أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض حسن محرم - حول كتاب -ملّة إبراهيم- لأبى محمد المقدسى













المزيد.....

حول كتاب -ملّة إبراهيم- لأبى محمد المقدسى


رياض حسن محرم

الحوار المتمدن-العدد: 5077 - 2016 / 2 / 17 - 23:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يعد هذا الكتاب مرجعا رئيسا لتنظيمات السلفية الجهادية فى العالم " ولعله الأبرز" فى أدبياتها وطبع هذا الكتاب لأول مرّة فى باكستان فى 1986 ثم تكررت طبعاته فيما بعد، هذا المكنى بالمقدسى إسمه الأصلى هو "محمد طاهر الحافى" من مواليد نابلس الفلسطينية عام 1959 وعاش طفولته وصباه بالكويت حيث إنتمى هناك الى المدرسة السرورية "التى أسسها محمد بن سرور بعد إنشقاقه عن الإخوان" وما لبث أن إختلف معهم وإقترب من أفكار سيد قطب حول تكفير المجتمع والعزلة الشعورية وإنتمى الى جماعة " جهيمان العتيبى" لفترة وإفترق عنهم قبل عملية إحتلال الحرم المكى عام 1980 وتردد بعدها عدة مرات على باكستان وأفغانستان فى منتصف الثمانينات منضما الى معسكر عبد الله عزام وإلتحق بمعسكر القاعدة فى خوست وعيّن مسؤولا شرعيا فيه وإقترب كثيرا هناك ببن لادن والظواهرى وعاد بعدها للأردن ليدخل السجن مع الخلايلة " أبو مصعب الزرقاوى" حيث ربطته به علاقة متينة إستمرت طويلا وإعتبره الزرقاوى مرشده الروحى، وغادر بعدها الى العراق لفترة وجيزة راسل خلالها إبن باز الذى دعاه للإلتحاق به فى السعودية حيث توثقت علاقتهما وتعمّق كثيرا فى الفكر الوهابى.
كتاب "ملّة إبراهيم" يقوم على فكرة بسيطة مفادها إتباع ملة النبى إبراهيم التى تتمثل فى الكفر بالطاغوت والبراءة منه وتشمل أحكام الكفر بالطاغوت تكفير كل من يتبعه أو يقبل الإنضمام لمؤسساته وخاصة المؤسسة العسكرية، يتبدى ذلك فى مقدمة كتابه " إلى الطواغيت في كل زمان ومكان، إلى الطواغيت حكامًا وأمراء وقياصرة وأكاسرة وفراعنة وملوكًا،إلى سدنتهم وعلمائهم المضلين،إلى أوليائهم وجيوشهم وشرطتهم وأجهزة مخابراتهم وحرسهم، إلى هؤلاء جميعًا، نقول:إنا براء منكم ومما تعبدون من دون الله، براء من قوانينكم ومناهجكم ودساتيركم ومبادئكم النتنة، براء من حكوماتكم ومحاكمكم وشعاراتكم وإعلامكم العفنة،كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدًا حتى تؤمنوا بالله وحده"، والمقدسى يحدد فى الكتاب أن جميع الجيوش العربية والحكام العرب كافرون كفر ملة لأنهم " لا يظهرون الرضا عن الإسلام أو يهادنونه ويقيمون له المؤتمرات وينشرونه في الكتب والمجلات ويؤسسون له المعاهد والجامعات إلا إذا كان دينًا أعور أعرج مقصوص الجناحين بعيدًا عن واقعهم وعن موالاة المؤمنين والبراءة من أعداء الدين وإظهار العداوة لهم ولمعبوداتهم ومناهجهم الباطلة"، ويرّكز المقدسى على تكفير حكام السعودية تمييزا " وله كتاب خصصه ضدهم هو " الكواشف الجلية فى كفر دولة السعودية " ويقول عنهم فى ملة إبراهيم :"وإننا لنشاهد هذا واضحًا في الدولة المسماة "السعودية"، فإنها تغر الناس بتشجيعها للتوحيد وكتب التوحيد، وحثها للعلماء على محاربة القبور والصوفية وشرك التمائم والتوله والأشجار والأحجار.. وغير ذلك مما لا تخشاه ولا يضرها أو يؤثر في سياساتها الخارجية والداخلية.. وما دام هذا التوحيد المجزأ الناقص بعيدًا عن السلاطين وعروشهم الكافرة فإنه يتلقى منهم الدعم والمساندة والتشجيع"، ويستهزإ فى كتابه بالمسلمين الذين يقيمون الصلاة ويؤدون الزكاة ويصومون ويحجون فقط ويكمل قائلا )إذا أردت أن تعرف محل الإسلام من أهل الزمان، فلا تنظر إلى ازدحامهم في أبواب المساجد ولا في ضجيجهم بـ"لبيك"، ولكن انظر إلى مواطأتهم لأعداء الشريعة ويقصد بهم حكامهم(، ولا يكتفى بالبراءة من الطواغيت ولكنه يشترط إبداء العداوة