أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - عبدالجبار الكبيسي... متى ينصفه التاريخ 4: وطنيتان ماقبل ومابعد 17 تموز1968















المزيد.....

عبدالجبار الكبيسي... متى ينصفه التاريخ 4: وطنيتان ماقبل ومابعد 17 تموز1968


عبدالامير الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 4963 - 2015 / 10 / 22 - 15:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عبدالجبار الكبيسي... متى ينصفه التاريخ 4:
وطنيتان ماقبل ومابعد 17 تموز1968
عبدالامير الركابي

تنتهي "الوطنية الحزبية الايديلوجية" في التاريخ العراقي الحديث والمعاصر، مع وصول نظام البكر/ صدام حسين الى السلطة عام 1968 الحقبة الحزبية استمرت بالتبلور منذ نهايات القرن التاسع عشر، ولم تصبح غالبة ومتصدرة للمشهد السياسي الوطني كما سبق وذكرنا، الا بعد الثلاثينات وبالاخص عند منتصفها، حين تظافرت ظروف واحداث كبرى ومتغيرات ازاحت القوى الدينية التي كانت تتصدر المشهد الوطني وتقوده، لصالح الحركة الحداثية ومنها"الحزبية" الايديلوجية المستعارة في المجال السياسي.
ومعلوم ان "الايديلوجيات" تقيم وجودها على تكريس البداهة بخصوصها وخوص العالم وفق زاوية نظرها وصيرورتها، ومن هنا تستمد قوة فعل مبرر على مستوى الوعي باعتبارها "مشروعا"، ومن هذا المدخل الايهامي لعبت تلك الموجة من الافكار والتنظيمات واساليب العمل، دورا خطيرا في الحالة العراقية لايضاهيها اي دور معاكس للحقيقة التاريخية في اي بلد او مكان من المنطقة وعموم العالم الثالث، فسواء على مستوى "الدولة" او الاحزاب العاملة خارجها و"ضدها"، تحولت هذه مجتمعة الى قوة هيمنة واكراه وتشويه للحقيقة التاريخية، مستمدة قوة حضورها من فعالية متاتية من خارجها اساسها ودفقها منبث في البنية الاصلية، ومن فعالية حضارية مركزية في التاريخ، لعبت في صياغة مسارات الحضارة الكونية دورا محوريا مستمرا وديناميا بمقابل الحضارة الاوربية،ماجعل من تلك اللحظة تكرارا لظاهرة تبادلية وتصادمية بين موضعين حضاريين متمايزين ومختلفين تكوينيا.
وبينما كان المفترض بالافكار العراقية ان تتجه للبحث في لحظة التصادم التاريخية عن جذور التبادلية والتعاقب الحضاري بين ضفتي المتوسط، اندفع المؤسسون من فهد الى الجادرجي ومن معهما لتبني احادية مستعارة، اقحموها على الواقع الذي ينتمون اليه، معتمدين على مايمكن ان نطلق عليه "التعبيرالبنيوي الاخرس" الحسي ماقبل الادراكي للذاتية الوطنية مع قوة ضغط الضرورات الانية، فالشيوعية الاولى الجنوبية استندت الى زخم "مجتمع اللادولة"، وهو في حالة تصادم قصوى مع الحضور الاستعماري الغربي، لتترجمة محرفا ومحورا وفق ترسيمات طبقها فهد بببغاوية نقلا عن دروس الماركسية الروسية اللينينية المحورة وفق الايقاع الروسي، هذا مع انه ابن مجتمع يستحق ماهو اكثر من التحويرات التي احدثها لنين في بلاده على النظرية الماركسة، فلم يفكر مثلا بدلالات غياب الملكية الخاصة للارض في التاريخ العراقي، ورغم انه لاحظ تلك الظاهرة هو وزكي خيري، الا انهما لم يتعديا الاشارة الى نظام "الديرة"، والى التشاركية الانتاجية والديمقراطية الانتخابية في الحياة الريفية، فلقد ظلا ماخوذين بقوة القسر المفهومي المنسوب ل"العمالية" وباولوية مكانة ودورالطبقه العاملة ومنظورها الذي تلقياه بالدرس المباشر او الاطلاع، في حين فاتهما كليا البحث في مغزى التشاركية التاريخية العراقية، ولم يلح عليهما على الاطلاق احتمال ان يكون الحاصل والقائم في العراق "بنيويا" من قبيل النمط القائم بذاته، واما موضوع او نظام ومجتمع "اللادولة"، فكان من المستحيلات غير القابلة للافتكار من قبلهما، سواء بسبب طبيعة "ثقافتهما" الاحادية المتلقاة، او مستوى مايتمتعان به من ذكاء والمعية، هذا اذا لم ناخذ بالاعتبار طبيعة اشتغال الافكار في هذه المنطقة، واشكال تجليها الميالة للمسبقات وللجاهز المقدس المنزل من الاعلى، خاصة في ظروف وفترات الانحدار التي كانت وماتزال غالبة بقوة.
