أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض حسن محرم - حول إختطاف ومقتل الباحث الإيطالى..مرّة أخرى














المزيد.....

حول إختطاف ومقتل الباحث الإيطالى..مرّة أخرى


رياض حسن محرم

الحوار المتمدن-العدد: 5075 - 2016 / 2 / 15 - 17:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مازال ما حدث للطالب الإيطالى " جوليو ريجينى" يتفاعل فى سراديب الإعلام والدبلوماسية وإن كان بدأ يتراجع لتحل أحداث أخرى أكثر مأساوية محله ولكنه ظل الى الآن يحتل مرتبة متقدمة، هذا الحادث يلفه غموض كبير وفى ظنى أن ذلك سيستمر لفترة أخرى حتى لو أعلن عن كشف ملابسات القضية، لاشك أن الحدث يحمل أبعادا خطيرة لها ما بعدها ليس فقط على مستوى العلاقات بين الطرفين ولكن تأثيره السلبى على الموقف المصرى ماثلا وكارثيا على جميع المستويات، ولنحاول تفكيك القصة وإستنتاج بعض السيناريوهات المحتملة لما حدث غير مغفلين وجهة نظر على حساب أخرى مع عرض موجز لوجهتى النظر حول القضية.
وجهة النظر الأولى التى تتهم قوى الأمن بالضلوع فى عملية خطف ومصرع الشاب الإيطالى تتلخص فى التالى:
1- يأتى ما حدث فى ظل حالة الهوَس العصابى لأجهزة الأمن تجاه ما كان يروّج له من ثورة جديدة يوم 25 يناير وقيام تلك الأجهزة بعدد من العمليات الأمنية " التى تعتبرها وقائية" من توقيف عدد من النشطاء وإقتحام وتفتيش عشرات الشقق فى محيط ميدان التحرير وعدد من دور النشر والمواقع الإلكترونية وما قيل عن إتصال مسؤول أمنى بإحدى القنوات زاعما أنه تم القبض على شخص أجنبى ينتمى لإحدى الجنسيات الأوروبية بإحدى مقاهى الجيزة لترويجه للتظاهر يوم 25 يناير.
2- لأجهزة الأمن فى مصر تاريخ طويل من الإنتهاك للحريات وحقوق الإنسان "وهذه الجريمة تحمل بصمات الأجهزة" وليس آخرها مقتل خالد سعيد على يد إثنين من أمناء الشرطة وحالات التعذيب والقتل المتكررة فى أقسام الشرطة وإستمرارغموض مصرع محمد الجندى وآخرين، يتواكب ذلك مع الشك والتناقض الكثير فى تقارير الطب الشرعى بالإضافة الى ما حدث من عمليات إختطاف وإختفاء قسرى فى عهود مختلفة من بينها ما حدث للمعارض الليبى منصور الكخيا التى لم تفك تفاصيل أحداثها حتى الآن.
3- لم يأت ما حدث للطالب الإيطالى إعتباطا لكن إختيار الضحية جاء على خلفية موقفه السياسى من تسجيل وتفاعل مع دور النقابات العمالية المستقلة ووتصوير مشاركته فى مؤتمر للنقابات المستقلة فى 11 ديسمبر الماضى وموقفه المناهض للنظام والممارسات الأمنية التعسفية وإنتمائه الأيدولوجى اليسارى ( كان ينشر مقالاته بإسم مستعار فى صحيفة "المانيفستو" اليسارية" وكذلك لقائه فى يوم مصرعه بالباحث الإيطالى اليسارى "جينارو" المؤرخ للحركة الشيوعية المصرية) وعلاقاته ببعض رموز المعارضة اليسارية المتشددة ووجود أرقام على هاتفة لها علاقة بجماعة الإخوان وحركة 6 إبريل.
4- ما قيل من شاهد عيان عن إلقاء القبض على الباحث بالقرب من محطة مترو البحوث بالدقى صباح 25 يناير قريبا من مكان سكنه بواسطة عنصريين أمنيين فى زى مدنى، وما ذكره تقرير الطب الشرعى من عملية تعذيبه بالكهرباء وهى تقنية لا تتوافر كثيرا الاّ لأجهزة الأمن.
فى الجانب المقابل تأتى وجهة النظر التى تستبعد قيام الأجهزة الأمنية بتلك العملية القذرة سائقة العديد من الحجج منها:
1- جاءت عملية إلقاء جثة الطالب الإيطالى بالطريق الصحراوى والكشف عنها فى توقيت مريب عشية زيارة وفد إيطالى رفيع الشأن وإجتماع " مجلس الأعمال المصرى الإيطالى" وعلى رأسه وزيرة التنمية الإقتصادية الإيطالية ولقاء الوفد مع السيسى فى اليوم السابق، ما يوحى بأنها عملية مقصودة لضرب العلاقات المصرية الإيطالية المتميزة وإخماد حماس رئيس وزرائها الشاب "ماتيو ريزنى" المنقطع النظير لتعميق تلك العلاقات ودفعها للأمام.
2- طبيعة القتيل كونه مواطن أوروبى وتحديدا إيطالي تنفى ذلك النوع من التعامل الوحشى غير المبرر لأجهزة الأمن مهما بلغت درجة عنفها مع مواطنين عاديين، خصوصا أن ذلك الشاب يشغل وظيفة باحث زائر بالجامعة الأمريكية بالقاهرة ما يعنى أنه حماية أمريكية "بوجه من الوجوه" كما أنه مسجل لرسالة دكتوراه بجامعة كمبردج البريطانية، علما بأن السلطات تسمح فى نفس الوقت لكتاب مصريين ولناشطين على صفحات التواصل الإجتماعى بعرض ومناقشة موضوعات أكثر سخونة وإثارة للرأى العام مما كان يكتبه الباحث.
3- عدم إغفال سيناريوهات أخرى لتلك العملية منها ما ذكره المهندس ممدوح حمزة من إحتمال أن تكون الحادثة جنائية وراءها مبرر جنسى ولعل صعق جهازه التناسلى بالكهرباء دليل على ذلك، أيضا لا يمكن إغفال ما نشرته الصحيفة الإيطالية الأشهر " لاستامبا" حول إحتمال أن يكون الحادث من تدبير جماعة الإخوان المسلمين فى إطار العمليات الإرهابية الموجهة ضد النظام المصرى لإظهارة فى صورة الفشل وتحطيم علاقاته الدولية المتطوره وتعميق صورته المعادية للحريات.
بوجه عام فإن أجهزة الإعلام والميديا تؤجج منذ فترة طويلة لحملة معادية للأجانب باعتبارهم يقومون فى الأغلب بعمليات جاسوسية أو على الأقل متآمرين، يأتى ذلك عادة فى ظل أوضاع الإحتقان السياسى والإجتماعى، حدث هذا من قبل فى ظل حكومات عبد الناصر والسادات، ففى المظاهرات المعادية للنظام عام 1968 أخرجت السلطات إسم شخص يسمى"الحدّاد" مدعية انه إندّس بين المتظاهرين لإشعال الموقف، كما حدث ذلك بصورة مكررة أيضا فى الإنتفاضة الطلابية فى أوائل السبعينات وفى إنتفاضة الخبز عام 1977، وتكرر بنسخة كربونية فى ثورة 25 يناير حيث ألقت السلطات القبض على شاب يدعى " آلان جرابيل" (الذى كان يدرس القانون بأمريكا وظهر فى عدة صور متعاطفا مع الثوار) باعتباره جاسوسا إسرائيليا وتم إطلاق سراحه فى صفقة " شاليط" الذى أسرته حماس، ما زالت صورة ما حدث غامضة حتى الآن ولكن دعونا ننتظر القادم من الأيام.



