أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - اذا فكر الترك انفجروا: الانقلاب وتناقضات - الوطنية / الامبراطورية- التركية















المزيد.....

اذا فكر الترك انفجروا: الانقلاب وتناقضات - الوطنية / الامبراطورية- التركية


عبدالامير الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 5228 - 2016 / 7 / 19 - 16:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


خارج التناولات المختلفة، الانية منها والباحثة عن التفسير من منطلقات منحازة ضمنية او مباشرة، يستحق حدث محاولة الانقلاب العسكري التركي الفاشل، ان يوضع بمكان المؤشر على حقائق ضائعة، او مسكوت عنها، او تائهة تحت ركام تناولات تتعامل مع المباشر، وتستعين بالاسقاط على تعدد مصادره وبواعثة.
قد يكون الأوان قد آن لكي نتعرف بهذه المناسبة على بعض الحقائق الخاصة بالحالة، او التجربة التركية كما جسدتها محاولة الانقلاب وبواعثها، او طريقة الرد عليها، وليس بالإمكان الوصول لمثل هذا التبصر من دون معرفة اشكال تجلي العلمانية التركية في العصر الحديث كما تمثلت في الاتاتوركية، فالانتقلاب الحداثي في امبراطورية عسكرية منهارة، تجسد في العصر الحديث، وعلى اثر سقوط السلطنة بعد الحرب العالمية الاولى، من خلال "العسكر"، ولا داعي لان نبحث بهذه المناسبة عن شكل او معنى "العلمانية التركية" التي بالإمكان تسميتها "علمانية عسكرية"، دابت على اكراه المجتمع على الأخذ بنمط الحياة الغربية كما هي، مع انها لم تأخذ الديموقراطية الغربية، وعلى وجه العموم فان تركيا " لاتفكر"، انها تحكم بصرامة كما هو مسار تاريخها، فليس في تركيا من فكر تنوير يذكر،كما ان الحركة الإسلامية هنا، لم تعرف ماعرفته، سواء المنطقة العربية من الافغاني الى محمد عبدة، الى العراقي رشيد رضا، او ماعرفته ايران من أسماء مثل شريعتي وعبدالكريم سروش.
وهذا الملمح الأخير هام جدا، وهو متات من حالة "وطنية منقوصة" تخيم على الوعي التركي باذات، فالاتراك شعب بدائي جبلي مرتحل، انتهى لان يعيش في بلاد وارض ليست ارضه، ولا بلاده، أي انه لايملك فيها ماض يمكن ان يشكل ذاكرة شعورية جمعية، وعلاقة الترك بالمكان "الإمبراطورية البيزنطية"، يذكرهم بغربتهم المكانية، وبانقطاع جذورهم الحضارية، ويمكن لحالة تركيا ان تقارن ولو من بعيد، بالوضع الأمريكي، مع اختلاف كون أمريكا نشأت خارج دائرة الأمم والشعوب التاريخية، وانها بكر بلا ماض، وان سكانها المعروفي الأصول اجترحوا مايشبه "بدءا جديدا"، شكل نمط وطنيتهم "الفريدة"، مجسدة ب " الحلم الأمريكي"،هذا النقص الخطير في التكوين الشعوري التركي، ممتزجا بشعور العظمة الإمبراطورية الزائلة، على يد الغرب، نمى ردة فعل اسلاموية غير "تاريخية"، وباعتبارها معطى غير خاضع للتعليل،فالاتراك حسب الاسلاموية التركية، اقاموا امبراطورية عظمى، بغض النظر عن الأرض او المنطلق، او الثقافة واللغة والعقيدة، والتركي والحالة هذه، لايمكن ان يعترف بان الإسلام عربي وليس بتركي، وان القران عربي، فمثل هذه الحقائق تقع خارج التفكر الذي لابد ان يكون بناء عليه غير موجود بالمرة، اذ ان التركي لايمكن ان يخضع ذاته التاريخية للتساؤلات، ونحن لانعرف بالضبط كيف وصلت فكرة "الاخوان المسلمين" الى تركيا، وهل استقوها مباشرة من الباكستان حيث اصلها الأول، ام انها وصلتهم عبر مصر وحسن البنا تلميذ العراقي "رشيد رضا".
