أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - البراءة ح1














المزيد.....

البراءة ح1


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4999 - 2015 / 11 / 28 - 13:53
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


البراءة ح1

الدين في مواجهة مباشرة من الإنسان الذي يظن أنه أخطأ في الأختيار وعليه أن يعيد حساباته من جديد ويلق باللوم ليس على أختياره هو بل على ما أختار , منطقيا هذا الاتهام ومهما كانت تبريراته وحججه القائمة لا يمكن أن يكون منطقيا إلا إذا مارس المختار سياسة سلب وأستلاب ملجئ يفقد من أختار القدرة على الوعي بقراره , بمعنى من يتهم الدين أنه السبب في كل هذه الفوضى والعبثية والظلم الآن وليس قبل الآن تخلص من قهرية سلطة الدين وإلجائه المفرط وقد أعلن الحقيقة على الملأ , هذا الإدعاء كاذب من أصله لأن من سار بالدين ونظر وفلسف ودافع بكل قوة عنه هو هذا الإنسان الدعي وليس شرطي الدين الذي جاء معه ليلزم الناس تحت عوامل التهديد والقوة بضرورة الإيمان .
أكثر ما توجه سهام النقد والاتهام من بعض المبهورين بإنجازات العلم ومنجزاته التي تتخطى قدرة عقولهم على فهم ما يجري فيظن أن العلم هو الحقيقة المطلقة الوحيدة والصحيحة في الوجود وما عداه مجرد خيال مريض وتوهم عبثي لا قيمة له أمام ما يطرحه العلم ,الحقيقة المرة التي لا مناص من فضحها أن نلاحظ قبل أن نباشر بذلك جملة من النقاط المهمة والضرورية لبيان حقائق العلم أولا وهي :.
• العلم الذي يقصدونه وفي جميع مراحله إنما هو نتاج وعي الإنسان وقدرته على أن يرفع الحجاب وبشجاعة عن مجهولات شكلن ولمدة طويلة نوع من المحذور البحثي أو حتى التفكير بعدم واقعية وجودها كغيب مستور أو مجهول لا يمكن قهره ,وبالتالي نظرية أن الإنسان كان مستلب الوعي أمام الدين تهتز منذ أن باشر العلم أول خطواته باكتشاف الحرف والنار والزراعة وكلها حدثت قبل أنتشار مفاهيم وآليات التدين بزمن .
• العلم ككيان واقعي متبلور هو الأبن الشرعي الذي ولد من رحم الدين أما من حاجات متصلة به أو متفرعة من وجوده ,وابتدأ من الحضارات الأولى التي أختطت منهج المعرفة وبناء أسس حضارتها التي كان الدين يقودها حضر العلم كحاجة مرافقة للدين وللحضارة ,وبالتالي تجريد العلم من هذه العلاقة طعنا بوجودية العلم ومخالفا للمنطق التأريخي له .
• العلم مجردا وكقوانين وقواعد لم ينكر الدين طبعا نقصد هنا القيم العملية التي يستند لها في أصل إنطلاقته الأولى والتطورات والتحولات الكونية التي بنيت على ذلك الأساس السليم ,معتبرا أن كل مجهول أو غيب ما لم يبحثه هو في منهجيته ومنطق العلم التجريبي ,لا يمكن الحكم عليه إلا أنه واقع بحاجة للبرهنة والكشف حتى يصل العلم فيه للتقرير واليقين القاطع , أما الدعوات التي نسمعها من تناقض الدين والعلم فهي أما مزايدات تبريرية للخروج من نطاق الدين وشيطنته ,أو قلة معرفة وجهل بالعلم ذاته وسيرورته التأريخية من صيرورة أولى أبتدأت بعلاقة الإنسان الكائن الجديد على الوجود بما يحمل وما يتأمل أن يفعل .
• الشيء الملفت للنظر وكحقيقة علمية لا بد من مراعاتها في البناء والإنطلاق أن العلم يفترض أولا الإحاطة بالقضية من جميع نواحيها ومن ثم مباشرة النقد بناء على أحاط به الدارس من خلال أساليب المقارنة والمقاربة والتفكيك والتصنيف والترميز الفاحص للأصيل عن المحرف وصولا إلى جوهر القضية المبحوثة أو التي هي قيد الدراسة ,ثم مقارنة النتائج المتحصلة مع اليقنيات النسبية التي فيها نوع من الثبات العلمي لتقرير الموافقة والمخالفة .
