أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - فهم الحداثة ح1














المزيد.....

فهم الحداثة ح1


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5007 - 2015 / 12 / 8 - 08:51
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


فهم الحداثة
ح1
واحدة من أهم مشكلات المصطلح هو الفهم الدقيق للمعنى خصوصا تلك المفاهيم التي لها صبغة فكريبة محضة أو فلسفية خالصة كمفاهيم الحداثة وما بعد الحداثة ,لقد كتب الكثير عن هذا المفهوم وشرح المراد منه عشرا الآلاف من المرات وبكل اللغات ونظر للمعنى والمحتوى الكثي من الكتاب والباحثين ,وما زال هناك البعض يبحث عن معنى أعمق وأكثر قدرة على أعطاء مصاديق فكرية لظاهرة الحداثة وما تلاها من فلسفات وأفكار ,خاصة في مستوى ثقافة لم تتبلور شخصيتها ولا هويتها المعاصرة للآن وظلت تترنح على معطيات ومفاهيم الغير كالثقافة العربية التي يمكننا أن ننسبها بالهوية العربية استنادا إلى مضمونية أصول الفكرة التي تجمع وليس على أصول اللغة التي هي الأخرى أداة معرفية للتواصل ليس أكثر .
الحداثة ظاهرة كلية ولدت ونمت في أجواء عالم متغير يسير بتعجيل زمني أكبر من النسق الذي تعود عليه الإنسان من خلال وعيه الدائم بما يعرف بالسيرورة التأريخية له كفرد وكمجتمع وكقيم ومعايير ورؤى ترتبط بالمحددات الطبيعية التي كانت وعلى مدى تأريخه ناجحة في تقسيم حركة الفكر الإنساني وهما الزمان والمكان وما يرتبط بهما دوما كلاصقة ضرورية ناتجة ومنتجة وهو ما يسمى بالحال الموضوعي ,في الحدث الأهم تأريخيا في حياة الإنسان الأول وهو أكتشافه الفذ للزراعة بمفهومها مهنة كان الزمن اللاعب أساسي والمهم الذي فرض نفسه بقدر أكبر على محدد المكان الذي كان ثابتا ومتوافرا ومستعدا طبيعيا للاستجابة ,الحال الناتج أن الإنسان تحول من كائن قلق مرتبط بالتغير الزمكاني إلى كائن مستقر قادر على تسخير الزمان والمكان لمصلحته الذاتية .
التطور الذي أصابه الإنسان مرتبط إلى حد ما بهاتين القضيتين وعلى الدوم دون أن يتدخل الفكر إلا كونه قائد أستخلاص قضية من الحال التطوري والتجديدي ,في أكتشاف الأوربيين للعالم الجديد وبد الحضارة الغربية بإنبات أفكارها في مستوطنة بشرية جديدة كان عامل الزمن هنا أقل شأنا من عامل المكان وأقل قدرة على بلورة نتائج الجديدة , وحده المكان هو الفاعل الجديد في تحديد مسارات التطور ,عالم غني ومكان يبدو فيما يبدو للمستوطن القادم من أوربا أن الفرص التأريخية مرتبطة بنوعية المكان وقدرته على أن يمنحه الحرية أكبر وأوسع في تجديد ليس العوامل الأقتصادية المنتجة بل وحتى في عالم الأفكار لبعد القارة المكتشفة عن مصدر الضغط الفكري الذي كانت تمثله الكنيسة الأوربية وحتى النظم السياسية المرتبطة بها , مما سمح له ومن خلال توسع فكرته عن العالم أن يكتشف نمط أخر من التفكير يبتعد فيه قليلا عن الوقوع أسير سيرورة الزمن الطبيعية والخضوع لقانون التقادم فيه .
