أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - عودة خليف وتطويع النص الشعري














المزيد.....

عودة خليف وتطويع النص الشعري


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5023 - 2015 / 12 / 24 - 20:55
المحور: الادب والفن
    


عودة خليف وتطويع النص الشعري

من الظواهر الملفتة التي باتت تنتشر على صفحات الفيسك بوك وكل وسائل التواصل الأجتماعي في الوقت الحاضر بروز نمط كتابة جديد ,يخلط بين شكلية القصيدة المنثورة وبين اللغة الدراجة كمفردات للوصول لنص يحمل معالم أما أزمة شعرية أدبية أو بذور ظاهرة فنية جديدة تولد في رحم اللحظة الراهنة ,كإرهاصات أولى لفن أدبي قادم حاملا معه روح العصر وتأثيرات الحالة السيكولوجية التي يمر بها المجتمع ,وخاصة المجتمع العراقي الذي يمر بمخاض كوني من تداعيات سياسية وفكرية وأجتماعية تراكمت من تأثيرات التحولات والتبدلات التي عصفت بالذائقة اللغوية والأدبية له , كما تأثرت مستويات التلقي والتفاعل المعرفي من جملة التحولات التي هدمت مظاهر سابقة وأرست قيم وتقاليد مجتمعية جديدة , من هذه الملاحظة أتناول اليوم ظاهرة عودة خليف النصية باستخدامه المفردة الغارقة في شعبيتها في بناء نص أدبي يلاقي الكثير من الترحيب والقبول بين القراء :.
مذ ليلة امس الفائتة
لم اذق طعم الحرية
مكبل بقيود البطانية
حافي القدمين
اداعب اسوار صوبتي
بأصابع رجلي المعسمات
عند شاطئ الفراش
احتسي فنجان القهوة المبوخ
حتى ادفئي بطني
اناغي فتيلة صوبتي
بيضاء محمره الشفاه
تحرق وجودها كي ادفو
قد يرد البعض أن هذا النمط من الكتابة لا يشكل أي مظهر أدبي ولا ينتمي إلى جنس فني محدد وحتى الكاتب إنما يستخدم هذا النمط من الكتابة كفكاهة وتعبير عن مزاح يريد به المداعبة المزاجية لجمهوره , الحقيقة قد يكون ذلك جزء من الواقع ولكن لو نظرنا إلى أن السيد عودة خليف مارس هذا النوع من الكتابة قلده الكثير وأصبح منتشرا بين الصفحات مما ينبئ بتبني جمهور واسع له , وهو في بداية تبلوره وعلينا كنقاد أن نلتفت لكل الظواهر الأدبية الناشئة بعيدا عن راهنية لحظتها ,فقد تتحول فعلا إلى نمط شعري يشبه ما يسمى بالشعر الملمع في القصيدة العمودية والتي أبدع فيه شعراء العراق في النصف الأول من القرن الماضي .
مطر مطر
فجأة يطرق المطر نافذتي
بقطراته التي تتمزلق في الجامه
دويرات البخار تخرج من حلقي
امشي واثق الخطوة للبوفيه
كي ارتدي ذلك القبوط الفرو
على رازونتي يركن قلاص الشاي....
الجميل في النص أنه لا يتورع باستخدام الوصف التفصيلي للحظة وباستخدام تعابير غاية في الشعبية وقد لا يتعرف الكثير على معانيها إلا من خلال القراءة المتأنية , وهذا بحد ذاته يسجل لظاهرة عودة خليف الشعرية السبق في الكتابة الأبتكارية .....
الدنيا تصب فلجا
الهواء يداهم زروف النافذة
رباه ما هذا مطر
ان هذا إلا لوحة مائية
الوانها تخترق عتمة الليل
يدي في جيب الصفحه
يا إلهي توقف المطر
والقصيدة لم تنتهي
سأنتظر الهطول
مطر مطر.
