حيدر حسين سويري
الحوار المتمدن-العدد: 5257 - 2016 / 8 / 17 - 15:03
المحور:
الادب والفن
بَاقَةُ زُهُورٍ
قصة قصيرة
كانتْ فِي المَطبَخِ، تَحتَسي الشاي، رَنَّ جَرَسُ بابِ المَنْزلِ...فَفَزِعتْ وقالتْ:
- مَنْ في البَابِ؟
فَلَمْ يُجِبها أحد؛ إقتَرَبَتْ مِنْ البابِ، وِنَظرَتْ مِنْ العَينِ السِحرِيةِ، فَلَمْ تَرَ إلاَّ بَاقَةَ زُهورٍ، وُضِعتْ عَلى عَتَبةِ البابِ...
فَتَحتْ البابَ، وَجَدَتْ فَوقَ البَاقةِ، بِطاقةً ملونةً مَكتُوبٌ عليها: مِيلادٌ سَعيدٌ وكُلُّ عَامٍ وأنتِ بِخيرٍ...
رَمَتْ الوَرَقَةَ عَلى الأرضِ، وَدَخَلتْ تَركُضُ مسرعةً نحو الهاتف... رَفَعَتْ سَماعَتهُ وإتَصَلتْ بالشرطةِ:
- ألو... شرطة النجدة؟
- نعم
- أرجو الحضور الآن
- ما المشكلة سيدتي؟
- أرجوك إني أتعرضُ إلى حادث
- العنوانُ مِنْ فَضلِكِ، إطمأني سَنَكُونُ عِندَكِ خِلَالَ بِضَعَةِ دَقائقٍ
طُرِقَ البابُ... نَظَرَتْ مِنْ العينِ السحريةِ، رأتْ الشرطةَ، فَتَحتْ البابَ وقالت:
- أهلاً...لقد تأخرتم
- لا بَأس، هوني عليكِ: ما المشكلة سيدتي؟
- بَاقَةُ الزُهورِ هذه!
- ما بها؟! إنها بَاقة جَميلة
- لَقَدْ طُرِقَ البابُ، وَعِندَمَا فَتَحتَهُ، وَجَدَتُ هذه الباقةَ، وَلَمْ أجدُ أحداً!
- لَعَلَّ شَخصاً مُحِباً أرادَ أن يُفاجئكِ؟!
- لا أعرفُ أحداً، وَكَذلك فإن في الأمرِ غرابةً
- كيف؟
- لَقد كَتَبَ عَليَها: ميلاد سعيد!
- وَمَا الغَريبُ في ذلك؟!
- اليوم، ليس عِيدُ مِيلادي!
- آه، وما المَطلوبُ الآن سيدتي؟
- إنقذني مِنْ هَذهِ الوَرطةِ، أليسَ هذا عَملُك!؟
- أوه، نعم؛ سأخذُ الباقةَ، أظنُ أن الشَخصَ كان يَقصُدُني، فاليومُ عيدُ ميلادي أنا...
..........................................................................................
حيدر حسين سويري
كاتب وأديب وإعلامي
عضو المركز العراقي لحرية الإعلام
عضو رابطة شعراء المتنبي
عضو النقابة الوطنية للصحفيين العراقيين
البريد الألكتروني:[email protected]
#حيدر_حسين_سويري (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