أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد ناصر الفيلي - إندحار الارهاب الداعشي... وانفاسه الاخيرة














المزيد.....

إندحار الارهاب الداعشي... وانفاسه الاخيرة


احمد ناصر الفيلي

الحوار المتمدن-العدد: 5044 - 2016 / 1 / 14 - 12:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


شهدت بغداد ليلة دامية اثر حادثة التفجيرات التي طالت حياة ومصالح الابرياء من المواطنين العزل على طريق قوافل الشهداء من الذين تصدوا للإرهاب الهمجي او وقعوا ضحية لممارساته الآثمة.
من جديد سالت دماء عراقية زكية وهذا هو عين وجوهر عقيدة الارهاب حيث القتل دستورها وسفك دماء الابرياء ديدنها.
عقيدة القتل بفلسفتها الظلامية المنبعثة من عصور اشد ظلاماً تتخذ اشكالاً تعبوية متعددة تحت واجهات ومسميات عديدة تدشن نفسها في كل مرحلة في جلباب ليس اقل قذارة ودنساً ووحشية من جرائمهم.
في اشارة تاريخية معبرة من تاريخنا المعاصر حيث الحروب الكارثية البائدة وتداعياتها على مختلف الصعد ما تزال حاضرة في واقعنا تنخر في شريان الحياة وتعكر صفوها ثم سلسلة القتولات الدامية بعد التغيير التاريخي عام 2003 وكأن شريان الدم العراقي يراد منه الا يتوقف وكلها دورة دم تبدأ ولا تنتهي.
الارث الحكومي على مداراته التاريخية المتعاقبة وجد نفسه في جملة السياسات الطائشة وغير العقلانية المعبرة عن نفسها في كل مرة بأكثر من خطوة حكومية تحكي اسباب اندحار الفرص التاريخية وزوال مسبباتها فقد ضيعت فرصاً حقيقة للتقدم والبناء ولا شيء في الميراث الخرب سوى شعارات وبقايا وسائل عتيقة استعملت في تزييف وعي الناس وتشويه الحقائق وهي بمجملها لم تخلف للبلاد سوى البؤس والفاقة والحرمان التي كرست نهج التخلف وعمقته من جوانب نواحيه فضلاً عن التداعيات العميقة في الشدوخ التي تشكل فاتورة حسابها ديوناً مستقبلية. وهي وجه آخر لمسلسل الدم. وعوداً على ذي بدء طوقت القوى الامنية الحادث وقضت على الإرهابيين لكن ثمة امر لابد من تداركه يتعلق بأصل الاجراءات الأمنية ومراميها ففي امثالنا الشعبية وغيرها كثيراً ما نردد أن (الحذر يقيك الضرر) والحذر هو عين اليقظة المطلوب حضورها بين جوانح العمل الأمني من اجل احكام القبضة على حركة الارهاب والارهابيين ورد كيدهم نحو نحورهم.
مسار الاستهداف ومسار الدم أخذ مشواراً عراقياً طويلاً في السنوات الماضية وعلى مدار ايام واشهر متتاليات عاشتها مدن العراق ومحافظاته حتى غدت ايام الاسبوع تتسمى بها فنسمع السبت الدموي والثلاثاء الدموية او الاربعاء الدامي وهلمجرا كأننا نؤرخ لجراحنا بدلاً من استطبابها.
كل هذه التداعيات الدموية لابد أن تكون حافزاً لبناء استراتيجية امنية قادرة على التصدي وأخذ زمام المبادرة وان نستفيد من تراكمات الخبرة التي تبدو غائبة عن المشهد فكأن التفجيرات تطول امكنة مجهولة غائبة الاحداثيات. والحقيقة ان البلاد تعاني ومنذ سقوط النظام البائد من ضعف واضح ومكشوف في المنظومة الامنية بشقيها الاستخباري والمخابراتي فمعلوم ان رصد الارهابيين وتحركاتهم وابعاد تخريباتهم الدموية انما يحتاج الى الجهود اللوجستية للمؤسسات الامنية وتناغمها وكان على الحكومات الاتحادية المتعاقبة بناء جهاز استخباري مخابراتي فعّال يستجيب لمتطلبات الوضع العراقي وتحدياته فضلاً عن ان أمن المواطن والبلاد ركن اساسي في وجود الحكومات وعملها وليس الاجهزة الامنية فحسب.
ان التنظيم الارهابي وفلوله المنهزمة التي تجر انكساراتها وهزائمها من سنجار وحتى الرمادي يعيش مدحوراً يريد عزاء لنفسه بحفلة دم بحق الابرياء العزل ومن اجل خلق فرصة جديدة له من خلال استهداف الجبهة الداخلية وهي ما نؤكد اهميتها فالجبهة الداخلية وجبهة المواجهة تقفان على ارضية استراتيجية واحدة فحينما نخص خط المواجهة بالعناية تسليحاً وتكنيكاً ولوجستياً فأن خط الجبهة الداخلية يحتاج الى تعزيزه بقدرات تبعد عنه اخطار الإرهاب والارهابيين بإحكام القبضة بعيون نافذة .
من شهربان الى بغداد يعبّر الارهاب عن نفسه بدمويته المعهودة لكنها انفاسه الاخيرة التي يلفظها تحت وطأة الهزائم وسيزول الى مزبلة التاريخ بإرادة القوى الواعية المحبة للإنسان والخير والحرية.
نجدد دعواتنا للحكومة الاتحادية بضرورة تعزيز قدرات المنظومة الامنية بمختلف اجهزتها وعناوينها من اجل حماية البلاد وايقاف النزف الدموي للدماء العراقية الزكية.



