أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - ملحق: عراق مابعد - الدولة المدنية-؟؟















المزيد.....

ملحق: عراق مابعد - الدولة المدنية-؟؟


عبدالامير الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 4919 - 2015 / 9 / 8 - 20:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ملحق:عراق مابعد "الدولة المدنية"؟؟
عبدالأميرالركابي


لاادري لماذا تشيع الرغبة في التبسيط، مع الاصرار على ،رفض البحث المتاني في الظروف والاحتمالات المترتبة على، والمطابقة ل، واقع تاريخي وراهن متشابك، ومعقد، وكارثي. هل ان مثل هذا النزوع عائد الى قوة الاحساس بالعجز، وهل يبرر مثل هذا الحال ماهو حاصل وماثل على صعيد الانتفاضة وقواها وحركتها ولغة ومصطلحات المتحدثين على اطرافها او بمناسبتها؟ ان بعض المقاربات المتداولة والشائعة لدى هذه الاوساط، وعلى نطاق واسع، وبالاخص منها مايتعلق بموضوع "الدولة"، و "الدولة المدنية" تثير القنوط،وهي تحيلنا لعالم الخرافة، وتفضح مدى الجهل المستشري بما يخص موضوع "الدولة" وصيرورتها وتشكلها واليات عملها، فلا احد يذكرنا ابدا بان الدولة كائن حي، وانها نتاج حالة نمو وتشكل مجتمعي، وصولا الى النصاب السياسي والمؤسسي كنتيجة وكحاصل لاكتمال تشكل الامة.
ان هذا النوع من انواع او فروع المعرفة مطموس في العراق ومزور عمدا، فمن وضعا او اسسا لسردية العراق الحديث، وهما كاتبان استعماريان كانا ملحقين بالحملة البريطانية، مارسا الاقحام والاكراه المعرفي، بالاخص منهما فيليب ويرلند، واضع التصور عن عراق "تشكل في القرون الثلاث السابقة على القرن العشرين، المتضمنة التحاق العراق بالسوق الراسمالية العالمية وتحوله من الانتاج "الطبيعي" الكفائي الى الانتاج السلعي، الى ان ظهرت السوق الواحدة والشعب الواحد ومن ثم الكيان"، وهذه الموضوعة الاساس، يتبناها احد المع الاقتصاديين العراقيين في كتابه الهام عن "الاقتصاد العراقي"، فمحمد سلمان الحسن يضع هذا التقدير في صدر دراسته الضخمة الشاملة تطور العراق من ستينات القرن التاسع عشرحتى بعيد ثورة تموز 1958. ذلك بينما يعزف اليساريون والشيوعيون كافة وبمقدمهم فهد وزكي خيري، على نفس الوتر الذي يتقاسمهم اياه كامل الجادرجي وبقوة، مكملا اللوحة الطبقية والاحتماعية المتخيله المترتبة على انعكاسات الخارطة المذكورة اجتماعيا، فتظهر بناء عليه الطبقات التي يعثر عليها الشيوعيون فجاة وقد انبثقت واكتمل قوام البناء الوطني العراقي.
المساهم الاخر الاستعماري الالمعي هو لونغريك، وقد مال لتكريس مخطط السيرورة التاريخية للتشكل الحديث العراقي متابعا التفاصيل منذ اوائل الفترة العثمانية، ومع هذا الكاتب الذي شمل بتحرياته سوريا ايضا ووضع عنها كتابا اضافة لكتابيه عن العراق، تتعزز الرؤية الاستعمارية المسماة" وطنية"، وهو مااعتمده كافة "كتاب" وموؤسسي " الوطنية الحزبية الحديثة" في الثلاثينات وبعدها، ماكان لازما لتبرير قيام طور اكراهي من عمر "الدولة الحديثة" بحقبتيها الاولى 1921/1958 والثانية 1968/2003 مع لحظة انتقالية مضطربة بينهما 1958/1968، اي ما يساوي 82 سنه، اشتملت على قوة نفوذ "الجيش الحديث" و"الحزبية الايديلوجية المستعارة"، بما هي مؤسسات متلائمة مع حداثة الغرب، وتلبي مقتضياته، بغض النظر، وبالضد وبالتعارض مع طبيعةعمل الاليات الوطنية والبنيوية التاريخية، لابل مع الاصرار على طمسها.
وبما ان البنية الوطنية لم تكن قد بلغت درجة من التشكل تساعد على بلورة منظورها الخاص، فقد ظل عمل الياتها غير مجسد وغائب،ماقد عزز مصداقية المنظور الاستعماري المتوهمة، مع ان فعل الاليات الخاصة كان حاضرا بقوة،ولعب دورا هاما في اقلمة عمل وحضور المؤسسات والهياكل المبنية على اساس الرؤية الاستعمارية، ولان "الدولة" اقيمت في سياق عملية قيصيرية، وليس كحصيلة لاكتمال التشكل الوطني الحديث، فقد ظلت برانية، بينما حفزت مقتضيات العملية التاريخية بقوة وجود مستوى حداثي مستعارمعارض خارج الدولة تشكل من الاحزاب الطبقية والقومية والليبرالية، ليقوم صراع مثلث الرؤوس، بين البنية التاريخية وصيرورتها، وبين الدولة والاحزاب الايديلوجية، فكان الصراع بين البنية والاحزاب المذكورة ثانويا، بينما الصراع مع الدولة الاكراهية رئيسيا، وفي حين قبلت حركة التشكل الوطني سعي الوطنية الحزبية لتاطيرها، وفرض مقاييسها عليها، فقد عرفت هي كيف تستخدمها، ومنحتها طاقة وزخما هائلا في الاطار العام، وتفلتت منها في المفاصل التي وجدتها تستوجب التفلت، كما حدث بعد ثورة تموز 1958 مثلا،حين ذهبت الحركة الجماهيرية نحو اسقاط وسحق "الدولة" كليا، او عام 1956 بعد كونفرنس الحزب الشيوعي الثاني، الذي اقر اعتماد "النضال السلمي" تمشيا مع قرارات مؤتمر الحزب الشيوعي الروسي العشرين، ليضطر لالغائه بعد فترة قصيرة، خلال انتفاضة 1956، وفي انتفاضة الحي، ناهيك عن حركة الريف وانتفاضاته الخارجة عن تخطيط اليسار وقتها.. الخ..
