أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - يوسف أحمد إسماعيل - مثقف السلطةومثقف المعارضة















المزيد.....

مثقف السلطةومثقف المعارضة


يوسف أحمد إسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 5257 - 2016 / 8 / 17 - 02:02
المحور: المجتمع المدني
    


سنخرج في الحديث الآتي المصطلحين الواردين في العنوان من إطار الفهم العام لهما ، ونخضعهما للظروف الآنية في الأزمة السورية . فقد تشكّل لونهما انطلاقا من حيثيات الصراع في سورية وتطوره خلال السنوات الماضية ، فالبعض ممن كان مثقفاً معارضاً تحوّل إلى مثقف سلطة ، والعكس صحيح .وذلك نتيجة التداخلات المختلفة الداخلية والخارجية التي أحاطت الأزمة برمتها ، مما دفع بالمثقف في الجانبين إلى تبديل الموقع والرؤية ، وأحياناً الكشف عن الماهية العميقة في وعيه . ومن صور ذلك أن ترى المعتدل متطرفاً والعلماني متخبطا، والمتدين انتهازياً. بمعنى أن الصورة الكلية للمثقفين ، في السلطة والمعارضة ، يقفون على أرض متحركة على الرغم من مرجعيتها في المبادئ العامة لحقوق الإنسان أو المبادئ العامة التي يقفون عليها في حياتهم الثقافية الخاصة .
وفي إطار ذلك التناحر والتنافر والتضاد والعنف المتبادل شُتمتْ وقُزِّمتْ أعلام ثقافية شهيرة في المشهد السوري العربي والعالمي بناء على عدم انسجامها مع هذا الطرف من الصراع أو ذاك . ولم يستطع المثقفون الشاتمون رؤية تلك الأعلام من موقع حيادي موضوعي ليرى مالها وما عليها . ومن تلك الأعلام التي أثارت جدلا واسعا الشاعر السوري الشهير أدونيس والباحث برهان غليون والمفكر صادق جلال العظم والفيلسوف أحمد نسيم برقاوي وغيرهم ... والأمر ذاته ينسحب على العاملين في الحقل الفني كجمال سليمان ورغدة أوالحقل الأدبي كالروائي خيري الذهبي وفاضل السباعي ويضاف إليهم الكثير من العاملين في حقل البحث العلمي من أساتذة الجامعات السورية وأعضاء اتحاد الكتاب العرب ...
وطالت الشتيمة الشخصية الثقافية وأعمالها ؛ فأدونيس بقي عند المعجبين بموقفه شاعرا كبيرا في الثقافة العربية المعاصرة ، وعند منتقديه تبيّن أنه صغير وانتهازي وطائفي . وبرهان غليون في الطرف الآخر عند مؤيديه كان صادقا مع نفسه فالتصق بالشعب وحراكه في سبيل الديمقراطية التي ينشدها ، وعند معارضيه تبين أنه فقير الرؤى مخدوع وغبي في كتاباته وسلوكه على الرغم من أن توجهاته الفكرية بشكل عام قومية عربية تدعو إلى الديمقراطية وحقوق الإنسان ، وكتبه كانت موضع احترام مثل "اغتيال العقل " و" مجتمع النخبة " و " الدولة والدين " . وبدا اتحاد الكتاب العرب عند المنشقين أو المعارضين مؤسسة سلطوية هشة في بنائها الثقافي ونتاجها الفكري والأدبي وطالبوا كل أعضائه بالانشقاق عنه وإعلان البراءة من الانتماء إليه
إن تلك الحدّة في رؤية المثقف وهيئاته من قبل المعارضين والموالين المثقفين ناتجة من حدّة العنف في الساحة السورية أولاً ؛ إذ من الصعب لمن يعيش الواقع بفداحته أن يكون بمنأى عن التلوث والانغماس في الوجع الوطني العام إن كان في إطاره الشخصي الضيق أو في الوقائع والمحرِّكين والمُحَرَّكين. وبالتالي فالموضوعية في ظل ذلك ليست سمة يمكن الحفاظ عليها ، بل يجب أن تكون متجذرة في الشخصية تنبع من وعي ثقافي تم تحصينه والدفاع عنه بحرارة وشراسة وقوة في كثير من المحطات التي يمر بها الإنسان ، ولذلك من الطبيعي أن نرى التبدل أو التلون أو ضبابية الرؤية في هذا الموقف أو ذاك أو عند مثقف السلطة أو مثقف المعارضة .
وبتجرد الآن عن الوجع الوطني وحالة الانغماس في العنف والإقصاء ألم يكن أدونيس الشاعر السوري الذي يفتخر به الوطن السوري باعتباره رمزا ثقافيا معاصرا بغض النظر عن مواقفه السياسية ؟ ! كما أن موقفه في بداية الحراك الشعبي من مسألة خروج المظاهرات من المساجد ألا يدل على صوابية رؤيته بشأن تحرك الإسلام السياسي في الشارع السوري ؟! وخاصة أنه تبيَّن فيما بعد أن ذلك التحرك كان ضد كل من صرخ من المتظاهرين " بدنا حرية ودولة مدنية " وإدا قلنا ،افتراضاً : إن أدونيس كان سيهاجم الحراك الشعبي بغض النظر عما جرى في الواقع ، حتى وإن كان حراكا مدنيا سلميا فهذا حساب على النوايا ، خاصة أن أدونيس لم يتلق في تاريخه الثقافي جائزة تقديرية من السلطات السورية على الرغم من الحصول عليها من أغلب الهيئات الثقافية في العالم .
أما برهان غليون ألم يكن المثقف والمفكر الذي يعتز به المثقف السوري حين تعرّف عليه في نهاية السبعينات من خلال كراسه المنشور في بيروت باسم " بيان من أجل الديمقراطية " إذ دعا فيه إلى فتح الباب على مصراعيه من أجل مشاركة شعبية ديمقراطية ،وبدا في كتابه ذاك مثقفا ديمقراطيا عقلانيا تنويريا يعمل على إحياء دور النهضة العربية ، وكان معارضا للسلطة في سورية بالمفهوم الواسع دون التزام بحزب او تيار غير قضية الخروج من الاستبداد إلى الحرية في التعبير؟ !
وإذا وقفنا قليلا عند اتحاد الكتاب العرب فلابدّ من الإشارة في البدء إلى أن لها مالها وعليها ما عليها ، ولكن لوضع كل سمة في مكانها يجب أن نشير أنها مؤسسة ثقافية سورية تخضع كبقية الجمعيات والمؤسسات السورية اقتصادية أو قضائية أواجتماعية أو تعليمية إلى استحواذ السلطة السورية بنهجها الاستبدادي والاستحواذي والإقصائي بمعنى أنها ليست مؤسسات مستقلة وحرة ، ولكن ذلك لا يعني أن كل القضاة في سلك القضاء فاسدون ولا كل المعلمين في المؤسسات التعليمية مخربون ولا كل أعضاء اتحاد الكتاب فاشلون ومثقفون يتنافسون للوقوف على أبواب السلطان ولا كل منشورات اتحاد الكتاب هشة وساقطة . ألم يكن بين أعضاء اتحاد الكتاب العرب ممدوح عدوان وسعد الله ونوس وحسين مروّة وحنا عبود وإحسان عباس وفاضل السباعي وخيري الذهبي ومنذر عياشي وسامي الدروبي وسليم بركات ومطاع صفدي ومحمد الماغوط ... ؟!
وللتمييز لابد من الذكر أن النتاج الثقافي لاتحاد الكتاب يخضع لتنوعه كما يخضع لاستلابه في الوقت ذاته بين الجادين والانتهازيين والمبدعين والفاشلين ولذلك لا يمكن إغفال منشوراته القيمة كما لا يمكن التسامح مع منشوراته الرديئة والمتسلقة . أما مسألة النظر إلى الاتحاد كمؤسسة ثقافية غير مستقلة أو حرة فهو داء كل المؤسسات الإعلامية والحقوقية والاقتصادية والتعليمية مرهونة وتابعة لسلطة الاستبداد فلا يمكن الوصول إلى إدارة أية مؤسسة تحت ظله دون الموافقة الأمنية المشروطة بأحد أمرين : الانتهازية والرغبة في التسلق أو الهشاشة والضمور بحيث يمكن قيادتها والسيطرة عليها دون عناء . ولكن ذلك لا يعني أن هذا المعلم في هذه المدرسة انتهازي أو فاشل كمديره ، ولا يعني أن هذا القاضي متسلق كوزيره ، ولا يعني أيضا أن التعليم هش بشكل مطلق وأن كل الأحكام التي يصدرها القضاء غير عادلة .



