أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - عبد الجبار الكبيسي ..... متى ينصفه التاريخ 6 :على طريق تجديد النبوة















المزيد.....

عبد الجبار الكبيسي ..... متى ينصفه التاريخ 6 :على طريق تجديد النبوة


عبدالامير الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 4973 - 2015 / 11 / 2 - 17:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عبد الجبار الكبيسي ..... متى ينصفه التاريخ 6
:على طريق تجديد النبوة

كان عبدالجبار الكبيسي بعثيا لكنه لم يكن حزبيا، وجد في سوريا على راس التيار البعثي العراقي المقابل لحزب صدام حسين "اليمنيي"، وبحساب الظرف وتكوين الشخص فقد كانت وراء هذا الرجل بالذات ومن دون رفاقه، قصة تتعدى حتى خيال المحيطين به، كان هو من ايقاع غير منظور وانا اريد ان اجازف هنا بطرح قضية سوف يظل الاختلاف حولها وبخصوصها قائما لامد ليس بالقصير، غير ان البدء بعرضها وتناولها لم يعد يحتمل التاجيل، ويداخلني شعور بان مناخات عراقية ذات طابع كوني متجدد كانت قد بدات تتصاعد في الافق منذ الستينات او اوائلها. مؤسسة لحالة مابعد ايديلوجية حزبية، وعلى انقاض تلك الحقبة التي عرفت بعد العشرينات عندما تجمعت اسباب دولية ومحلية دفعت بالظروف الى الانقلاب السريع. فلم يمر عقد واحد الا وكانت الكيانا ت الحزبية قد تشكلت وبدات تحتل الواجهة.
والملفت للنظر والجدير بالانتباه على سبيل المثال هو ظاهرة "اللاايمانية" التي يتمتع بها عبدالجبار الكبيسي من دون غيره، بصفته حزبيا قياديا بلغ اعلى مراتب الانتماء، فالحزبية في العراق شرطها الايمان بالمعنى الديني، برغم ان كل الاسباب المحيطة ب"المؤمنين" الجدد في هذه المنطقة تمنعهم ظاهريا من ان يكونوا كذلك، مما يجعل ايمانهم الايديلوجي مزيفا، وبعيدا عن اي انتقال في الوعي بالمعني العقلاني، لهذا ينتفي الابداع الحزبي فكريا لصالح التسليم وقبول "المنزل" النظري، اللينيني او العفلقي فيكتسب معنى اسطوريا، مثله مثل "الدين" الذي يدعي الحزبيون وقادتهم انه يريدون تجاوز نمط التفكير التسليمي المواكب له، ف"فهد" مؤسس الحزب الشيوعي في العراق ينقل بصما مفاهيم "مالعمل" الروسية التي وضعها لنين باعتبارها منزلة من السماء، مع ان لنين لم يلتزم بمثل هذه الطريقة بماركس وانجلز، وماوتسي تونغ لم يلتزم بلنين، اما "فهد" فانه لم يلتزم بلنين حرفيا بل التزم بمقومات عقله هو الايماني التقديسي، وتعامل مع لنين ومايقوله كنبي، مع ان مكان النبوة عراقية الاصل كممارسة فكرية وكمشروع حي تحول الى مشروع تاريخي وحضاري يتصل بتكوين هذه المنطقة تحديدا وعين خصوصيتها الحضارية واليات تاريخها.
هنالك من قد امتنعوا بسبب مواقعهم "الحزبية" من رفاق عبدالجبار الكبيسي عن الخروج على "الوضع" الذي يحتلونه في سوريا، وهؤلاء قد يعتبرون متطابقين مع "انتمائهم"، ولا يبدو ان الاسباب المتعارف عليها تبرر الحكم عليهم بالانتهازية، مع ان الحكم الاخير يتردد بناء على قيم عامة واحكام اخلاقية حادة معروفة في العراق، الغريب في الكبيسي انه يتصرف بلا قيود و ببداهة تامة وبشجاعة بلا حدود، وبلا اي اعتبار لمركز او وجاهة او اي من مقيدات الحزب والسلطة المتولدة عنه، وقد يصل هذا الموقف احيانا درجة لايمكن الدفاع عنها او تبريرها خاصة لمن في الجانب الايديلوجي، فالمفهوم الاخر لم يكن قد تبلور، وهو لم يتبلور تماما حتى الان، فمالذي يحتاجه الكبيسي وقتها غير شجاعة غير عادية وايثار غير محدود، خاصة وان الذي يتبقى دون ذلك قليل، ولا يمكن له العيش الا بين هوامش وعموميات معزولة يعيشها اناس غير مفهومين يبدو سلوكهم شاذا حسب مقياس المتناغمين مع القائم، واما بالنسبة لي فلقد كنت اعتقد اعتقادات تبدو جنونية الا انها مقنعه لمن يكون قد اختار الجنون ك "قناعة" لكي يخترق المستحيل، فلقد وضعت في السرمسودات كتاب "ارضوتوبيا العراق وانقلاب التاريخ" عام 1978 وهي ماتزال مخطوطة باناملي في جارورمكتبي، ومتروكة للتاريخ، ومن يومها كنت اقول لنفسي ان الابراهيمية يمكن ان "تتجدد"، ومع ان " الارضوتوبيا" لم يصدر الابعد ثلاثين سنة عن دار "الانتشار العربي" في بيروت / طبعته الاولى كانت في 2008/ الا ان العقود الثلاثة الفاصلة بين اول محاولة، ولحظة الاصدار الاولى لم تكن خالية من ازدواجية، اي من دون فعل ظاهر يتوخى ان يكون مفهوما حسب المتعارف عليه، مع ابطان مناقض ينتمي لعالم اخر.
