محمود شقير
الحوار المتمدن-العدد: 5277 - 2016 / 9 / 6 - 20:08
المحور:
الادب والفن
ذهبنا معاً إلى سوق الدبّاغة. قالت إنها ترغب في شراء حقيبة من الجلد الأصليّ. دخلنا محلاً لا يبعد من كنيسة القيامة وجامع عمر سوى عشرات الأمتار. تفقّدت الحقائب التي عرضها البائع، ثم راحت تمدّ يدها نحو هذا الرفّ أو ذاك، وتنزل من هناك حقائب متنوعة الأشكال. قال لها البائع: لديّ حقائب من العصر الأيّوبيّ. نظرت نحوه في اندهاش: حقّاً!
أنا لم أندهش، لأنني كنت أتوقّع مثل هذا الانبعاث. قال لها: اصعدي إلى الطابق الثاني لتريْ كلّ شيء بنفسك. صعدت رباب. وصعد البائع خلفها. وأنا صعدت أيضاً.
بقيت نصف ساعة في الطابق الثاني وهي تقلّب الحقائب الأيّوبيّة. أخيراً اشترت حقيبة تتناثر على أطرافها خيوط جلديّة. وضعتها على كتفها وخرجنا.
في الخارج، رأينا واحداً من فرسان صلاح الدين، على رأسه خوذة نحاسية، ومن خاصرته يتدلّى سيفه اليمانيّ، وبجواره تسير امرأته مثل حمامة بيضاء، وهي تبحث عن محلّ للحقائب التي صنعها أرمنيّ مقدسيّ في زمن الانتداب.
#محمود_شقير (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