#احمد_ناصر_الفيلي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ذكرى ثورة ايلول المجيدة.. التاريخ الجديد
- ماذا يبقى من الرماد؟
- المشهد العراقي..ديناميكية الانسحاب والتصعيد وبقايا احلام الس ...
- المشهد العراقي..ديناميكية الانسحاب والتصعيد وبقايا احلام الس ...
- المشهد العراقي..ديناميكية الانسحاب والتصعيد وبقايا احلام الس ...
- المشهد العراقي..ديناميكية الانسحاب والتصعيد وبقايا احلام الس ...
- تكرار النمطية التاريخية...وفرص مسك المبادره -1-
- تكريس الفقر وتداعي قضية الانسان والحرية -1-
- فلسفة الدستور...وتصورات البناء السياسي الجديد فلسفة الدستور. ...
- اشكالية الفهم ام اشكالية الثقة...في دعوة النجيفي
- التجربة السياسية وعقم الجدل البيزنطي
- العلم الكوردستاني في خانقين...وتداعيات المماطلات الحكومية في ...
- مبادرة النجيفي.. وشجون الفوضى السياسية
- السياسة الايرانية ومديات مدافع ايات الله-2-
- السياسة الايرانية ومديات مدافع ايات الله -3-
- الولع السلطوي... والعصي في العجلات ....من مجالس الاسناد الى ...
- السياسة الايرانية.. ومدايات رؤية مدافع ايات الله (1-في الخلف ...
- حكاية المائة يوم .. صراع الحقائق والاوهام -2-
- حكاية المائة يوم .. صراع الحقائق والاوهام
- التغيير وخط المواجهة الساخن... وخريف الانظمة المخجل


المزيد.....




- سعاد الصباح رمز للثقافة والإبداع والإنسانية
- -قطة المخدرات-.. شاهد الشرطة تضبط -مهربًا فرويًا- بسجن في كو ...
- سوريا.. الأمن العام يضبط أسلحة وقذائف هاون في القرداحة بريف ...
- الكرملين: موسكو وواشنطن لديهما خط اتصال آمن للتفاوض حول أكثر ...
- الموساد يهرب وثائق الجاسوس إيلي كوهين من سوريا بمساعدة -دولة ...
- فضيحة بيع شهادات ماجستير تهز المغرب وتورط أستاذا جامعيا
- قتل حيوانات حديقة أبو سليم في طرابلس الليبية يثير جدلا
- رقصة تقلب حياة أشهر مشجعي نادي كرة قدم مصري
- هل أخفى البيت الأبيض حقيقة الحالة الصحية للرئيس بايدن خلال ت ...
- بسبب منشور يحمل -إشارات معادية للسامية-، مقدم البرامج الرياض ...


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد ناصر الفيلي - إندحار الارهاب الداعشي... وانفاسه الاخيرة