#رياض_حسن_محرم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (الفِلاَح)
- حول كتاب - فقه المقاومة الشعبية للإنقلاب-
- حدود صراع الأجنحة والسلطة
- الأساطير المؤسسة للدولة الإسلامية - داعش-
- الأزيديون .. والملك الطاووس
- حول وحدة اليسار .. عقبات وعواقب
- حول الصراعات القبلية وإنتفاضة الأورومو فى أثيوبيا
- تقرير جنكيز- فار -المراوغ- والموقف البريطانى من الإخوان
- محدودية المواجهات الفكرية مع الإرهاب
- فى سوريا.. العجلة بدأت تدور
- اليسار .. وذلك الدرس المؤلم
- المرابطون .. تنظيم القاعدة فى المغرب العربى وشمال إفريقيا
- عن داعش ودابق وأحاديث آخر الزمان
- خليل كلفت .. كيف تحمّل الجسد الضئيل كل كل ذلك العناء؟
- العلاقات المصرية الأمريكية..سكة اللى يروح ميرجعش
- على هامش نتائج الجولة الأولى ..هل بدأ عصر أفول الإسلام السيا ...
- سوريا .. بين المستنقع ولعبة المصالح
- روسيا .. الأكثر جذرية فى مواجهة داعش
- نظام سلطوى بملامح فاشية
- قراءة جديدة لإتفاقية كامب ديفيد


المزيد.....




- مصر.. الدولار يعاود الصعود أمام الجنيه وخبراء: بسبب التوترات ...
- من الخليج الى باكستان وأفغانستان.. مشاهد مروعة للدمار الذي أ ...
- هل أغلقت الجزائر -مطعم كنتاكي-؟
- دون معرفة متى وأين وكيف.. رد إسرائيلي مرتقب على الاستهداف ال ...
- إغلاق مطعم الشيف يوسف ابن الرقة بعد -فاحت ريحة البارود-
- -آلاف الأرواح فقدت في قذيفة واحدة-
- هل يمكن أن يؤدي الصراع بين إسرائيل وإيران إلى حرب عالمية ثال ...
- العام العالمي للإبل - مسيرة للجمال قرب برج إيفل تثير جدلا في ...
- واشنطن ولندن تفرضان عقوبات على إيران تطال مصنعي مسيرات
- الفصل السابع والخمسون - د?يد


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض حسن محرم - حول إختطاف ومقتل الباحث الإيطالى..مرّة أخرى