ساقول على عهدتي ان عبدالجبار الكبيسي "ابراهيمي" وانه "عراقي" بهذا المعنى الموغل في التاريخ كاصألة فكرية وروحية،فمن يريد ان يكون اصيلا ينبغي ان يكون "عقلانيا" بالمعنى المطابق للحالة والظرف والتاريخ، فماذا يعني للمرء ان يكون "عراقيا"، وهل يمكن اماطة اللثام عن ذلك المدفون وراء القرون وكانه نزل فعلا من السماء، او ان السماء لم تخلق الاشياء على الارض بحيث تنتج رؤية سماوية، هاهو كل شيء يتهيأ لكي يكررحكاية من التاريخ لايريد الاخرون التعرف عليها بيقين واستقامة، فالهجرة الى الغرب الشامي هي نفسها، حيث المجال الوسط المفتوح، لكن بزخم انقلاب آخر يقلب الرؤى والمفاهيم من الايمانية الحزبية المزورة الى الحسية المطابقة، ففي ماضي النبوة وطورها الاول، كانت الحسية المطابقة هي القوة المحركة لاناس سمعوا صوت الواقع فعبروا عنه حتى من دون ان يعوه، ولانه كان مطابقا وحقيقيا، فلقد مر عبر المعجزة والدعوة والصبر الطويل.
يصبح المرء ابراهيميا اذا هو تطابق مع وطنية "اللادولة". فالعراق هو المكان الوحيد في العالم الذي ينتج "وطنيتان"، الاولى وطنية لادولة "توحيدية" كونية والثانية "امبراطورية"، وعبدالجبار الكبيسي ابن الابراهيمة، اي "الكونية العراقية" لا "الامبراطرية" العليا المجبرة على حيازة الريع التجاري بالتوسع واحتلال ماحولها، ماخوذه بقوة ضغط الكونية السفلى ولجاجتها التي لاتقهرونارها التي تصبح بردا وسلاما، النار التي ستشتعل وتنطفيء كما هو الحال مع نظام صدام حسين عام 1968 " النمرود" حيث يبدا تاريخ توحيدي اخر، وحيث يصبح الانتقال من الحسية الى العلية طريق النبوة بلا وحي، اي الطور الثاني الراهن من النبوات.
ولكن العراق ليس وحيدا او منفصلا عن مجال هو مجال "التوحيدية التاريخية"، بانماطه الثلاثة ومجاله الوسط حيث :
ـ نمط الدولتين في كيان واحد وهو حال العراق المركب التكوين.
ـ ونمط احادي، الدولة فيه تهيمن على المجتمع وتبتلعه، كما الحال في مصر.
ـ ونمط جزيري، هو نمط مجتمع لادولة احادي، مختلف عن نمط اللادولة العراقي الثنائي المركب، وهذا الاخير ينتج عقيدة، ولاينتج مشروعا.
ـ مجال وسط مفتوح هو ساحل الشام يغري بالنزوح اليه وقت الضرورة وعند الاضطرار ـ اي وقت اشتعال الناروتحولها الى برد وسلام ـ، لانه لاوحدة كيانية او مجتمعية فيه تجعله مقفلا امام من يريد سكناه، فهو مجال مفتوح امام الامبراطوريات وحقيقتة "دول ألمدن"، وفي هذا المجال عاشت الابراهيمية اطوارا ونبوات، الى ان تحققت في نمط "اللادولة الاحادي" الجزيري المحارب.
كيف كانت النبوات تستشعر هذه الحقائق من دون ادراك علي ملموس وعقلي، وكيف تسنى لها ان تبني بذلك الجزء الناقص من الفهم والتعرف، "مملكة الله" ، وهل الحس نفسه مايزال نافذا فعالا وعمليا كما كان، هل هو خاصية من خصائص هذه المنطقة مطابق للحقيقة البنيوية والتاريخية المجتمعية، لست استطيع ان لا احيل عبدالجبار الكبيسي لهذا العالم ولتلك المدرسة الكونية الناهضة والمستعاد في قلب الزمن، وبعد دورة من انتصار المفهوم الغربي الحديث وحضارته الضخمة، فهل كان هو وهل كنا نحن على موعد مع انبعاث جديد للكونية التوحيدية؟ وهل "التوحيدية التاريخية" وصلت حافة من حواف صيرورتها وتجليها الكوني ووتجددها وانبعاثها؟.



