أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حيدر حسين سويري - الكاتب والموهوم














المزيد.....

الكاتب والموهوم


حيدر حسين سويري

الحوار المتمدن-العدد: 5069 - 2016 / 2 / 8 - 00:25
المحور: الادب والفن
    


الكاتب والموهوم
قصة قصيرة
بقلم الكاتب: حيدر حسين سويري

أسد، كاتبٌ وشاعرٌ رائعٌ، لَهُ معجبيه وقُرَّاءَهُ، المتابعين لكافة أعماله، والصُحفُ الوَرقيةِ والمواقع الألكترونية، تتلقف ما يكتبهُ وتنشرهُ على الفور.
يعملُ أسد في إحدى دوائر الدولة، ويقتات هو وعياله من راتب وظيفته، وأما كتاباتهِ، فبالرغم من كونهِ لا يطلب عنها ثمناً، لكنهِ كان يتمنى أن يحصل من بعض المؤسسات الإعلامية، على بعض الدعم المعنوي والمالي، ليساعدهُ في تلبية طلبات أولاده، في زمنٍ لا يرحم.
سمع أسد، أن ثمة شبكة إعلامية تدعم الكتاب والإعلاميين، فذهب لعلهُ يحصل منها على شئ، ولو كان معنوياً، خصوصاً وأن أفكار وطريقة عمل تلك الشبكة، تتوافق مع أفكاره وعمله، تم إستقبالهِ بشكل جيد جداً، من قِبل إدارة الشبكة، فرحوا بهِ وأُسعدَّ بالإنتماء إليهم.
كان بين أفراد تلك الشبكة، شخصٌ موهوم، يظنُ نفسهُ كاتباً، بالرغم من كثرة الدورات الإعلامية التي دخلها، وصرف عليها مبالغ مالية كثيرة، إلا أنه ما زال يتمنى أن تَنشر له الصحف الورقية ولو مقالاً واحداً، ولولا إنتماءه لحزب سياسي كبير، لما نشرت له حتى صحيفة الحزب نفسه.
كان الشخص الموهوم، يُلقي دروساً في صناعة المقال، على أعضاء الشبكة، وكان جميعهم يتذمر منه، لكنهُم لا يستطيعون البوح بما في داخلهم، وكانوا يُسمعونهُ كلمات الثناء وقايةً من شره وإرضاءً لإدارة الشبكة، لكن وهمهُ دفعهُ للغرور أيضاً، بعدما رأى الكاتب أسد، يحضر إحدى دروسهِ تلك.
حاول أسد أن يستمر على هذا الوضع، خصوصاً بعد طلب إدارة الشبكة منهُ ذلك، وقولهم لهُ بأن لا يكترث لهذا الموهوم، وأنهم مجبرون على وجودهِ بينهم، لكن أسد وبالرغم من ضجره وملله، لم يسمعهُ كلمة تؤذيه، ولم يرهِ فعلاً يجرحهُ، حتى رأت الأقدار أن تجمعتهم في لقاء أحد المسؤولين، فجلس أسدٌ بعيداً، في مكانٍ كأنهُ غير موجود، بينما تصدر الموهوم المجلس.
كان المسؤول على قدرٍ كبيرٍ من الثقافةِ والقراءةِ، وكان معجباً بأسدٍ وكتاباتهِ، وبعد إنتهاء الجلسة، إستقبل المسؤولُ أسداً، إستقبالاً حاراً، وقام بأخذ صور تذكارية معه، ثم عاد مرة أُخرى ليوصيهِ بالتواصل معهُ قبل المغادرة، بينما لم يبالِ بوجود الموهوم الذي لم يكُ يعرفه!
بعد هذه الحادثة أظهر الموهوم حقده، وبطش بأسد، وحاول أن يثير شجاراً، يستفز بهِ أسداً، لِيُغضب إدارة الشبكة وأعضاءها من أسد، لكن أسد كعادته لم يُعره إهتماماً، فما كان من إدارة الشبكة وأعضاءها إلا التمسك بأسدٍ، وبيان إمتعاضهم من الموهوم وإن كان خلسةً.
طلب بعض المغرضين من أسدٍ، أن يقوم بفضح الموهوم، والذي كانت لديه سلبيات كثيرة في الكتابة، أبسطها أخطاءه الإملائية، لكن أسد ترفع عن هذا، وقال: أن أقضي وقتي في بناء نفسي خيرٌ لي من أن أقضيهِ في هدم الآخرين.



#حيدر_حسين_سويري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إنهيارُ سَدِّ المَوصِلِ والسَبَبُ: صولاغ!
- أمل
- لِنكن مُنصفين
- الإضطهاد الفكري: بين مزاعم الحرية وفتوى الإستعباد
- دبابيس من حبر8
- السياسيون وشكوى الفقراء 5
- هَلْ نَحنُ عَلَى أعتابِ ثَورة الفُقراء؟
- خالده
- القائدُ مِنْ وَجهةِ نَظَرٍ إجتِماعيةٍ
- الوسطية والإعتدال هما الطريق الأصلح لإدارة البلاد
- ذَهَبَتْ سَنَةٌ فَهَلْ يُقبلُ عَامٌ؟!
- نشأة الكون بين التسليم والإلحاد
- حمامة
- ألهمتني الكشف
- رؤية لإصلاح القضاء العراقي
- أسمهان
- لماذا يرفض المتدينون نظرية التطور؟
- هذا درب حسين
- هل يتحول الغبي إلى إمبراطور!؟
- وقفة ديمقراطية


المزيد.....




- العثور على جثمان عم الفنانة أنغام داخل شقته بعد أيام من وفات ...
- بعد سقوطه على المسرح.. خالد المظفر يطمئن جمهوره: -لن تنكسر ع ...
- حماس: تصريحات ويتكوف مضللة وزيارته إلى غزة مسرحية لتلميع صور ...
- الأنشطة الثقافية في ليبيا .. ترفٌ أم إنقاذٌ للشباب من آثار ا ...
- -كاش كوش-.. حين تعيد العظام المطمورة كتابة تاريخ المغرب القد ...
- صدر حديثا : الفكاهة ودلالتها الاجتماعية في الثقافة العرب ...
- صدر حديثا ؛ ديوان رنين الوطن يشدني اليه للشاعر جاسر الياس دا ...
- بعد زيارة ويتكوف.. هل تدير واشنطن أزمة الجوع أم الرواية في غ ...
- صدور العدد (26) من مجلة شرمولا الأدبية
- الفيلم السعودي -الزرفة-.. الكوميديا التي غادرت جوهرها


المزيد.....

- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حيدر حسين سويري - الكاتب والموهوم