أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - روسيا والشرق الاوسط: العراق كركيزة إستراتيجية بدل ايران















المزيد.....

روسيا والشرق الاوسط: العراق كركيزة إستراتيجية بدل ايران


عبدالامير الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 5030 - 2015 / 12 / 31 - 22:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تغيرت مؤخرا وتيرة وشكل التدخل الروسي / الصيني في الشرق الاوسط، فقد تم الانتقال للتدخل العسكري المباشر، وبالفعل باشرت القوات الروسية منذ فترة عملياتها في سوريا، ومع انني كنت اول من لاحظ "ملامح عودة القطبية الدولية" في مقال نشرته جريدة "الحياة" اللندنية، غير انني لم اعد بعدها لاتابع مجريات الصراع الروسي الامريكي، ولا واكبت متغيراته وتطوره المطرد منذ مابعد سقوط النظام الليبي حتى الوقت الحاضر، فروسيا فعليا قررت تغيير سياستها واتخاذ موقف الاعتراض الفعلي على سياسية الناتو والولايات المتحدة مباشرة بعد التدخل العسكري الغربي في ليبيا.
ومع ذلك فانني لاانوي الان اجراء جردة لفترات ومراحل وتغيرات شكل الحضور الروسي في الشرق الاوسط وفي سوريا وعبرها. مااريد التركيز عليه هنا، هو الاجابة على سؤال مفاده: هل ان الاستراتيجية الروسية المتظمنه في تدخلها العسكري الحالي في سوريا، قابله للنجاح؟، وهل هي تحتوي على الضروري من العناصر التي تؤهلها للعب دور فعلي في المنطقة، وفي النهاية، الوصول لما تهدف له هي وحلفاؤها وبالذات حليفها الاساسي الصين، من محاولة الحاق الهزيمة بالولايات المتحدة ودحرها، وتعريض حلفائها في الشرق الاوسط للانكسار وهو الشرط الموضوعي السياسي لتراجع موجة الارهاب والتطرف في العالم العربي والعالم؟
سوف ابدا محاكمتي من النقطة الاكثر حساسية في التدخل الروسي الحالي، متجنبا الناحية العسكرية، الفظة، والمنطوية على كل مقومات واسباب الضعف، سواء لجهة تقوية خطاب مناهضي روسيا الاقليميين، او من حيث تعزيز الفرص المتاحة امام الارهاب، فروسيا اضافت فجاة عنصرا جديدا لموقفها الذي كان في الاصل ضعيفا، ولايتماشى مع ابسط مقومات المصلحة الاقليمية للعالم الذي قررت التدخل المباشر فيه، ولا اعتقد ابدا ان القيادة الروسية والرئيس بوتين على وجه الخصوص، كان يجهل قبل قراره الخطير الاخير ان سلة مقبوليته في الشرق الاوسط فارغة، وان فراغها مرشح لان تحل محله الكراهية، وبالاقل السخط، الذي يسهل استغلاله من الطرف الامريكي والاقليمي المناهض.
واذا لم يكن ذلك واردا قبل التدخل العسكري، وان روسيا كانت مضطرة للتعويل على ايران كوكيل عنها في الشرق الاوسط، فان مثل هذه السياسية او استمرارها بجانب، اوبالاضافة للحضور العسكري، يكاد يكون اقرب الى الخراقه السياسية، واي انسان يملك اقل قدر من التعقل، او من الحصافة، بمقدوره ان يدرك بان اتخاذ الخطوة غير العادية التي اتخذها بوتين، هي بمثابة قرار باذكاء التوتر في الشرق الاوسط، فالقضايا التي من نوع تلك التي جاءت القوات الروسية لحلها، من المستحيل توقع او انتظار التوصل فيها الى حلول مرضية عن طريق الفعل العسكري، أوعبرمحاولة تغيير التوازنات بالقوة والسلاح لوحدهما بالاخص اذا كان المتدخل من خارج منطقة النزاع، وان فعله يمكن، لابل هو مهيا لان يعتبر بمثابة قوة اضافية تعزز ارجحية طرف مرفوض في العالم العربي على نطاق ساحق.
مثل هذا المنطق يعني ان روسيا تختار سلوك الاكراه الاستعماري، مثلها مثل الامريكيين الذين هي في صراع معهم، ولو انها ارادت بالفعل اتباع سلوك يفضي لاطفاء التوترات وعزل الارهاب على المستوى السياسي على الاقل، قبل العقيدي، فقد كان عليها اولا ان تبادر الى كف يد حليفتها ايران في سوريا اولا، بان تطلب كما سمعنا في حينه من دون تاكيدات من مصادر موثوقة، ان تطلب من مليشيات ايران ان تنسحب من سوريا فورا،وهو ماكان من شانه تغيير المناخ المتصل بتدخلها اجمالا، وماكان سيوفر لحلفائها في المنطقة فرصة للحضور المقبول اكبر بكثير من تلك المتاحة الان.
كما اعتقد، فان اللحظة التي تقرر فيها استعمال القوة العارية في سوريا من الرئيس بوتين، كانت يجب ان تكون اللحظة الفاصلة في العلاقة بين روسيا وايران، وبالذات بما يتعلق بحضور الاخيرة في الشرق الاوسط وفي سوريا، وليس هذا الاعتقاد ولايجب ان يكون اذا ماتعدى الموقف الذاتي الشخصي واطلق على العموم، ان يكون احاديا، اوقريبا من الاحكام الاخلاقية حين تقحم في عالم الصراعات الدولية والسياسية بشكل عام، وبالاخص تلك التي لها طابع مصيري تحولي وكوني كالتي نحن بصددها هنا، فروسيا قد تجد نفسها مضطرة، بحيث تبرر لنفسها بناء على ماهو متوافر، اتخاذ خطوة ذات طابع استراتيجي خطير، وسط مناخات غير مؤاتية، لابل معاكسة من الجانين المبدائي والاخلاقي. ففي السياسة يتصرف اللاعبون حسب مامتوفر لهم من مصادر القوة ثم يرون.