والبغضاء لهم و يدلل على رأيه بالآية القرآنية:" قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا براء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدًا حتى تؤمنوا بالله وحده"، تلك هى ملة إبراهيم التى يعرفها " (ومن يرغب عن ملة إبراهيم الاّ من سفّه نفسه)، ويرد المقدسى على القائلين بأن الخصومة مع هؤلاء يجب أن تسبقها مراحل الحكمة والجدال بما هى أحسن بذكره إن من يقول ذلك فعنده لبس حول ملة سيدنا إبراهيم كونها إخلاص لله وحده وكفر بكل الطواغيت دفعة واحدة فهى لا تؤجل ولا تؤخر بل يجب الجهر بها منذ اللحظة الأولى، ويفسر المؤلف أكثر فى ملة إبراهيم بقوله "هي الكفر بالطواغيت التي تُعبد من دون الله عز وجل، سواء أكانت هذه الطواغيت أصنامًا من حجر، أو شمسًا أو قمرًا، أو قبرًا أو شجرًا، أو تشريعات وقوانين من وضع البشر.. فملة إبراهيم ودعوة الأنبياء والمرسلين تستلزم إظهار الكفر بهذه المعبودات كلها وإبداء العداوة والبغضاء لها، وتسفيه قدرها والحط من قيمتها وشأنها وإظهار زيفها ونقائصها وعيوبها منذ أول الطريق"، فإن البراءة من المشركين تعنى من وجهة نظره "وما نجا من شرك هذا الشرك الأكبر إلا من جرّد توحيده لله، وعادى المشركين في الله، وتقرب اليه بمقتهم"، فلا يحب المسلم أو يبغض الاّ فى الله ولا يعادى أو يوالى الاّ فى الله أيضا وأفضل الكره والمقت هو التقرب اليه بكره أعدائه ومقتهم وعدائهم والجهاد فى سبيله ضدهم، وفى موضع آخر يسخر من علماء السلطان بالقول "نعم والله، لقد رأيناهم يغدو أحدهم ويروح.. يبيع دينه بأقل من جناح بعوضة.. يُمسي مؤمنًا يدرس التوحيد وربما درّسه ويصبح يقسم على احترام الدستور بقوانينه الكفرية، ويشهد بنزاهة القانون الوضعي..رغم حفظهم آيات مثل: "ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار"،" وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذًا مثلهم" ، وعن صعوبة طريق دعوته يقول"فلا يظن ظانٌّ، أن هذه الطريق مفروشة بالورد والرياحين، بل محفوفة بالمكاره والابتلاءات، ولكن ختامها مسك وروح وريحان ورب غير غضبان..وأتباع ملة إبراهيم من أشد الناس بلاء لأنهم يتبعون منهج الأنبياء في الدعوة إلى الله"، ويزيد فى مسألة الولاء والبراء "ففي تاريخ الدعوة إلى الله، لم يفصل الله بين أوليائه وأعدائه إلا بعد أن فاصل أولياؤه أعداءه على أساس العقيدة، فاختاروا الله وحده.. وأصحاب الدعوة إلى الله لهم أسوة حسنة في رسل الله... وإنه لينبغي لهم أن تمتلىء قلوبهم بالثقة حتى تفيض.. وإن لهم أن يتوكلوا على الله وحده في وجه الطاغوت أيًا كان.. ولن يضرهم الطاغوت إلا أذى.. ابتلاء من الله لا عجزًا منه سبحانه عن نصرة أوليائه، ولا تركًا لهم ليسلمهم إلى أعدائه، ولكنه الابتلاء الذي يمحص القلوب والصفوف.. ثم تعود الكرّة للمؤمنين.. ويحق وعد الله لهم بالنصر والتمكين".
يحذّر المقدسى من ألاعيب وحيل الطواغيت من خلال تأسيس البرلمانات وصياغة الدساتير ليغدعوا بها ضعاف النفوس والدين فلا تعود المسألة براء منهم ومن قوانينهم بل مخالطتهم فى المجلس وعلى طاولة الحوار لأجل ما يدعونه بمصلحة الوطن الذى يحكمون، ويعتبر كذلك أن المؤسسات التى ينشأها الطغاة لغداع المسلمين كمنظمة العالم الإسلامى وجمعيات الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر فإنها لا تعدو سوى التغرير بهم وإمتصاص طاقة الغيرة على الدين والحماس للدعوة الى الله بصرفهم للعمل فى مؤسسات تهتم فى صميمها بحماية أمن الطواغيت وأمن دولتهم " فلا تطع الكافرين وجاهدهم به جهادا كبيرا"، وينهى المقدسى كتابه بسؤال حاسم "إما شريعة الله، وإما أهواء الذين لا يعلمون، هذا هو الطريق.. فهل من رجال؟؟" منتظرا منهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا...