فمفهوم "مجتمع اللادولة" يفترض، وكان من اللازم ان يكون عراقيا وكونيا بامتيازمقابل الكونية الاوربية المنتصرة، ومن تصدوا للمسالة التشاركية والشيوعية، كان ينقصهم لكي يكونوا "وطنيين" لا نقليين يخدمون بالافق العام، ومن موقع مؤثر، المنظور الاستعماري، ان ينكبوا على ماينطوي عليه واقعهم من "خصوصيات" تشاركية تاريخية، لا ان يستغلوا"حضورها الاخرس" اي غير المعبر عنه مفهوميا، لاجل قتلها باسم مشروع ومفاهيم استعاروها نصوصا جامدة.
كل هذا جعل من القوى الايديلوجية الحزبية اداة طعن لكل العملية التاريخية الحديثة والمعاصرة، وسواء بالتزوير المفهومي القومي، او الليبرالي الشعبوي، او الطبقي، فلقد عرف العراق ثلاث مستويات من الفعل المتوازي والمتداخل: عراقي متمثل في مجتمع اللادولة المشاعي، واخر احتل مكان الممثل المزور له ومنسوب الى العصر، ومستوى دولة مقحمة مركبه لا تمثل النصاب الاجتماعي، ولا اكتمال التشكل الوطني المغاير كليا لشكل الدولة "الوطنية الحديثة" الاوربية بحكم كونه نمطا امبراطوريا كونيا من حيث التكوين والبنية، وهذا الاحتدام والتشابك افضى في الحصيلة الى نظام وسطي، متوافق مع توازنات القطبية الدولية،تم ترتيبه في الستينات بعد خذلان ثورة 14 تموز الشعبية، ومسعي حرفها و تاطيرها بما يخالف جوهرها اللادولوي بعدما افصحت عنه من مظاهر تكريس نموذج اللادولة على مستوى البلاد، وهو ماعرف ب "المد الاحمر" او "المد الثوري" او "الشعبي"، ماكان تجسد في تعطيل الدولة المفبركة استعماريا، فظلت مراكز شرطتها عاطلة لاتعمل لاكثر من ستة اشهر،ومورست اشكال من العنف ضد الحكام السابقين، لاتحدث عادة سوى في اللحظات التارييخة الاشد انقلابية وجذرية، ذلك بينما كان الحزب الشيوعي قد تخلى عنها وحاربها بالتعاون مع المركز "الاممي" الروسي، فوجه لها السباب، واتهمها بالغوغائية وهيا كل الاسباب لاجهاضها عمليا قبل ان يتعرض هو نفسه للابادة، فقط لانه كان يتمتع بقوة زخمها الهائل.
تلك القوى كرست ايضا مفاهيم عن الحركة الشعبية والثورية تناقض طبيعتها، مع انها صادرت الزخم الجماهيري الهائل ونسبته لنفسها، فثورة 1920 اعتبرت "ثورة وطنية عامة" وهي في الحقيقة ردة فعل حضارية مشاعيةعلى غزو لنطاق المشاعة ودولة اللادولة، افصحت عنه وعن خصوصيته كافة الممارسات التي رافقت الثورة في ارض السواد، برغم قلة ماتملكه من وسائل، ومحدودية اعداد سكان ارض السواد الذين حققوا اعلى استنفار عرفه فعل شعبي على وجه الارض بما فيه الفعل الفيتنامي، فقد وصل تعداد جيش الثورة اكثر من مئة الف من بين قرابة المليوني نسمه، كذلك فان الايديلوجيون لم يلاحظوا المتغير العالمي المترتب على الثورة العراقية اللادولوية العشرينية، بالاخص بما يتعلق بلجوء الانكليز مجبرين تحت وقعها لتغيير نمط الاستعمار الذي كانوا يعتمدونه، باقتراح مبدا "الحكم من وراء ستار" ، وهو شكل استعماري يخالف كليا المدرسة الهندية التي كانوا يعتمدونها في السيطرة، ما يجعل ظاهرة وشكل "الاستعمار الجديد" المبكر الذي طبقوه في العراق بعد العام عشرين باقامتهم حكما من اهل البلاد، ظاهرة "عراقية" عالميةعادت وتبلورت بعد الخمسينات وسادت وغدت غالبة مع مطالع الستينات على يد الامريكيين.
كذلك فقد عجز الايديلوجيون عن ان يلحظوا مصدر الزخم الجماهيري الذي ركبوه بعد العشرينات، وبالاخص ردة فعل مجتمع اللادولة على التغيير البنيوي في العلاقات الاجتماعية التاريخية المترتب على خلق طبقة الملاك في الجنوب بمنحهم ملكية الارض لبعض الشوخ، وفصلهم عن ابناء جلدتهم وديرهم، باقرارهم قانون التسوية لعام 1932 مااثار موجة من هجران الريف الى المدن وسط حالة من السخط الاقصى والانفصال عن النظام، فكان هؤلاء يصورون مايجري ايديلوجيا وتعسفا،على اسس طبقية او ليبرالية وقومية، وطبقية بالذات، مجانبين واقع الحال، ونمط الصراع الدائر وحقيقته ومحركاته الفعلية.
الا ان اللحظة الاخطر والفاصلة في تاريخ العراق وتاريخ الوطنية الحزبية الايديلوجية حلت تاريخيا مع صعود نظام البكر / صدام حسين الى السلطة عام 1968 .
ـ يتبع ـ