وهذا يستوجب أولا أن يكون الباحث في المخالفة بين الدين والعلم على إطلاع تام بالمنطق الديني ومنهجيته وما يتفرع من ذلك من مسائل ووسائل في فهم الدين , بمعنى أخر يجب أن يكون متبحرا بالدين وعارفا وكاشفا لكل أسراره حتى يتمكن من نقد القضية الدينية بوسائله العلمية التي هو في جدارة عالية من القدرة على أستعمالها وتطبيقها ,لأجل ذلك عليه أن يكون عالما في الدين للمستوى الذي يمكننا أن نطلق عليه قادر على الفهم التام وبذات الوقت عالما نقديا تجريبيا ذاع باع طويل ومقتدر في القضية العلمية , وهذا ما لم نحصل عليه متزامنا في شخصية واحدة ولمرة واحدة ليثبت لنا حقيقة التناقض المزعوم .
إن قضية التنازع بين الدين والعلم وفشل الأول في كشف إشكاليات الإنسان المادية ومعادلاته التي تغني الإنسان عن الجهد والتضحية والبذل ,هي في الحقيقة دعوى لا تستند إلى فهم حقيقة الوجود الإنساني ولا تنطبق مع ما يريده أو يتبناه العلم من أن التحصيل العلمي يعتمد على حقيقتين هما :.
1. الوعي المبني على القدرة على الكشف والرغبة في تبني حلول .
2. ولكي يكون الوعي كذلك لا بد من تنميته وحثه وبناءه ذاتيا بوسائل قبل العلمية ,لأن العلم تحصيل متراكم لتجربة حياتية عامة فيها الصحيح والخطأ وفيها الخيال واليقين , وفيها المحاولة والفشل حتى يصبح للوعي قدرة للفرز بين الأشياء وهذه الخطوة الأولى والأهم في بناء قضية العلم الأولى .
كيف تريد للإنسان أن يكون علميا وعالما وهو لم يتعرف بعد على أي من أساسيات المعرفة ولا يمر بالتجربة الوجوديه بشقيها المثالي والمادي ,وكيف له يبني مناطات القياس والمعايرة في الفرز والتصنيف وهو لم يمر بتجربة جادة وحادة ومتعبة ومحركة للنظام العقلي لدية لتحفزه على ما يريد أن يجعل منه هدفا غائيا .
الدين لم يكن منافسا ولا منازعا للوظيفة العلمية ولم ولن يكون بديلا عن كثير من الرؤى والأفكار والقيم والنظريات حتى التي تشترك معه بالهدف والوسيلة كالأخلاق والمعرفة المثالية ,فلكل من أوجه العلم الإنساني وظيفة محددة تتكامل مع الوظائف الأخرى وتتشارك في مسيرة إيصال الإنسان للكمالات البشرية , والذي حدث أن هناك أضطراب وصناعة تنازعات وأفتراض تناقضات أدت لتقديم شيء محل شيء وتعطيل قيم ومفاهيم لأجل أخرى ,جعلت من ميزان التوازن الطبيعي في أختلال خطير عندما تستند قضية لوظيفة لا تتناسب مع واقعها ولا مع أختصاصها ونطلب من هذا التلاعب والتحريف أن يصل بنا للنتيجة الحقيقية , والسبب في ذلك أختلال موازين الوعي الإنساني .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دين ضد الدين وإسلام ضد الإسلام ح4
- دين ضد الدين وإسلام ضد الإسلام ح3
- دين ضد الدين وإسلام ضد الإسلام ح2
- دين ضد الدين وإسلام ضد الإسلام ح1
- نسرين كوسا ... علامة ابداع في شعر المرأة العربي
- الفلسفة من منظار أخر
- نظرية الإزاحة والإحلال الفكري ح2
- أستراتيجيات تحرير المرأة ودورها في المجتمع الإسلامي
- نظرية الإزاحة والإحلال الفكري ح1
- الفكر الإسلامي والاختزالية بين دائرة المقدس الطبيعي والمقدس ...
- الفكر الإسلامي والاختزالية بين دائرة المقدس الطبيعي والمقدس ...
- وحل الأنا وخطيئة الافتراس
- القيم ومفهوم الإيمان ح2
- القيم ومفهوم الإيمان ح1
- ماذا كسب الإسلام وماذا خسر الكافرون ؟.
- الإرهاب والديمقراطية وحقوق الإنسان
- ترانيم للجدة الحكيمة
- العمل مفهوم ذاتي
- دين النص ودين التأويل _ ح3
- دين النص ودين التأويل _ ح2


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف قاعدة -عوفدا- الجو ...
- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - البراءة ح1