أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - الفكر الإسلامي والاختزالية بين دائرة المقدس الطبيعي والمقدس الموهوم ح4














المزيد.....

الفكر الإسلامي والاختزالية بين دائرة المقدس الطبيعي والمقدس الموهوم ح4


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4991 - 2015 / 11 / 20 - 00:02
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ح4

هل يمكن للفكر الإسلامي أن يعاود السيرورة وينطلق من نقطة أخرى غير تلك النقاط المتشابكة التي حرفت بوصلة العقل العربي والإسلامي وأخرجته من دائرة الطبيعي الخاضع للتنازع والنقد ,إلا الحد الذي بلورت مع هذا المنهج رؤية وضعية تماما لا تنتمي للإسلام المحمدي الأصلي , بمعنى هل يمكن أن نكون إسلاميين محمديين براهنية حداثوية أو متناسبة مع روح العصر دون أن نسقط في ذات الفخ الذي سقط به أسلافنا ,وأن ننجو من نتائج ومسببات ومقدمات القراءة الاعتباطية الذاتية في فهم النص وتدويره ليكون معين جديد ورافد حر للمعرفة المعاصرة ومتناسب مع إشكالية الفهم الإنساني لتعارض الدين مع الحداثة .
أكاد أجزم وبدون تردد أن المحاولة ممكنة وجديرة بالأخذ بها بل وقادرة على المساهمة في أن تكون جزء أصيل من الرؤية الكونية العالمية بشرط واحد أن تبتعد عن الأنتماء للزمن والمكان والأشخاص , الدين أي دين كان مهمته الأساسية الدعوة لتبني خيارات وجودية قبل أن يطالب بفرضيات طقوسيه , هذه الخيارات تعتمد على فكرة النجاة من الشيطان أو الشر أو الزيف والخ من المسميات التي تعني في لفة المنطق العلمي القوى السالبة التي تجر الإنسان للخلف وتضعه في موضع التلاشي تمهيدا لإبطال مفعوله الوجودي الأصلي في الكون .
لو أتخذنا هذه الفكرة وبنينا على مضامين مفهوم المعاكسة لها وهي أن يكون معنى الخير والفضيلة والتدين والتمسك بخيارات الدين أن يكون للإنسان فعل إيجابي نحو العبور من النقطة الحرجة نقطة الواقع إلى أكثر النقاط قدرة على التجاوب مع إنسانيته بمفهوم المنطق العلمي , سيكون للدين فضل في تبني حركة الوجود ذاتها التي يسعى العلم والمعرفة والفنون إلى تحقيقها وهي البحث عما يسعد الإنسان ويمنحه القدرة على التلبية والأستجابة الإيجابية لإشكاليات الواقع لغرض تجاوزها .
السؤال هنا هل يستطيع الإسلام مثلا أن يكون كذلك عامل إيجابي في ذلك ومساهم في بناء عالم خالي من الظلم والشرور ومستجيب لحق الإنسان الأساسي في التعبير الحر عن وجوده .؟, طبعا الجواب لا بد أن يحتكم إلى وقائع وتجربة ومبادئ وهذا من أصل فكرة البرهان العقلي ,لو سلمنا أن الإسلام كدين كسائر الأفكار التي تعرف عليها الإنسان في تأريخه فيه جانب مشرق ومضيء ولو بنسبة العشرة بالمائة وبالمقابل فيه جانب قهري تعسفي يمثل النسبة الباقية ,فحتى مع هذه النسبة المتدنية يمكن للعقل الإنساني السوي والمسئول أن يستخدم هذه النسبة القليلة ويقدمها كأثر إيجابي ويترك ما بقى مجمدا ومهملا لأن الإنسانية ليس بحاجة له , إذن الإشكالية ليست في الفكر بل بالعقل الذي يقرأ ويهضم ويقدم الفكر على أنه حل ويصنع منه منظومة تطرح نفسها على أنها هيكل متكامل .
حتى في الأفكار القديمة التي سبقت الإسلام بآلاف السنين لها أثر وضعي ووجود حقيقي في طيات وأسس الفكر الإنساني المتداول اليوم ,الفلسفة وقضايا العقائد والقيم الأخلاقية من الحضارات القديمة والديانات التي سبقت الإسلام وأفكار مثل الديمقراطية والجمهورية والمثالية الأخلاقية ما زالت تنمو وتتطور مع الزمن ومع اشتداد حركته نحو الأمام , بالرغم أنها كانت جزء من رؤية أعتبرت في حينها متكاملة أو مترابطة , لكن ما هذبها وسعى لانتشارها ونقصد الجزء الإيجابي هو العقل البشري الذي يؤمن بالإيجابية ولا يحارب الفكرة بمجموعها لأنها مثلا تنتمي لجغرافية محددة أو لعنصر بشري محدد .
المهمة الأساسية اليوم في تحقيق ما يمكن أن يجعل من النص الديني أو حتى الدين بمنظوره الإيجابي للحياة على العقل البشري , العقل الذي يتخلى عن غروره وانتماءه ويجنح لمبدأ الخيرية والأحسنية ويعيد قراءة الوجه الديني من كل الزوايا وبعمق وأخلاص وتجرد , في بعض زوايا الفكر الديني الإسلامي ومضات إنسانية لم يصلها الإنسان اليوم برغم تطوره الفكري والمعرفي كونها أهملت وجنبت لأنها لا تتلاءم مع القراءات اللا حيادية التي سخرت الدين كما سخرت اسم الله لأغراض أنانوية وخاصة ومحدودة أملا بالفوز بالسلطة والجاه والثروة , ولم يكن يهمها من الأمر لا الإنسان ولا الدين .
علينا أن نجرد الفكرة الدينية من تاريخيتها ومن إطارها المنتمي للجغرافية والناقل والمفسر ونعيد طرحها كأنها رسالة ولدت اليوم لنكون غذاء للمستقبل , وأن لا نتحجر بقراءات سلفية ونستخدمها كشواهد أو أملاءات يجب أن تحضر مع الرسالة على ذات الطاولة , المطلوب اليوم من العقل الإنساني أن يكون نبي هذا الزمان ليعيد الحيوية لجزء مهم من الدين هو الجزء الذي يتبنى خيار السلام والمحبة والتعايش والعدل والعمل والحرية وأن يشيع في أجواء الفكر الإنساني روح التعاون والحوار .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وحل الأنا وخطيئة الافتراس
- القيم ومفهوم الإيمان ح2
- القيم ومفهوم الإيمان ح1
- ماذا كسب الإسلام وماذا خسر الكافرون ؟.
- الإرهاب والديمقراطية وحقوق الإنسان
- ترانيم للجدة الحكيمة
- العمل مفهوم ذاتي
- دين النص ودين التأويل _ ح3
- دين النص ودين التأويل _ ح2
- دين النص ودين التأويل _ ح1
- من حكايات الصباح وتراث الجدة
- هل تنجح الديمقراطية في رشدنة العقل العربي
- الديمقراطية والعقل العربي _ ح2
- الديمقراطية والعقل العربي _ ح1
- أخبار جدتي الحكيمة والرب
- الدين والدنيا ح3
- الدين والدنيا ح2
- الدين والدنيا ح1
- العراق بين مطرقة الفوضى السياسية وسندان التخبط الأقتصادي _ ح ...
- العراق بين مطرقة الفوضى السياسية وسندان التخبط الأقتصادي _ ح ...


المزيد.....




- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - الفكر الإسلامي والاختزالية بين دائرة المقدس الطبيعي والمقدس الموهوم ح4