ومهما يكن فان الإسلام التركي شعبيا قد استبطن مطامح امبراطورية منهارة على يد الغرب، متحولا لقوة بمواجهة العلمانية الاتاتوركية المستعيرة للغرب بحذافيره، وبلا تبريرات معرفية، وبازاء " علمانية" العسكر، وجد الاسلاميون ضالتهم في "الديموقراطية"، ليس من قبيل الايمان، بقدر ما من زاوية المنافسة مع تيار علماني قوي، مما يحفز النزوع "العثماني"، والدعم التام لقوى الإرهاب، مع الإصرار الاخرق رغم هذا كله، على المطالبة بالدخول الى "النادي الأوربي" عدا عن العضوية في "حلف الأطلسي".
وكل هذه النفاعلات وماافرزته في العقود الثلاثة الأخيرة، نجمت عن التغير الحاسم في مكانة تركيا بعد ان ظلت تتمتع برعاية غربية استثنائية، بصفتها محطة تنصت كبرى على الاتحاد السوفياتي والمعسكر الاشتراكي، كانت تضم الاف محطات التجسس والاذاعات الغربية الموجهة، ماساعد في منحها عهدا من الاستقرار، خلف زواله مباشرة، حالة فراغ بعد انتهاء الصراع الغربي السوفياتي، لتدخل تركيا من يومها سياقات جديدة، انتهت الى مانراه من لوحة سياسية، ماتزال في طور التشكل. ولاياتي الانقلاب الأخير خارج السياقات التناحرية بين الاسلاموية والاتاتوركية خلال الفترة الراهنة، مع ماقد طرات عليه من متغيرات، سواء من حيث التناغم مع المشاريع الإقليمية والدولية ذات المنحى البراغماتي شبه التجريبي، او من حيث اشكال تجليها الداخلي، وبالذات بما يتعلق بالجيش ومساعي تهميشه، ولا يجب ان تفوتنا ملاحظة ان الانقلاب الأخير الفاشل، قد حصل في نفس لحظة الافلاس السياسي الاردوغاني، كما عكسته خطوات التصالح مع إسرائيل، والاعتذار لروسيا، والتلويح بإعادة العلاقات مع سوريا، وهو ماكان ينبغي انتظار تفاعلاته، وعدم الاستعجال في محاولة استثماره، مايزيد في تأكيد كون اجمالي البنية التركية العسكرية والاسلاموية هي في حالة تخلخل، وان هذا لايشمل التيار العسكري بدلالة فشله وحسب، فثمة ازمة خيارات شاملة مستعصية.
والان، هل ان اردوغان والاسلاموية "الد¬¬يموقراطية" قد حققتا الانتصار النهائي على العلمانية العسكرية التركية؟، المتوقع ان اندفاعة اردوغان الانتقامية الحالية، ومحاولته استغلال اللحظة للاجهاز على غريمه العلماني، لن تبلغ اهدافها، فالحسابات الاجمالية، سواء اوربيا او على مستوى المنطقة العربية، او على جبهة روسيا، وحتى أمريكيا، لاتمنح الاردوغانية المساحة التي تحتاجها لتنفيذ اغراضها، وتكريس دكتاتورية انتخابية، والاغلب ان تركيا دخلت اليوم دوامة خطرة، تجعلها شبه مشلولة، خياراتها ضيقة جدا على كافة الصعد، وليس من الضروري ان يفضي مثل هذا الوضع لتداعيات قريبة، الا انه على الأرجح لن يؤدي الى خسارة المعارضة والجناح العسكري مواقعه كليا، وماكان قد بدا يلوح في الأفق من ازمة خيارات اردوغانية قبل وقوع الانقلاب الفاشل، مرشح للتفاقم كلما حاول اردوغان استغلال الحدث الأخير خارج السياقات التي ولدته.
وبالاجمال، فان الانقلاب التركي الفاشل ليس خلقا هبط على تركيا من خارج السياقات والتفاعلات المجتمعية التركية، او سيكون مايترتب علية وينتج عنه رهن إرادة منفردة، او موحى بها وحسب، او انها ستفضي لما يخرج عن الحال التركي المتناقض بعمق، او الموزع اثنيا الى الترك، والكرد، والعلويين، والاذريين، والمضغوط داخل بوتقة اللاتفكر ... وبعد كل هذا فمن حق الترك ان لايفكروا ..فاذا هم فكروا نفجروا.



