أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حيدر حسين سويري - قصة قصيرة - الصفحة الثقافية -














المزيد.....

قصة قصيرة - الصفحة الثقافية -


حيدر حسين سويري

الحوار المتمدن-العدد: 5151 - 2016 / 5 / 3 - 23:58
المحور: الادب والفن
    


الصفحة الثقافية
قصة قصيرة
بقلم الكاتب: حيدر حسين سويري

دَخَلَ مُسرعاً إلى مقر الجريدة، وإتجهَ نحو زميله وإستاذهِ في العمل الصحفي، محرر الصفحة الثقافية، وقال:
- السلام عليكم
- عليكم السلام، أهلاً " أسد "، إجلس
فسحب أسدٌ كرسياً وجلس قرب " نمر" ثُمَّ توجه لهُ بالسؤال:
- أصحيحٌ ما يُثار عنك من كلام؟
- وما هو ذلك الكلام؟
كان " نمر" هادئاً، مشغولاً بإعداد صفحته الثقافية، بينما كان " أسد" منفعلاً جداً، يتكلمُ بحدةٍ، محاولاً ضبطَ أعصابهِ وكلماتهِ، الخارجةِ رغماً عنهُ، لأنهُ لا يريد أن يجرح شعور " نمر"، فقال:
- إنكَ تستلمُ مبالغاً ماليةً مُقابِلَ نَشرِ موادٍ(هابطةٍ) في صفحتكَ الثقافية؟
- وماذا في ذلك؟
- سألتكَ فأجبني!
- لستُ مجبراً على الإجابة، فهل لديك دليل على إتهامهم لي؟
- أنا لا يهمني الدليل، ولكنَّ مجرد إثارة هذا الكلام بحقك، يُعتبر طعنة كبيرة، فيجب عليك الرد
- وهل تعتقد أني فعلاً أستلم مبالغاً أم لا؟
- طبعاً لا
- إذن لماذا تسأل؟
- آآآآآآآآه ... لا أدري، لكن كلامهم كان مقنعاً، فإن تنقلك من جريدة إلى أُخرى، بدون سبب واضح، كذلك التباين الواضح بين مبتنيات تلك الصحف، فهذا يعني أنك لا تهتم سوى بجمع المال، وأنك غير مقتنع بما تنشر، وإنما تنشر ما يعجب أصحاب الصحيفة، لتستمر بالحصول على المال
- وكيف ذاك؟
- أنك عملت في صحيفة علمانية يسارية، ثم إنتقلت إلى العمل في صحيفة ذَاتَ طابعٍ دينيٍ، وتُمثلُ اليمين المتطرف، فكيف تُفسر ذلك؟ وكيف تستطيع أن تنشر وتحرر الصفحة الثقافية بالرغم من التناقض الواضح بين الجريدتين وأصحابها؟!
- الموضوع بسيط جداً، فما عليَّ سوى إختيار مواد قد وصلت عَبَرَ بريد كل جريدة وفق الضوابط العامة للنشر
- وتلك المنشورات الساذجة والتافهة، من أغبياء يعتبرون أنفسهم كتَّاباً، وليس لهم أيَّ إنتاجٍ فكريٍ، وليس لديهم جمهور؟
- هههههه إذن الآن أنتَ مَنْ يتهمني؟
- أنا...... أُريدُ أن أسمع منك لأرتاح!
- نعم، أنا أستلمُ مبالغاً ماليةً مقابل نشر تلك المواد، فلدي عائلة ومصاريف كبيرة، وأما ما ذكرت، فلم يَعُد ثمةَ جمهورٍ للصحف الورقية يُعتدُ بهِ، بعدما طغت الصحافة الألكترونية على كافة وسائل الإعلام ........
- إممممممـ ... وهل عُذرك مقبول؟
- لا يهمني أحدٌ بعد الآن، فعندما يخسر الإنسان نفسهُ هل يكترث لأمرٍ آخر؟ لقد تم إعدام عائلتي بسبب إنتمائهم لأحد الأحزاب اليسارية، فماذا جَنيتُ أنا؟ حتى الصفحة الثقافية في جريدة الحزب، التي كُنتُ أُحررها، أُخذت مني! لقد ضايقوني حتى غادرتُ، نعم .. أعترفُ أني ما زلتُ يسارياً ولكني أكرهُ ما آلَّ إليهِ حال اليسار على أيدي هؤلاء الحُثالات....
- نعم بكَ وبأمثالك خسر اليسار نفسهُ!
- أنا؟ أنا مظلوم ولستُ ظالم
- نعم كُنتَ مظلوماً ولكنكَ أصبحت ظالماً، لنفسك أولاً وللآخرين فيما بعد
- بالعكس، لقد أنقذتُ نفسي وأما الاخرين فهم مرضى السمعةِ والرياءِ وها أنا أُعالجهم بنشر موادهم السخيفة وأقبض ثمن العلاج
ثُمَّ أرسلَ ضَحكةً أزعجت الحاضرين، الذين كانوا يستمعون بصمت فأغلبهم جديد على عالم الإعلام والثقافة؛ وغادر المكان بعد أن أتم إختيار مواد صفحتهِ الثقافية...
فيما جلس " أسد " والحيرة بدأت تأخذهُ يميناً وشمالا... ثُمَّ رَكَضَ مُسرعاً ليلحق بـ (نمر)...
لكن نمراً كان قد ركب سيارتهُ الجديدة والحديثة، وذهب يُسابق الريح، ليلحق بسرب الحثالات، الذي غطى سماء الثقافة في القرن الجديد...



#حيدر_حسين_سويري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصيدة - تحالفوا -
- بين مفهومي الشراكة الوطنية والمحاصصة الفئوي مُشكلةٌ ونتيجتان ...
- الحكيم والصدر ودوري الأبطال
- الزَعيُم مِنْ وَجهةِ نَظَرٍ إجتماعيةٍ
- قصيدة - كُنتُ أسمعْ -
- الشَعبُ وأيامُ العجوز
- القائدُ والرَاعيُ مِنْ وَجهةِ نَظَرٍ إجتِماعيةٍ
- السياسيون وشكوى الفقراء6
- في عيد المرأة -تحيةً لكِ سيدتي-ِ
- عقود التراخيص، جعلت من الشهرستاني: رخيص
- إعلانٌ الحرب النفسية على المسؤول
- الرجل المناسب لكل المناصب
- إسلاميونَ في المُعتقدِ، إسرائيليونَ في العَملِ!
- ديوان بغداد وكيد الحُسَّاد
- السر الأعظم
- الفكر الأعور
- الدعاة ومفترق الطرق
- دبابيس من حبر9
- تيار شهيد المحراب ومفترق طرق
- الكاتب والموهوم


المزيد.....




- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حيدر حسين سويري - قصة قصيرة - الصفحة الثقافية -