أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - عبدالجبار الكبيسي.. متى ينصفه التاريخ 2















المزيد.....

عبدالجبار الكبيسي.. متى ينصفه التاريخ 2


عبدالامير الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 4951 - 2015 / 10 / 10 - 19:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



مع الحرب العراقية الايرانية تردد سؤال غير مسبوق يقول : هل ان المعارضة مطلقة، بما لايترك مجالا لمفهوم "الدفاع عن الوطن"؟وهل يجوز اعتماد مبدا لايتغير مفاده "حرق الغابة لاجل قتل الوحش الساكن فيها"؟ وكما كان واضحا وقتها فان ايران على سبيل المثال، بدت قابلة لاقامة دولة موحدة وفق نظرية دينية، بينما الامر نفسه لايمكن حدوثة في العراق، ومثل هذا المشروع من شانه ان يخلخل الكيان والوحدة المجتمعية العراقية والعربية المستمرة حاليا بقوة الاكراه وليس المشاركة، واذا كانت مثل هذه الاسئلة قد مثلت لحظة التطور الاولى الهامة في حياة المعارضة وواقعها، قبل ان يظهر لاحقا منعطف التحول من قبل قوى معارضة اخرى نحو الجانب الامريكي ابتداء من عام 1992، الا ان المتغير الاول اختلف عن التحول الثاني اختلافا كليا وشاسعا.
كان " ابو احمد"من مدرسة تمتاز بالمبدأية الصارمة هي مدرسة " احمد العزاوي" المعروف ب "احمد ابو الجبن"، الشخصية الطاغية والسلسه، البغدادية بامتياز، والذي كنت اعجب بسطوته وقدرته على النقاش الهاديء المفتوح، وقد قتل في مكتبه من قبل رفاقه على اثر موقفه الرافض لدخول الجيش السوري الى لبنان لممارسة لعبة " بنك بونك" مع اسرائيل فوق راس المقاومة الفلسطينية التي كانت اقامت دولة ثورة اممية في لبنان من بيروت الى الجنوب "فتح لاند"، والمعروف انه اصطدم وقتها بحافظ الاسد خلال اجتماع للقيادة القومية التي هو عضو فيها، وضعت له بعدها عبوة متفجرة في جارور مكتبه في مقر القيادة القومية، وكان هو مصابا قبلها بفعل انفجار اخر سبقه وضعته له المخابرات العراقية، وكنت التقيه في مكتبه وهو يمشي على عكاز ويده متضرره، وقد ارتفع نجم عبد الجبار الكبيسي ضمن ترضية خبيثة اعيد بموجبها تيار احمد العزاوي، فصعد الى القيادة القومية وامانة قطر العراق، وازيح الشخص المتهم يتنفيذ اغتيال ابو سلام "احمد العزاوي"، والمتهم المقصودعراقي اخر وهو ايضا عضو في "القيادة القومية" السورية، مازال حيا يرزق تحول اليوم الى داعية طائفي، كما ظل يفعل منذ ازيح من منصبه، لابل وهو يتبنى حاليا فكرة اقليم في جنوب العراق، ويعمل على تنفيذها بكل حماس.
وعلى هذا فلقد وصل عبدالجبار لموقعه ضمن سياق من الصراعات السابقة، ورث هو منها ومن رمزها المغتال روح الاستقلالية والعراقوية، وبالفعل فقد نهج النهج نفسه، ودخل خلال الحرب العراقية الايرانية مرحلة جديدة من وعيه ومن تاريخيه، وتظل الاسئلة مع بدايات تبلور هذا التيار الذي انتج لاحقا وبالتناغم مع ايقاع التطورات، تيار " المعارضة الوطنية العراقية" بكل تلوناتها وشخصياتها واطيافها المختلفة، فهذا الانتقال يستدعي او استدعى وفقا لمجرى التحولات والتغيرات الضخمة التي شهدها العراق والمنطقة، التبصرقدر الامكان في عالم واحتمالات "مابعد الوطنية الحزبية"، ذلك الطور التاريخي الجديد الذي بدات بوادره تلوح منذ الستينات، الا انه لم يفرز ظاهرة تؤسس لحقبة تحول جديدة في وعي المنطقة وتحولاتها وخياراتها الكبرى الاساسية، الا بعد الثمانينات، مع الثورة الايرانية وانعكاساتها ومن العراق بالذات.
وفي الداخل كانت الظروف المستجده والممهدة لظاهرة الاسلام الصاعدة وانعكاسها على الاوضاع قد تجلت بعد انتفاضة "خان النص" التي اضطر النظام خلالها لاستخدام الدبابات والطائرات عام 1976 لاخمادها، وكانت بمثابة "البروفة" التي شهد عليها قائد الثورة الاسلامية الايرانية الخميني وهو في النجف، وهنا يكمن السبب الذي استوجب وقتها انهاء التحالف بين الشيوعيين والبعثيين الحاكمين تحت وطاة تغير الموازين، واضطرار النظام المتسارع لممارسة الاستنفار القمعي والاحادي الاقصى، وهو ماكان صدام حسين قد لمح له في خطابه "خندق واحد لاخندقان" الذي طبعت منه عشرات الطبعات خلال اسابيع، وقرأه الشيوعيون اكثر من البعثين، من دون اعتبار ولافهم للخلفيات والمقاصد،قبل ان بقرر وبسرعة طرد حلفائة والتخلص من عبء مواصلة الدرب معهم وقد اكتشف انهم حمل ثقيل لاموجب لباقئه ضمن اللحظة الخطرة التي يمر بها، هذا عدا احتمال ان يكون قد حصل بمراقبته للاجواء الدولية، وربما بوسائل اخرى، على مايشبه التفويض كي يصبح الشرطي الجديد في الخليج النفطي.
المتغيرات الانفة كانت قد استوجبت لا ارزاحة الشيوعيين من الخارطة فحسب، بل والتخلص من احمد حسن البكر تامينا لمزيد من مركزة السلطة وتهيئتها لاشتراطات الاستنفار الاقصى الحربية، والتي سرعان مااصبحت امرا واقعا، واستمرت لثمان سنوات، لقد تغير من وقتها كل شيء، وبدات قواعد اللعبة التي قامت في الثلاثينات من القرن الماضي تتبدل، حين نشات الاحزاب الحديثة وتصدرت المشهد السياسي، لابل وقد تجاوزت في العراق ظواهر معروفة في العالم الثالث لعب فيها "العسكريون" الدور الفاصل، بينما احتل "الحزب" في العراق موقع الاداة التي لايمكن من دونها ضمان استقرار الاوضاع، الامر الذي كان وراء الترتيب الدولي الذي قام في 17 / 30 ثموز 1968.
وبغض النظر عن التفاصيل التي سبق وتعرضنا لها حول هذا التدبير الاستثنائي، يبقى عبدالجبار الكبسي ابن حالة جديدة كليا، ماكان يتطلب في ظروف المنفى وعلى السمتوى الشخصي استعدادا غير عادي للانسلاخ عن كل ماهو متكلس وراسخ، فالخروج على انتماء حزبي من موقع قيادي يؤمن المصالح الشخصية المادية والمعنوية في ظروف المنفى الصعبة، يحتاج بالفعل الى بطولة نادرة، والى تكوين اخلاقي ونفسي صلب وفذ، و بالاخص وان الافاق لم تكن بعد واضحة، والوسائل والافكار التي تتراجع ماتزال مهيمنة، والانتهازيون والنهازون هم الاكثر، والمتقولون والمستعدون لممارسة سياسة"اغتيال السمعه" الاقسى من اغتيال الاجساد، في انتعاش وتزايد وحماسة، راح يغذيها الى اقصى حد ممكن، طفو محركات حالة الجزئية الانتمائية والمفهومية المتصاعدة على وقع الحرب العراقية الايرانية، خاصة في سوريا، حين بدات "المعارضة" تتجه اكثر فاكثر، الى اختفاء الصورة السابقة قبل الثمانينات عندما كانت "الحزبية العقائدية" العلمانية والايديلوجية الغربية المصادر قومية، وطبقية وليبرالية، هي الكاسحة كليا.
اول التجارب المهمة التي واجهت هذا الخيار ظهرت عام 1985 عندما تم التوصل سرا برعاية امريكية الى مشروع ل "انهاء الحرب العراقية" قوامه التخلص من صدام حسين باغتياله، وتقديم السعودية ودول خليجية تعويضات ضخمة لايران، مقابل الموافقة على ايقاف اطلاق النار، وكانت الصدفة قد وضعت الرئيس الجزائري الاسبق المرحوم احمد بن بيلا في قلب المشروع، فلعب دور صلة الوصل بين القيادة الايرانية عبر "منتظري"، ودول الخليج عبر الامارات وممثلها في الامم المتحدة وهو شخصية على صلة ما ببن بيلا. وقتها بادر بن بيلا للاتصال بي طالبا مني موافاته الى العاصمة الاسبانية مدريد، فاتصلت فورا با" ابو احمد".
ـ يتبع ـ