كان بإمكان الكاتب أن يبدع بكتابة القصيدة وفقا لنفس الشروط العامة التي يكتب بها غالب الكتاب ,طالما أنه متقيد في البناء اللفظي بالقواعد العامة للقصيدة النثرية , لكن تركيزه على الصورة بهذا التفصيل الجميل الملون بكلمات ذات دلالات قريبة من البساطة وعدم أدخال القارئ في بنيوية مركبة منح الكاتب صفة الريادة والإبداع الذي قد لا يراه الكثيرون إلا مجرد محاولات غير ذات قيمة في تغير الذائقة العامة للقارئ والناقد ...
وعندما اقتربت من النافذة
عثرت بواير الصوبة
انقرض اظفر اصبعي
عرفت حينها انه النعاس
لازال يتدلى من راسي
فتحت نافذتي المبلله
اوووه يا إلهي السماء تلبس حلتها
الاغصان تتوضأ
الطيور تنشد انشودة المطر
البزازين تتمرغل .....
لم تنقص عودة الذائقة الشعرية ولا تنقصه أدوت النص الجميل , لكنه في مشروعه في الكتابة أختار طريقا جديدا وأسلوبية تتميز بالفرادة وذاتية ملتصقة به حتى أنك تستطيع أن تفرق بسهولة بين ما يكتبه عودة أو النسخ المقلدة له ...
هناك في اقصى البزل
طلعت لأجلب الخبز
وقفت اعبر القنطرة
الضباب يملئ المكان
كنت حذرا من العبور
فالطين يلزق بالنعال
كلما مشيت خطوه
اخشى ان اجيت زروق
ويلتهمني النهر
لكن اصراري في التحدي
يدفعني للأمام بكل ثقة
نعم لقد عبرت وعانقت الحرية
وحين رجعت حامل الخبز بيدي
وقفت افكر كيف الوصول
الى تلك الضفة
امسكت بيد ذلك العجوز
وقلت له عمو عبرني ....
بالرغم من بساطة الصورة التي يجيد تصويرها عودة خليف إلا أنها تعبير صادق وعميق عن حالة إنسانية ذاتية يعيشها الكاتب ويعاني منها , فهو لا يعتبرها مشكلة بالنسبة له بقدر ما تمثل له حالة تمييز مع روح دعابة وكاريكاتورية مستمرة في كتاباته اليومية ,إلا أنني أقرأ غوص عميق في محاولاته للتخلص من ارتدادات الوضع الجسدي له وتنفيس عن ضغوطات يومية , كما في كتاباته عن ذكريات الطفولة والأيام الصعبة التي مرت عليه أجتماعيا .
قطرات المطر
تتراقص على الجينقو
قمزت من سريري مسرعا
سحبت بردتي بهدوء مخفي
كي لا تفلت من البسمار
اوووه يا إلهي مطر مطر
تتمزلق حباته على الجامه
يا له من منظر يخبل
الشمس تلبد خلف الغيوم
الاغصان تدلي ضفائرها
كابيات قصيده لم تكتمل
البرد يتخلل زروف النافذة
دحستها بقطع الكارتون
التي كنت اكتب فيها خواطري



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الليبرالية المعاصرة ونظرتها للدين والمعرفة الروحية ح1
- السيد القمني ومفهوم اليقين الغرائزي واليقين النقدي
- هل يسمع رجال الدين صوت العقل
- هل تنجح المعرفة لتكون بديلا عن الدين ؟ ح2
- هل تنجح المعرفة لتكون بديلا عن الدين ؟. ح1
- التحالف السعودي الجديد ومحاربة الإرهاب
- العراق وطن العراقيين
- كل الحكاية ..... أولا . 6
- كل الحكاية ..... أولا . 4
- كل الحكاية ..... أولا .
- الفقر ظاهرة أخلاقية أم مرض أجتماعي
- حوار من نوع أخر _ قصة قصيرة
- سياسات الأزمة .... وأزمات السياسة
- الواقع الرهيب
- لماذا لا يجب ان يتكلم الصغار ....
- أختلالات البناء والعمل في هيكلية السياسة العراقية بعد عام 20 ...
- فهم الحداثة ح2
- فهم الحداثة ح1
- الدين نصيحة
- أفراس صغيرة .... فاطمة منصورة ... عندما تتمرد القرية


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - عودة خليف وتطويع النص الشعري