ويطول ويتشعب التناقض بين ميكانزمات التشكل الوطني، سواء في مجال تكريس الرؤى والاحكام الخاطئة، او في مجال التدخلات المضادة للحركة الجماهيرية والمقننة لها، لدرجة الاستعانة بالروس باسم الاممية بالاخص بمواجهة النهوض الثوري بعد تموز1958 وهو ماتفصح عنه الصراعات داخل قيادة الحزب الشيوعي العراقي ابان وبعد الثورة،او في مجال طمس الملامح الخاصة بالوطنية العراقية، كما هو حاصل في الموقف من ثورة العشرين التي يقيمونها وفق الاجندة الاوربية والروسية "كثورة تحرر وطني عامة، حققت بعض الاهداف وقصرت عن اخرى" فلم يحدث ابدا، ان لاحظ هؤلاء بان ماجرى عام 1920 هو انتفاضة مجال وحيز " اللادولة" الجنوبي، ضد طاريء مناقض تكوينيا وحضاريا، وان ماحصل يدخل ضمن سياق تناقضات تبادلية حضارية بين محورين حضاريين كونين على ضفتين المتوسط المتقابلتين، كذلك فان هؤلاء قد عجزوا عن ان يلاحظوا قضية هامة للغاية، فالانكليز وقتها اضطروا وبفعل الثورة، لتغيير نهجهم الاستعماري، وتخلوا عن "النظرية الهندية" في الاستعمار، مختارين اسلوب "الحكم من وراء ستار"، وهذا اول تدشين لما قد عرف لاحقا ب " الاستعمار الجديد"، فالاستعمار القديم انتهى في العراق انذاك، وهذا ليس بالحدث العادي، كذلك فان الايديلوجيين لم يلاحظوا دلالات الاستنفار الاقصى وغير المسبوق لدى اي شعب من الشعوب، فالعراق والعراق الاسفل بالذات، لم يكن وقتها يتعدى المليوني نسمه، بينما كان جيش الثورة حسب كل من درسوها، قد زاد على المئة الف مقاتل. وهذه حالة كان ينبغي ان تلفت بالحد الادنى الانظار، خاصة وان شبيها لها حصل ابان ثورة،1958 عندما قام الشارع باكتساح كل المؤسسات القائمة، ودمرها، وسحل الحكام، وشل الاجهزة الحاكمة كليا، ماقد استوجب من القوى المسيطرة في حينه عالميا، اي القطبين المتنافسين الاعظم، لان يتجها نحو ترتيب على مستوى الدولة قاعدته الحزبية الايديلوجية، ليقوم استثناء اخر لايقل اهمية وجدة، عن ذلك الذي نقل الاستعمار القديم الى "الاستعمار الجديد" عامي 1920/1921.
تعود بدايات تشكل العراق الحديث الى القرن السابع عشر، حين بدات تتراجع مفاعيل الانهيار التي استمرت منذ القرن الثالث عشر، مع احتلال هولاكو لبغداد حتى كاد السكان يصلون لمادون المليون نسمه، بفعل الاضطراب، وانهيار البنى الحضارية، والاوبئة، ومنذ ذلك الوقت ومع ظهور اول تعبير عن المجتمع العراقي الحالي عند قيام "اتحاد قبائل المنتفك"، )اي مجتمع الدورة الحضارية الثالثة، بعد الدورة الاولى السومرية البابلية، والثانية الحاصلة بفعل تحرير الفتح الاسلامي للاليات الحضارية المعطلة بفعل الهيمنة الفارسية ولاسباب ذاتية(، تبدا عملية التشكل الوطني الحديث المستمرة حتى الان من دون ان تبلغ الاكتمال.
هذا يعني ان العراق الحديث كان قد وجد، وبدات اليات التشكل الوطني بالعمل فيه قبل اكثر من قرنين على وصول الغرب الاستعماري، وان وصوله كان يتصادم كليا مع اليات تشكل وطنية قائمه وصاعدة، ظلت تفعل فعلها بالضد من المشروع الغربي في الدولة وفي الحزبية الايديلوجية، وفرضت هي/ اي اليات التشكل الوطني/ في غالب الاحوال شروطها وقانونها على الطاريء الغربي، مايعني ان موضوعة "الالتحاق بالسوق الغربية" هي موضوعة استعمارية غير صحيحة علميا، فالخضوع لمفاعيل هيمنة الغرب والسوق الغربية السائدة عالميا وقتها، لايعني شرط "الانتماء لها"، اويلغي احتمال وامكانية مخالفتها وصولا لدحرها بعد المروربها وتمثل جوانبها الموافقة لضرورات الصعود التاريخي لمابعدها، مع استعادة فعل القوانين التاريخية الخاصة.
اذن ليست السردية الاستعمارية لتاريخ العراق الحديث، صالحة اصلا كاساس للحكم والتقييم، ولا لوضع اسس ومقدمات لموضوع "الدولة" وموقعها ومكانتها في تاريخ العراق الحديث، فقد يكون العراق في طريقة الى "مابعد الدولة" ..وليس ل " الدولة المدنية" من يدري ؟ علينا ان نخضع التاريخ الفعلي لا الايديلوجي، للفحص ونساله حتى نرى.



