أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كمال عبود - حكايا جدو أبو حيدر -17-














المزيد.....

حكايا جدو أبو حيدر -17-


كمال عبود

الحوار المتمدن-العدد: 5293 - 2016 / 9 / 23 - 19:40
المحور: الادب والفن
    


من التراث الجميل - معن بن زائدة
**1**

المشهور عن معن بن زائدة أنّهُ كان حليم العرب ، ذاع صيتهُ وزادت الحكايا عنه ، إحدى الحكاياتِ تقول أنَّ رجلاً أراد ان يختبره ، انتظرَ الرجلَ حتى الظهيرة وقتَ يكثر المجتمعون في منزل الأمير معن
، دخل دون سلامٍ ، وقف قبالة الأمير معن ، ومّما قالَهُ للأمير مُنشِداً :
أتذْكُرُ إِذْ لحافُكَ جلْدُ شاةٍ .. وإذ نعلاكَ من جلدِ البعيرِ
( كان يقصُدُ التقليل من شأن معن ، - مّنْ أَنتْ؟ غطاؤك جلد حيوان ، وحذاؤكَ أيضاً من جلد الحيوان أيضاً)
قال معن بهدوء : أذْكُر ذَلِكَ ولا أنساه.
قال الرجل :
فسبحانَ الذي أعطاكَ ملكاً .. وعلّمَكَ الجلوسُ على السريرِ
(قصدَ الرجل: أن معناً ليس في مستوى الملوك ولا شيء يميّزُه
وإنما ملكُهُ هبةٌ من الله تعالى ، وليس من ذكاء معن ولا من قوّتِهِ أو حلمهِ)
قال معن: سبحانَهُ وتعالى.
قَالَ الرّجل :
سأَرحلُ عن بلادٍ أنتَ فيها .. ولو ضاءَ الزمانَ على الفقيرِ
(كأنّهُ يقول : لستَ جديراً بحكمِ هذه البلاد ، الرَّحيلَ أجدرُ مِنَ
العيشِ في بلادٍ أنتَ أميرها ، حتى لو أضاءتْ الجواهرُ في أيدي الفقراء فأنتَ لستَ جديراً بالإمارة)
قال معن : إِنْ حللتَ أهلاً وسهلاً ، وَإِنْ رحلتَ فمصحوباً بالسلامة.
قال الرجلُ :
فجِدْ لي يابنَ ناقِصةٍ بِشَيْءٍ .. فإني قَدْ عزمتُ على المسيرِ
(هذا الوصفُ - ابن ناقِصةٍ - عِنْدَ العربِ دونهُ قطعُ الرِّقَاب - والرجل أراد تحقير الأمير بأنّه ابن إمراةٍ زانية) وهنا تحفّزتْ قلوب الحاضرين ونظروا : من هذا الذي يطلب مالاً من الأمير ويصفه بابن الناقِصة؟
قَالَ الأمير : أعطوهُ ألفَ دينار.
قال الرجل (يتهمُ الأمير بالبخل وهذا أيضاً عارٌ كبير لايتَّصفُ بهِ الملوكْ):
قليلاً ما أتيتَ بهِ وإني .. لأطمعُ منكَ بالمالِ الكثيرِ
قال الأمير : أعطوه ألفاً آخر.
هنا انحنى الرّجُل للأمير قائلاً :
سيّدي ما جئتُ للذمِّ ، بل جئتُ أختبرُكَ ، والآن أعرِف يقيناً كيف أشرح ُ لقومي عن حُلْمك الجميل.
قال الأمير : أعطوه ألفاً ثالثة ، ورافِقوه خارج القبيلة.
خرج الرجلُ مسروراً وهو يُحدّثُ نَفْسَهُ :
يا لكرمِ هذا الرجل ، يا لِسِعَةِ حُلْمهِ

**2**

قالوا للرجلِ الغريبِ وأطنبوا في مدح أميرهم ، رووا عنه قصصاً وروايات:
أكثرُ الرجال حلماً ، أوسعهم صدراً ، أفضل الأعر...اب وعَلَمهم هو الأمير معن بن زائدة...

