا
- على نية الرحيل أحمل همي
- العراق وخيار السلام
- هل نحتاج اليوم الى عمل جبهوي نخبوي في القيادة والتخطيط لرسم ...
- هيت لك ....... كلمات على وزن الشعر


المزيد.....




- كيف استغلت مواهب سوريا الشابة موسيقى الدراما التصويرية في ال ...
- -فنان العرب- محمد عبده يعلن إصابته بالسرطان
- ترام الإسكندرية و-أوتوبيس- القاهرة..كيف يستكشف فنان الجمال ا ...
- تردد قناة بطوط كيدز Batoot Kids 2024 بجودة HD وتابع أجدد الأ ...
- مسلسل المتوحش الحلقة 32 على قصة عشق باللغة العربية.. موت روي ...
- اخيرا HD.. مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 23 ( مترجمة للعرب ...
- مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 23 مترجمة عبر قناة الفجر الج ...
- -من أعلام الثقافة العربية الأصيلة-.. هكذا وصف تركي الفيصل ال ...
- خطوة جرئية من 50 فناناً امريكياً وبريطانياً لدعم فلسطين!
- الفنان محمد عبده يكشف تفاصيل إصابته بالسرطان


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - الحاجة للفن حاجة للحرية _ قراءة أنطباعية في لوحات الفنانة ماجدة الموسوي