#عبدالامير_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خيار -المؤتمر التاسيسي-وانهيار تجربة الحداثة القسرية/22/
- خيار -المؤتمر التاسيسي-و -الدولةالمدنية- المستيلة في العراق
- يارئيس الوزراء: مقترح- المؤتمر التاسيسي- على مكتبك وفيه الحل ...
- ماركس ومحمد يغادران ساحة التحرير
- استدراكات على المنظور الجزئي للتاريخ لدى ماركس
- - الاشتراكية النظرية- و - الاشتراكية التكوينية- والانقلاب ال ...
- - الاشتراكية النظرية- و - الاشتراكية التكوينية- والانقلاب ال ...
- البواعث - المصلاوية- لصراع - فهد- مع - ذو النون ايوب- و- داو ...
- عراق الحقبة الرابعه
- 28 ايار: ذكرى انتفاضة الاهوار المسلحة 1967/1968 .. وحزب صدام ...
- 28 ايار: ذكرى انتفاضة الاهوار المسلحة1967/1968 وحزب صدام بري ...
- مفهومان ماديان للتاريخ؟
- من الشيرازي الى السيستاني : الامركيون و- داعش- وحقبة التشييع ...
- بدء الطور الثاني من عملية تشييع القبائل السنية في العراق(1/2 ...
- الحركة الشيوعية العراقية وثقافة الموت
- الاحتلال الامريكي الثاني للعراق: خاصيات احتلال كيان امبراطور ...
- الاحتلال الامريكي الثاني للعراق: خاصيات احتلال كيان امبراطور ...
- بيان تاريخي صادر عن - مؤتمر شيوعي عراقي - لم ينعقد بعد( 2/2)
- بيان تاريخي صادرعن -مؤتمر شيوعي عراقي- لم ينعقد بعد(1/2)
- الحركة الوطنية الايديلوجية العراقية وهيمنة منطق الهزيمة


المزيد.....




- ولاية أمريكية تسمح للمعلمين بحمل الأسلحة
- الملك السعودي يغادر المستشفى
- بعد فتح تحقيق ضد زوجته.. رئيس وزراء إسبانيا يفكر في تقديم اس ...
- بعد هدف يامين جمال الملغى في مرمى الريال.. برشلونة يلجأ إلى ...
- النظر إلى وجهك أثناء مكالمات الفيديو يؤدي إلى الإرهاق العقلي ...
- غالانت: قتلنا نصف قادة حزب الله والنصف الآخر مختبئ
- بايدن يوقع قانون مساعدات كبيرة لأوكرانيا والمساعدات تبدأ بال ...
- موقع أمريكي ينشر تقريرا عن اجتماع لكبار المسؤولين الإسرائيلي ...
- واشنطن.. التربح على حساب أمن العالم
- السفارة الروسية لدى سويسرا: موسكو لن تفاوض برن بشأن أصول روس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - ملحق: عراق مابعد - الدولة المدنية-؟؟