قال لنفسهِ: إِنَّ القومَ يغالون فيه...
وقرر الرجل أن يختبر حلم الأمير ثُمَّ سأل عن الدار...
قال أهل الأمير : إنًّ معناً الأمير في رحلةٍ طويلة وسيرجعُ مساءً .

ابتعد الرجلُ عن منزل الأمير قليلاً وبدأ يراقب المكان .. وفي المساءِ حلّتْ راحلةُ الأمير ومن رافقه في أرض الديار.
بدا الأمير مُتعباً من وعثاء السفر .. نزل يجرُّ خطوَهُ نحو البيت ..
دخل مضافتهُ وتوافدَ القوم على الأمير مهنئين له بسلامة العودة .. اكتظّتْ الدارُ بضيوف الأمير ولم تهدأ الحركةُ إِلَّا بعد منتصف الليل .. عندها دخل الأميرُ مخدعه لينام وقد أخذَ مِنْهُ التعبْ.

ترك الرجل الغريب مكانه وتقدّم نحو دار الأمير حينَ عمَّ السكون المكان وتأكد أنّ الأمير قد غفى ...
دقّ الرجلُ باب الْبَيْتِ بقوة ، استفاق الأمير وفتح الباب وقال :
أهلاً يا بني تفضل.
قال الرجل : أيُّها الأمير جئتُ أسالكَ سؤالاً ولكني نسيتْ.
قال الأمير : حسناً الإنسان ينسى ،لا بأس عليك.

انصرف الرجل ، دار حول البيت حتى انقضى وقت ، وقبل أن يهنأَ الأمير في النوم ، دقَّ الغريب باب البيت.
قام الأمير وفتح الباب : أنت يابني ، أهلاً هل تذكرتَ السؤال؟
قال الرجلْ : نسيتهُ، قبل لحظه كنت اذكرُه ولكني نسيت.
قال الأمير : لا عليك ، سأجيبك عن سؤالك حين تتذكره.

خرج الرجل من الدار ، لكنّهُ لم يترك الأمير يهنأُ في النوم ، وقبل أن يستغِرقَ الأمير ، رجع الرجل وطرق الباب بقوةٍ أكثر أستفاق منها أهل البيت...
فتح الأمير الذي هدًّهُ السفر والسهر وقلق الطرق على الأبواب ، وحين رأى الرجل قال بهدوء : إن شاء الله تذكرتَ السؤال...

قال الرجل : نعم.
قال الأمير : ماهو؟
قال الرجل: هلْ أكلْتَ خراء ، وما هو طعمه ، حلوٌ أم مُرْ؟
قال الأمير : لم أذقهُ ، أمّا عن طعمهِ فهو حلوٌ للذباب ، وهو مُرٌ تعافهُ نفس الإنسان...
قال الرجلُ وَقَدْ همَّ بتقبيل يد الأمير :
ما جئتُ لِأُهينَ الأمير ، بل جئتُ أختبرُكَ حلمكَ، المعذرة منك ياسيدي، وداعاً...
قال الأميرُ لنفسِهِ : لا وقتَ للنومِ لقد آن آذانُ الفجرِ ، حان وقتُ الصلاة.



#كمال_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من وحي العيد
- من وحي الحرب -1-
- عواطف
- حكايا جدو أبو حيدر -16-
- حكايا جدو أبو حيدر -15-
- حكايا جدو أبو حيدر -14-
- حكايا جدو أبو حيدر -13-
- حكايا جدو أبو حيدر -12-
- حكايا جدو أبو حيدر -11-
- قطراتٌ من نبعها
- حكايا جدو أبو حيدر -10-
- حكايا جدو أبو حيدر -9-
- حكايا جدو أبو حيدر -8-
- للقصيدةِ أنتمي
- حكايا جدو أبو حيدر -7-
- حكايا جدو أبو حيدر -6-
- حكايا جدو أبو حيدر -5-
- تناغم أزلي
- حكايا جدو أبو حيدر -4-
- حكايا جدو أبو حيدر -3-


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كمال عبود - حكايا جدو أبو حيدر -17-