#عبدالامير_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عبدالجبار الكبيسي.. متى ينصفه التاريخ 1
- وليد جمعه: شاعر يقتل شعره وظله2/2
- وليد جمعه: الشاعر الذي قتل شعره/1 2 /
- امة- مابين النهرين- الامبراطورية والكونية في تاريخ العراق ال ...
- - امة مابين النهرين- امة حصتها الغياب /12/
- ملحق: عراق مابعد - الدولة المدنية-؟؟
- خيار -المؤتمر التاسيسي-وانهيار تجربة الحداثة القسرية/22/
- خيار -المؤتمر التاسيسي-و -الدولةالمدنية- المستيلة في العراق
- يارئيس الوزراء: مقترح- المؤتمر التاسيسي- على مكتبك وفيه الحل ...
- ماركس ومحمد يغادران ساحة التحرير
- استدراكات على المنظور الجزئي للتاريخ لدى ماركس
- - الاشتراكية النظرية- و - الاشتراكية التكوينية- والانقلاب ال ...
- - الاشتراكية النظرية- و - الاشتراكية التكوينية- والانقلاب ال ...
- البواعث - المصلاوية- لصراع - فهد- مع - ذو النون ايوب- و- داو ...
- عراق الحقبة الرابعه
- 28 ايار: ذكرى انتفاضة الاهوار المسلحة 1967/1968 .. وحزب صدام ...
- 28 ايار: ذكرى انتفاضة الاهوار المسلحة1967/1968 وحزب صدام بري ...
- مفهومان ماديان للتاريخ؟
- من الشيرازي الى السيستاني : الامركيون و- داعش- وحقبة التشييع ...
- بدء الطور الثاني من عملية تشييع القبائل السنية في العراق(1/2 ...


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - عبدالجبار الكبيسي.. متى ينصفه التاريخ 2