#رياض_حسن_محرم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول إختطاف ومقتل الباحث الإيطالى..مرّة أخرى
- (الفِلاَح)
- حول كتاب - فقه المقاومة الشعبية للإنقلاب-
- حدود صراع الأجنحة والسلطة
- الأساطير المؤسسة للدولة الإسلامية - داعش-
- الأزيديون .. والملك الطاووس
- حول وحدة اليسار .. عقبات وعواقب
- حول الصراعات القبلية وإنتفاضة الأورومو فى أثيوبيا
- تقرير جنكيز- فار -المراوغ- والموقف البريطانى من الإخوان
- محدودية المواجهات الفكرية مع الإرهاب
- فى سوريا.. العجلة بدأت تدور
- اليسار .. وذلك الدرس المؤلم
- المرابطون .. تنظيم القاعدة فى المغرب العربى وشمال إفريقيا
- عن داعش ودابق وأحاديث آخر الزمان
- خليل كلفت .. كيف تحمّل الجسد الضئيل كل كل ذلك العناء؟
- العلاقات المصرية الأمريكية..سكة اللى يروح ميرجعش
- على هامش نتائج الجولة الأولى ..هل بدأ عصر أفول الإسلام السيا ...
- سوريا .. بين المستنقع ولعبة المصالح
- روسيا .. الأكثر جذرية فى مواجهة داعش
- نظام سلطوى بملامح فاشية


المزيد.....




- أول رد من إيران على تصريحات ترامب عن -إنقاذ خامنئي من موت مش ...
- تحقيق إسرائيلي يكشف عن أوامر بقتل فلسطينيين أثناء تلقيهم مسا ...
- 11 شهيدا معظمهم أطفال في غارة إسرائيلية غربي مدينة غزة
- ترامب: وقف إطلاق النار بغزة بات قريبا
- فستان أبيض وياقة عالية.. من صمّم إطلالة العروس لورين سانشيز ...
- ترامب يشكر قطر على دورها في اتفاق السلام بين رواندا والكونغو ...
- خبير عسكري: عمليات المقاومة تعيق تقدم جيش الاحتلال داخل غزة ...
- لا وجود لـ-المهدي المنتظر- في تونس
- ترامب يتوقع التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة -خلال أسبوع- ...
- فيديو لدب يتسبب في إغلاق مطار باليابان وإلغاء رحلات


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض حسن محرم - حول كتاب -ملّة إبراهيم- لأبى محمد المقدسى