#عبدالامير_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عبدالجبار الكبيسي.. متى ينصفه التاريخ 3 الطريق المضني نحو وط ...
- عبدالجبار الكبيسي.. متى ينصفه التاريخ 2
- عبدالجبار الكبيسي.. متى ينصفه التاريخ 1
- وليد جمعه: شاعر يقتل شعره وظله2/2
- وليد جمعه: الشاعر الذي قتل شعره/1 2 /
- امة- مابين النهرين- الامبراطورية والكونية في تاريخ العراق ال ...
- - امة مابين النهرين- امة حصتها الغياب /12/
- ملحق: عراق مابعد - الدولة المدنية-؟؟
- خيار -المؤتمر التاسيسي-وانهيار تجربة الحداثة القسرية/22/
- خيار -المؤتمر التاسيسي-و -الدولةالمدنية- المستيلة في العراق
- يارئيس الوزراء: مقترح- المؤتمر التاسيسي- على مكتبك وفيه الحل ...
- ماركس ومحمد يغادران ساحة التحرير
- استدراكات على المنظور الجزئي للتاريخ لدى ماركس
- - الاشتراكية النظرية- و - الاشتراكية التكوينية- والانقلاب ال ...
- - الاشتراكية النظرية- و - الاشتراكية التكوينية- والانقلاب ال ...
- البواعث - المصلاوية- لصراع - فهد- مع - ذو النون ايوب- و- داو ...
- عراق الحقبة الرابعه
- 28 ايار: ذكرى انتفاضة الاهوار المسلحة 1967/1968 .. وحزب صدام ...
- 28 ايار: ذكرى انتفاضة الاهوار المسلحة1967/1968 وحزب صدام بري ...
- مفهومان ماديان للتاريخ؟


المزيد.....




- ?? مباشر: عملية رفح العسكرية تلوح في الأفق والجيش ينتظر الضو ...
- أمريكا: إضفاء الشرعية على المستوطنات الإسرائيلية في الضفة ال ...
- الأردن ينتخب برلمانه الـ20 في سبتمبر.. وبرلماني سابق: الانتخ ...
- مسؤولة أميركية تكشف عن 3 أهداف أساسية في غزة
- تيك توك يتعهد بالطعن على الحظر الأمريكي ويصفه بـ -غير الدستو ...
- ما هو -الدوكسنغ- ؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بالفيديو.. الشرطة الإسرائيلية تنقذ بن غفير من اعتداء جماهيري ...
- قلق دولي من خطر نووي.. روسيا تستخدم -الفيتو- ضد قرار أممي
- 8 طرق مميزة لشحن الهاتف الذكي بسرعة فائقة
- لا ترمها في القمامة.. فوائد -خفية- لقشر البيض


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - عبدالجبار الكبيسي... متى ينصفه التاريخ 4: وطنيتان ماقبل ومابعد 17 تموز1968