أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد ناصر الفيلي - التجربة السياسية وعقم الجدل البيزنطي















المزيد.....

التجربة السياسية وعقم الجدل البيزنطي


احمد ناصر الفيلي

الحوار المتمدن-العدد: 3521 - 2011 / 10 / 20 - 13:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ سقوط الدكتاتورية وصفاء سماء البلاد من غيوم عبوديتهاووسائل استلاباتها النفسية والفكرية ، لم تتحرك سائر القوى السياسية نحو ترصين المواقع المنتهكة بفعل تلك السياسات المبتذلة ، وعلى عقود متعاقبة نخرت في العقول الذبيحة وشلت الطاقات المتعددة قرباناً لوتد السلطة التي من اجلها سملت العيون ، وتقطعت الابدان وخلفت آثار ومخلفات بحاجة الى جهود وطنية مخلصة وخالصة، لأن غسل أدران الماضي لهي من أولى الموجبات الوطنية .
وبرغم الماضي الثقيل الزاخر بالوان المعاناة، وشتى صنوف الالام والتي تشكل منعطفاً حيوياً من أجل قراءته بوعي لفك التلازم القسري بين سياسة الجبر والاكراه والتطلعات المشتركة للمكونات العراقية التي تعد أحدى ميزات تلك المراحل الغابرة .
فطنة النخب تغيب وتتغيب عن دروس كثيرة قريبة وبعيدة وتلك مواصلة شاذة لواحدة من أسوء ممارسات الماضي المفضية الى ضياع المشتركات المؤدية الى التلاحم ، والحوار ، والمنطق العقلاني الذي يذلل الصعاب ويفك العقد المزمنة ومواريثها الكريهة . افتقاد الأرضية المشتركة بين المكونات الاجتماعية العراقية مثلت حجارة سنمارفي بناء الدولة العراقية في آب عام 1921وحيث الحاضر الجديد حينها مثل أمتداداً لماضي تعسفي بغيض ، فعاشت دولة مهزوزة تمزقها الصراعات ، وحبلى بأشكال الموءامرات التي أكلت الموارد البشرية والاقتصادية وماتزال تداعياتها حد اللحظة وتساهم في تحطيم مجتمعي منظم ، الى جانب خسارة الطاقات الطبيعية والبشرية والتي شخصت العيون الى الخارج في كل الاحتياجات والموارد ، وتلك تبعية ذاتية بأمتياز لم يفرضها محتل أوغاز وساهمت في ضياع شىء من الاستقلال بالضرورة ، وقيدت الارادة بالحاجة . تلك أحدى محن الامس أترى تنفع الذكرى ؟!. بناء هيكل أرتكازي لأصول المفاهمات ، والحوار، والتواصل أمر ضروي من أجل أسقاط التطلع الى المشاورة الخارجية البعيدة عن الواقع وحركته ، والحاملة لمنظار يفتقر الى جوانب القراءة المتعددة ، كونها منطلقة من بعد أحادي بلغة المصالح والتي ماأكثرها في ظل سباق النفوذ المحموم ، وحسابات مجريات الصراع ، بعد أن اصبحت البلاد ساحة مكشوفة لشتى أشكال المطارحة . عقدة التشاور على طريقة استقدام آراء الآخرين لشجون داخلية تضيف منقصة جديدة لأستقلالية الرأي الحصيف ، وغياب النظرة الموضوعية ، ومراهقة سياسية تفتقر الى النضوج والتحسب ، فجوهر التشاور الخار جي في كل مكان أبداء وجهة النظر الوطنية أزاء قضايا أقليمية ودولية مشتركة ، ورحلة بحث عن رؤية مشتركة ، لكن تبني رأي لآخرين من خارج السور العراقي في قضية وطنيةهي لعبة خطرة ، بقدر ماهي مضحكة ، وهي أحدى العقد التي عاني منها العراق كثيراً ، وحيث عدد من ساساته في عهديه الملكي ، والحمهوري قد صرحوا بأنهم أقدموا على أتخاذ قرارات ظالمة لمكونات عراقية بناء على متطلبات سياسية تم أملائها من الخارج وآخرهم رأس النظام المخلوع. في تأريخ العراق السياسي ثمة أسلوب للتعبئة لأهداف تتنافى مع أهداف ومصالح المجتمع ، لكنها ظفرت بشيء من المقبولية والتدافع ، لأعتمادها العزف على أوتار العاطفة وشبوبها على أنغام أيديولوجية ، وطروحات فكرية ، ومواقف متصيدة في المياه العكرة ، فهل من مصلحة لتوظيفها مجدداً ونحن نتحدث عن عراق جديد ؟! وما الجديد أذ يتم بعث القديم بثوب مهلهل جديد لاتغيير فية سوى شخص الفاعل وهويته ، والتي ماعادت تتماشى مع الأيقاع السياسي المتغير دورانه في أرجاء المعمورة ، ألا يكفي أنها تذكر البلاد والعباد بماضي بغيض وفصل مسرحي مخادع .
في مجرى المشهد السياسي وتداعياتة المتدحرجة لاتلوح في الافق أية شاردة ، أو واردة على جهود متجهة نحو صياغة أرضية جامعة بمفردات وطنية تنأى بأوضاع البلاد المزرية ، وتتجه نحو درء مخاطر المهاترات الفوضوية ، والعنتريات البائسة ، والانتباه الى أوضاع البلاد التي مازالت تزرح تحت ثقل مواريث السياسات السابقة ، وآثار الحروب الكارثية، والتدمير والتي لم تمتد أليها يد الأعمار والبناء ، بل أضافت الأوضاع الجديدة بأخطائها ، وحداثتها ، ولغة السلطة ومكاسبها هماً جديداً لم تألفه من قبل ، ولاندري لم التهديد والوعيد في بيوت الزجاج ؟!.
غياب وحدة المواقف والأتفاق عامل في تعليق عديد القضايا الوطنية وملفاتها وتعريضها للتدويل والمحاكاة الخارجية التي لاتنظر بعين الوطن ، فضلا عن أساءتها الى تأريخ البلاد الحافلة أرضها بأرث حضارات مشهودة ، ومن هنا أهمية أدراك القوى السياسية لتولي معاولها شطر الحفريات السوسيولوجية والسياسية من اجل أنتزاع المشتركات من بطون التاريخ بدلا من صراع الديوكة ، فهذا أجدى وأنفع. .
.أرتهان الحاضر بأرادة محاصرة من شأنها جر البلاد الى أتون دوامات موجعة ، لاتستطيع منه فكاكا في المنظور القريب ، وآية ذلك لغة التهديد والخطابات النارية برهن المكاسب السلطوية ، والتي تتحدث عن الرجراج الذي سيطول الاستقرار السياسي ، وكأن الاستقرار المهزوز المتحقق قد أمتلك زمام المبادرة نحو بلاد أكثر أمناً ورخاء . لكن في لغة السياسة الدارجة لم يسمع أحد بأرتهان أمن المجتمع لغايات سياسية من قبل قواه السياسية وهي سابقة تسوقها الفصول المرة من التجربة العراقية الجديدة التي تفتقر في بعض مفرداتها من قبل البعض الى الحياء المجتمعي والخجل الأخلاقي . تتوالى الأشهر فيما الفرقاء السياسيون بانتظار نتائج القرعة عسى أن تميل الكفة لاحدهم وسط تناسي ساذج للمتطلبات الدستورية ومحدداتها العددية بشأن تشكيل الحكومة وما يتطلبه ذلك من تحالفات . لاشك بأن هنالك مساجلات منتظرة ، ومناظرات عقيمة حال ظهور النتائج، بدلا من التفكير الجدي لايجاد مخارج للحالة الراكدة التي تشيرالى توقف أستثنائي غير مقبول على طريق مواصلة المشوار الديمقراطي والسير الحثيث نحو أيجاد المزيد من فرص الحلول المتاحة والبدائل المقبولة ، كيما تستقيم حالة البلاد والعباد. أن تبني المواقف التصعيدية الصلبة ، والدخول في معمعات متواصلة، وتأجيج نيران التراشق السياسي ستولد أزمة سياسية تقود دوامة الدوران في الحلقات المفرغة ، والتي لاتعكس سوى اللامبالاة أتجاه مايجري على أرض الواقع من كوارث مزرية ، تتعلق بأبعاد سياسية ، وأجتماعية ، وأقتصادية حافزة لخلق أشكاليات معيقة لبناء الشراكة المفترضة بين المجتمع والنخب السياسية من أجل مصداقية المشروع السياسي ونيله الثقة المطلوبة والتي تفصح عن نفسها من خلال العزوف عن المشاركة في الانتخابات وبنسبة وصلت الى 40% بشكل تدريجي ومتصاعد . فقدان الثقة ، وضياع المعاييرمؤشر يستهدف ركن البناء الاساسي في العملية السياسية الديمقراطية وهو المجتمع وما يدفع ذلك الى تكسرات ، ومشكلات بعضها خارج عن السيطرة . أن البلاد بحاجة حقيقية الى تفهم وأدراك النخب السياسية الى متطلبات المرحلة وضروراتها وحساسيتها ، ومقابلة ذلك بما تقتضية من تضحية ، ففي خميرة الفوضى وأطنابها يخسر الجميع المباراة بحسرة وندم، ولينظروا في تواريخ الأيام السالفة ، ولغة البارحة ، وحجم الوعود، وعسى أن يستقيم الجدل وتصحو الحالة .