#عبدالامير_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عبدالجبار الكبيسي .. متى ينصفه التاريخ 5 الايديلوجية الحزبية ...
- عبدالجبار الكبيسي... متى ينصفه التاريخ 4: وطنيتان ماقبل وماب ...
- عبدالجبار الكبيسي.. متى ينصفه التاريخ 3 الطريق المضني نحو وط ...
- عبدالجبار الكبيسي.. متى ينصفه التاريخ 2
- عبدالجبار الكبيسي.. متى ينصفه التاريخ 1
- وليد جمعه: شاعر يقتل شعره وظله2/2
- وليد جمعه: الشاعر الذي قتل شعره/1 2 /
- امة- مابين النهرين- الامبراطورية والكونية في تاريخ العراق ال ...
- - امة مابين النهرين- امة حصتها الغياب /12/
- ملحق: عراق مابعد - الدولة المدنية-؟؟
- خيار -المؤتمر التاسيسي-وانهيار تجربة الحداثة القسرية/22/
- خيار -المؤتمر التاسيسي-و -الدولةالمدنية- المستيلة في العراق
- يارئيس الوزراء: مقترح- المؤتمر التاسيسي- على مكتبك وفيه الحل ...
- ماركس ومحمد يغادران ساحة التحرير
- استدراكات على المنظور الجزئي للتاريخ لدى ماركس
- - الاشتراكية النظرية- و - الاشتراكية التكوينية- والانقلاب ال ...
- - الاشتراكية النظرية- و - الاشتراكية التكوينية- والانقلاب ال ...
- البواعث - المصلاوية- لصراع - فهد- مع - ذو النون ايوب- و- داو ...
- عراق الحقبة الرابعه
- 28 ايار: ذكرى انتفاضة الاهوار المسلحة 1967/1968 .. وحزب صدام ...


المزيد.....




- السعودية.. أحدث صور -الأمير النائم- بعد غيبوبة 20 عاما
- الإمارات.. فيديو أسلوب استماع محمد بن زايد لفتاة تونسية خلال ...
- السعودية.. فيديو لشخصين يعتديان على سائق سيارة.. والداخلية ت ...
- سليل عائلة نابليون يحذر من خطر الانزلاق إلى نزاع مع روسيا
- عملية احتيال أوروبية
- الولايات المتحدة تنفي شن ضربات على قاعدة عسكرية في العراق
- -بلومبرغ-: إسرائيل طلبت من الولايات المتحدة المزيد من القذائ ...
- مسؤولون أمريكيون: الولايات المتحدة وافقت على سحب قواتها من ا ...
- عدد من الضحايا بقصف على قاعدة عسكرية في العراق
- إسرائيل- إيران.. المواجهة المباشرة علقت، فهل تستعر حرب الوكا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - عبد الجبار الكبيسي ..... متى ينصفه التاريخ 6 :على طريق تجديد النبوة