من النقطة هذه حاول الأوربي عموما ومن نتائج أكتشاف العالم الجديد أن يفهم حقيقة أن الزمن بمفهومه الصانع للحدث وبالتالي للفكر ليس عاملا حاسما وأساسيا وخاصة في تطبيق مفهوم المجتمع الوليد الذي لا يملك ذاكرة أبعد من لحظة الولادة , هذا المجتمع الذي ولد في المستوطنات الجديدة لا يرغب بأن ينتسب أنتماءه للعالم القديم وقيمه كما يرفض أن يتخذ من تأريخ ذلك العالم ذاكرة له , هو مجتمع كامل مولود بلحظة ومرتبط بها وبالتالي ليس الماضي مما يشكل عبء له أو يثقل عليه حركته , هنا في هذه اللحظة ولدت أول مفاهيم الحداثة وأول وعي بها .
لم يتوقف تطور مفهوم اللحظة والذاكرة والرؤية أبدا عند الإنسان الغربي عند الراهنية التاريخية بشقيها ما قبل واللحظة وما بعدها , وبدأت عجلات الأقتصاد توازي عجلات الفكر المتجدد لتتوالد فلسفات وأفكار أكثر عمقا وأكثر قدرة على فهم حركة الزمن وأستثمارها عقلانيا ,حتى أصبح معيار الانتساب للزمن الجديد الصفة الأهم للفعل الإنساني الكوني , ولم يعد للماضي الذي هو جذر الحركة الوجودية كما كان شائعا سابقا مهما للإنسان , لقد حاول الفرد الغربي التخلص من عبء التأريخ المثقل للحركة والذي يذكره دوما أنه أمام أستحقاقات كثيرة قد لا يمنحه الزمن أيضا القدرة على الإيفاء بها , لذا أختار تقويم جديد ومفصل ومتناسب مع حركة الكون المتسارعة , تقويم يبدأ بما يسمى لحظة الولادة المنقطعة عن ما قبلها من مخاض وتكوين ومعطيات وأسباب وقوانين , هذه اللحظة التي عندها يشكل مفهوم الذاكرة وعليها يبني مشروعه المستقبلي في مجارات بل التسابق مع اللحظة القادمة , حتى ولدت فكرة أعمق وأشد ليبرالية من هذه وهي أن اللحظة الراهنة مرتبطة بمفهوم الزمن المتحرك بالضرورة , وطالما أن نقطة الحركة تنتقل تبعا للفعل والحدث , فهي أيضا تنتقل معه وتنتقل الذاكرة بدورها في نسقيه متكاملة .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدين نصيحة
- أفراس صغيرة .... فاطمة منصورة ... عندما تتمرد القرية
- تخاريف ليبرالية
- الدين الأجتماعي ونظرية الدولة
- تخاريف وتعاريف
- سوريالية الهروب بين الماء والنهر
- إبراهيم العراقي ....خطيئة أباء أم كذبة الأبناء قراءة في كتاب ...
- الزمن بين المفهوم والحقيقة
- الحرية الدينية والجزية ح5
- الحرية الدينية والجزية ح4
- الحرية الدينية والجزية ح3
- الحرية الدينية والجزية ح2
- الحرية الدينية والجزية ح1
- دين ضد الدين وإسلام ضد الإسلام ح5
- البراءة ح2
- البراءة ح1
- دين ضد الدين وإسلام ضد الإسلام ح4
- دين ضد الدين وإسلام ضد الإسلام ح3
- دين ضد الدين وإسلام ضد الإسلام ح2
- دين ضد الدين وإسلام ضد الإسلام ح1


المزيد.....




- -الأسبوع القادم سيكون حاسمًا جدًا-.. أبرز ما قاله ترامب عن إ ...
- هل اغتيال خامنئي عامل حاسم لكي تربح إسرائيل الحرب؟
- لجنة الإسكان بالبرلمان توافق على زيادة الإيجار القديم بنسبة ...
- مصر تكرم أشهر أطبائها في التاريخ بإطلاق اسمه على محور وكوبري ...
- -تسنيم-: مقتل 7 أشخاص في قصف إسرائيلي استهدف سيارتين مدنيتين ...
- بوتين يلتقي رئيس إندونيسيا في محادثات رسمية غدا الخميس
- مصر تحذر: المنطقة ستبقى على حافة النار بسبب فلسطين ما لم تحل ...
- بقلوب مكلومة.. غزة تودّع أبناءها الذين قضوا في طوابير الجوع ...
- هل تستطيع إيران إغلاق مضيق هرمز وكيف سيؤثر ذلك على العالم؟
- في حال اغتيال خامنئي.. ما هي حظوظ ابنه مجتبى في خلافته؟


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - فهم الحداثة ح1