#يوسف_أحمد_إسماعيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتصار للحرية
- الطابور الوطني الساذج
- النظام الجمهوري العربي
- الوطنية شراكة إنسانية
- حلب تحترق 2
- حلب تحترق
- البوكر والعيش المشترك
- مواطن بأوراق ناقصة
- وطن بلا حرافيش
- سرود قصرة (10 )
- سرود قصيرة (9)
- سرود قصيرة(8)
- سرود قصيرة (7 )
- مفارقات
- سرود قصيرة (6)
- سرود قصيرة (5)
- سرود قصيرة (4)
- المعارضة السلمية (3)
- المعارضة السلمية (2)
- المعارضة السلمية(1)


المزيد.....




- محكمة العدل الدولية تصدر-إجراءات إضافية- ضد إسرائيل جراء الم ...
- انتقاد أممي لتقييد إسرائيل عمل الأونروا ودول تدفع مساهماتها ...
- محكمة العدل تأمر إسرائيل بإدخال المساعدات لغزة دون معوقات
- نتنياهو يتعهد بإعادة كافة الجنود الأسرى في غزة
- إجراء خطير.. الأمم المتحدة تعلق على منع إسرائيل وصول مساعدات ...
- فيديو خاص: أرقام مرعبة حول المجاعة في غزة!!
- محكمة العدل تأمر إسرائيل بفتح المعابر لدخول المساعدات إلى غز ...
- مسؤول أممي لبي بي سي: -المجاعة في غزة قد ترقى إلى جريمة حرب- ...
- الأونروا تدعو لرفع القيود عن وصول المساعدات إلى شمال غزة
- الأمم المتحدة: هناك مؤشرات وأدلة واضحة تثبت استخدام إسرائيل ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - يوسف أحمد إسماعيل - مثقف السلطةومثقف المعارضة