ولكن هل استعملت القيادة الروسية خيالها، او توسلت سبل الابداعية الدبلوماسية والسياسية، وهل بحث كما ينبغي في الممكنات وكل اوجه المتاح في المنطقة برغم اضطرابها وتشتتها الاقصى، وانعدام ركيزة الانطلاق او مركز البدء على طريق مكان حساس من العالم في حالة اضطراب وفوضى خطرة على الجميع؟، من الممكن ان يقال بان مهمة كهذه قد لاتكون مطلوبة من الروس وقيادتهم، برغم اهتمامهم الاستثنائي الحالي بالمعركة الحاصلة في هذا المكان. غير اننا يمكن ايضا ان نتصوران السيد بوتين وربما رهط من مساعديه المقربين على علم بالحد الادني من الاختلال الاستراتيجي الذي لحق بالشرق الاوسط منذ الغزو الامريكي للعراق، كما ان الارشيف الروسي يحتفظ حتما بكل مايحتاجه اي قائد سياسي روسي عن مجرى ووقائع الحرب العراقية الايرانية 1980/1988، ومع ان الاتحاد السوفياتي انهار في بداية التسعينات، الا ان اي محلل عادي للسياسات يدرك بان نفوذ ايران الحالي في العراق، هو حصيلة ونتيجة مباشرة للغزو الامريكي لهذا البلد، ويمكن لروسيا ان تعامل هذا الامر كامر واقع وتحصيل حاصل لايمكن تغييره في الامد القريب، غير ان حساب حجم هذا الهدف وتشعب نتائجه، والانقلاب الهائل المتصل به، من غير المقبول ان يهمل، اولايركز الانتباه عليه من قبل دولة تعتبر اليوم مقرره عالميا، وحليفا لدولة اخرى سائرة على طريق العظمة، بحيث تذهب للتدخل عسكريا في منطقة لايهمها احتساب مواطن حساسيات ونقاط ضعف وقوة تركيبها وبنيتها.
من حق الروس اليوم ان يسالوا ولكن ماذا يمكن ان نفعل في العراق المدمر المتشظي؟ حسب رايي ان العراق يصلح بالنسبة لروسيا الهجومية العسكرية، التي لاتفتقر تماما للابداعية السياسية كما اثبتت خلال لحظات حساسة ومهمه، منها تجنيب سوريا الهجوم الامريكي، والاصرار على بلورة حل سياسي هناك، هو يصلح كدرس سياسي يرقى لمستوى بلورة خبرات معسكر دولي صاعد تنتمي اليه روسيا، وتتصدره سياسيا.ففي العراق لامجال لاي حضور عسكري/ كان من الخطا اثر التدخل العسكري في سوريا اقتراح هيئة تعاون روسي ايراني عراقي استخباري رفض من قبل الامريكيين بعنف مادفع رئيس الوزراء العراقي للتنصل منه/ فالتدخل الوحيد الممكن هنا سياسي لاعسكري، ويتمحورعلى المساعدة في اعادة بناء "الوطنية العراقية" وصولا لنظام يتجاوز المحاصصة الطائفية والحزبيه، الى التوافقية الموحدة، اي اقامة صيغة نظام مابعد مرحلتي: اللامركزية، ثم المركزية الاستبدادية باسم التحديث، نحو صيغة منطوية على "التعدد والوحدة" بالمكونات المتوفرة.
الا يتطلب هذا المقترح التاريخي زمنا قبل ان تظهر نتائجه في الافق ويصبح العراق قوة فاعله؟ هذا صحيح، انما الوجهة ضرورية، والخطوة العملية يرسى بناءعليها مناخ، والمنطقة بحاجة لبلورة وجهة معاكسة لحالة الانحدار والتشظي الراهنة، انما هل المشروع المذكور ممكن، والاهم هل ان عناصره متوفرة عراقيا؟ نعم وهو ليس بدعة اقتضتها اللحظة، فالدعو ل "المؤتمر التاسيسي الوطني العراقي" كخيار،عمرها من عمر "العملية السياسية الطائفية" التي ارساها الامريكيون عام 2003، وقوى هذا الخيار تزداد، والازمة الوطنية تزيد من ضرورته، صحيح ان هذا الخيار سترفضه ايران، وكل الاقليم، والامريكيون قبل الجميع، الا ان روسيا والصين معنيان ان يواجها امريكا في العراق بمقترح سياسي ومشروع طابعه توحيدي وطني، مقابل المشروع الطائفي القائم والذي هو من ابتداع الامريكيين ويمثل مصالحهم في العراق.
حين يصبح العراق مدخلا وركيزة تعتمدها روسيا، فانها تهيء لنفسها مدخلا عربيا مؤهلا من كافة الوجوه للعب دورغائب تحتاجه المنطقة العربية بالحاح، لايستفزها او يثير حنقها، واذا انتبهت روسيا اكثر فاكثر لاهمية تقليص وانهاء النفوذ الايراني في العراق والمنطقة، فانها ستصبح على الاغلب في وضع يتيح لها كسب المعركة في الشرق الاوسط.
وحسب ظني فان كل من يقرأ ماورد اعلاه سيقدر كم قد انطوى على قضايا جديرة بان توضيح، وان المقصود هنا وماكان ممكنا هو فقط التنبيه الى وجهة، نعلم انها تتطلب منا تكرارالعودة للموضوع ذاته.