#احمد_ناصر_الفيلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلم الكوردستاني في خانقين...وتداعيات المماطلات الحكومية في ...
- مبادرة النجيفي.. وشجون الفوضى السياسية
- السياسة الايرانية ومديات مدافع ايات الله-2-
- السياسة الايرانية ومديات مدافع ايات الله -3-
- الولع السلطوي... والعصي في العجلات ....من مجالس الاسناد الى ...
- السياسة الايرانية.. ومدايات رؤية مدافع ايات الله (1-في الخلف ...
- حكاية المائة يوم .. صراع الحقائق والاوهام -2-
- حكاية المائة يوم .. صراع الحقائق والاوهام
- التغيير وخط المواجهة الساخن... وخريف الانظمة المخجل
- انبثاق حكومة التسوية وحجم الهموم والتحديات...المواطن في آخر ...
- استهداف المسيحيين ....,زوبعة الظلام في ديار الحضارة والقيم ا ...
- الطاولة المستديرة ... كشف الغمة وهموم تشكيل الحكومة
- الانتخابات والاهواء السياسية ومركب البلاد العائم على ضفاف حز ...
- لعبة التراشق السياسي ومستقبل البلاد
- محنة العقل ومحنة الوطن
- الحراك السياسي ومحنة الوطن والمواطن
- عقدة السلطة ومهمة القوى الوطنية..هل يعيد التاريخ نفسه
- لقاء المالكي وعلاوي وشروط اللعبة السياسية
- مايحتاجه البناء الديموقراطي
- حركات الاسلام السياسي.. واشكالية حقوق الانسان


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد ناصر الفيلي - التجربة السياسية وعقم الجدل البيزنطي