#عبدالامير_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متى تعود المرجعية للنطق؟ وماذا اذا نصبت ايران رئيس وزراء تاب ...
- هل سينتهي دورمسعود بارزاني؟: الوطنية والجزئية بظل - العملية ...
- النشوئية الجديده وهزيمة كلكامش ودارون ( الكون كصيرورة تحولية ...
- العراق والشرق الأوسط في عالم انتقالي بلا -ثوابت- : من -الحدا ...
- روسيا والشرق الاوسط: العراق كركيزة إستراتيجية بدل ايران
- عبد الجبار الكبيسي ..... متى ينصفه التاريخ 6 :على طريق تجدي ...
- عبدالجبار الكبيسي .. متى ينصفه التاريخ 5 الايديلوجية الحزبية ...
- عبدالجبار الكبيسي... متى ينصفه التاريخ 4: وطنيتان ماقبل وماب ...
- عبدالجبار الكبيسي.. متى ينصفه التاريخ 3 الطريق المضني نحو وط ...
- عبدالجبار الكبيسي.. متى ينصفه التاريخ 2
- عبدالجبار الكبيسي.. متى ينصفه التاريخ 1
- وليد جمعه: شاعر يقتل شعره وظله2/2
- وليد جمعه: الشاعر الذي قتل شعره/1 2 /
- امة- مابين النهرين- الامبراطورية والكونية في تاريخ العراق ال ...
- - امة مابين النهرين- امة حصتها الغياب /12/
- ملحق: عراق مابعد - الدولة المدنية-؟؟
- خيار -المؤتمر التاسيسي-وانهيار تجربة الحداثة القسرية/22/
- خيار -المؤتمر التاسيسي-و -الدولةالمدنية- المستيلة في العراق
- يارئيس الوزراء: مقترح- المؤتمر التاسيسي- على مكتبك وفيه الحل ...
- ماركس ومحمد يغادران ساحة التحرير


المزيد.....




- أبو عبيدة وما قاله عن سيناريو -رون آراد- يثير تفاعلا.. من هو ...
- مجلس الشيوخ الأميركي يوافق بأغلبية ساحقة على تقديم مساعدات أ ...
- ما هي أسباب وفاة سجناء فلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية؟
- استعدادات عسكرية لاجتياح رفح ومجلس الشيوخ الأميركي يصادق على ...
- يوميات الواقع الفلسطيني الأليم: جنازة في الضفة الغربية وقصف ...
- الخارجية الروسية تعلق على مناورات -الناتو- في فنلندا
- ABC: الخدمة السرية تباشر وضع خطة لحماية ترامب إذا انتهى به ا ...
- باحث في العلاقات الدولية يكشف سر تبدل موقف الحزب الجمهوري ال ...
- الهجوم الكيميائي الأول.. -أطراف متشنجة ووجوه مشوهة بالموت-! ...
- تحذير صارم من واشنطن إلى Tiktok: طلاق مع بكين أو الحظر!


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - اذا فكر الترك انفجروا: الانقلاب وتناقضات - الوطنية / الامبراطورية- التركية