#عبدالامير_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عبد الجبار الكبيسي ..... متى ينصفه التاريخ 6 :على طريق تجدي ...
- عبدالجبار الكبيسي .. متى ينصفه التاريخ 5 الايديلوجية الحزبية ...
- عبدالجبار الكبيسي... متى ينصفه التاريخ 4: وطنيتان ماقبل وماب ...
- عبدالجبار الكبيسي.. متى ينصفه التاريخ 3 الطريق المضني نحو وط ...
- عبدالجبار الكبيسي.. متى ينصفه التاريخ 2
- عبدالجبار الكبيسي.. متى ينصفه التاريخ 1
- وليد جمعه: شاعر يقتل شعره وظله2/2
- وليد جمعه: الشاعر الذي قتل شعره/1 2 /
- امة- مابين النهرين- الامبراطورية والكونية في تاريخ العراق ال ...
- - امة مابين النهرين- امة حصتها الغياب /12/
- ملحق: عراق مابعد - الدولة المدنية-؟؟
- خيار -المؤتمر التاسيسي-وانهيار تجربة الحداثة القسرية/22/
- خيار -المؤتمر التاسيسي-و -الدولةالمدنية- المستيلة في العراق
- يارئيس الوزراء: مقترح- المؤتمر التاسيسي- على مكتبك وفيه الحل ...
- ماركس ومحمد يغادران ساحة التحرير
- استدراكات على المنظور الجزئي للتاريخ لدى ماركس
- - الاشتراكية النظرية- و - الاشتراكية التكوينية- والانقلاب ال ...
- - الاشتراكية النظرية- و - الاشتراكية التكوينية- والانقلاب ال ...
- البواعث - المصلاوية- لصراع - فهد- مع - ذو النون ايوب- و- داو ...
- عراق الحقبة الرابعه


المزيد.....




- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...
- كندا تخصص أكثر من مليوني دولار لصناعة المسيرات الأوكرانية
- مجلس جامعة كولومبيا الأمريكية يدعو للتحقيق مع الإدارة بعد اس ...
- عاجل | خليل الحية: تسلمنا في حركة حماس رد الاحتلال على موقف ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيّرة أمي ...
- بعد الإعلان التركي عن تأجيلها.. البيت الأبيض يعلق على -زيارة ...
- ما الذي يحمله الوفد المصري إلى إسرائيل؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - روسيا والشرق الاوسط: العراق كركيزة إستراتيجية بدل ايران