أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - العراق بين مطرقة الفوضى السياسية وسندان التخبط الأقتصادي _ ح2














المزيد.....

العراق بين مطرقة الفوضى السياسية وسندان التخبط الأقتصادي _ ح2


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4976 - 2015 / 11 / 5 - 12:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ح2

من أهم أسباب التخبط الأقتصادي وضعف الأداء في الجانب الأهم في تكوينات الدولة الحديثة هو فقدان المرجعية السياسية الموحدة التي تمتلك رؤية واضحة وتعمل وفق منهج متفق عليه يملك مقومات التخطيط العلمي والعملي ويمتلك ملامح لنتائج مرتبطة بمديات قصيرة ومتوسطة وطويلة شأنها شأن أي استراتيجية سياسية أقتصادية تقود البلد ,منذ عام 2003 ولحد هذا اليوم لم نتلمس خطوط واضحة ومحددة وصريحة لوجود رؤية سياسية تقود البلد , وإنما كل الذي يحصل عبارة عن اجتهادات فردية وردات فعل مرتبطة بحدث أو مؤثر ما وليس لها علاقة بموضوع التخطيط والمنهجة وصياغة سياسة موحدة لا في الشأن الداخل ولا في العلاقات الخارجية وكلاهما مرتبط ومنتج للوضع الأقتصادي شديد التأزم .
هذا العيب البنيوي في السياسية العراقية متأت من عدة عوامل منها ما هو مرتبط أساسا بالعملية السياسية ومنهج الحكم وإدارة الدولة والقائم على نظام المحاصصة والتجاذب بين المكونات ومحاولة إرضاء الطيف الواسع كله بتناقضاته وصراعاته وتنازعاته على حساب مصلحة الوطن وموضوع الأقتصاد بالذات , من المعلوم أن الدول التي تتألف حكوماتها التنفيذية من عملية ديمقراطية ولا تحسم بفوز غالبية واضحة أنها تلجأ للأتلافات لتكوين أغلبية متقاربة أو حتى متفقة على أطر عامة تعمل من داخل هذه الأطر الاتفاقية دون الأعتماد على أن يكون لكل الأطياف المختلفة دور في صياغة أو رسم السياسة الائتلافية , في العراق الحالي ومع غياب وحدة وطنية حقيقية تعتمد على مبدأ الشراكة في المواطنة .
أصبح النزاع بين المكونات هو المحرك الأساسي لعمل الطيف السياسي وعامل ضاغط ومؤثر على تشكيل منهج ورؤية الحكومة التنفيذية مما أخرج مفهوم الشراكة والعمل الوطني الموحد من دائرة الأساس إلى الدرجة الثانوية , لتحل محلها الأهتمام بمصالح المكونات الفردية والتنازع لأجل التنازع وحصد النقاط التي تؤسس أو تثبت للفريق س أنتصار في وجه الفريق ص وهكذا , هذه السياسة والشكل التنفيذي من التداول السلطوي لم يترك مع تبني ما يسمى الديمقراطية التوافقية إلا الإحساس بالتفرد والتغييب والتهميش لكل المكونات العراقية وانفراد كتل سياسية وأحزاب استحوذت على السلطة بدعم خارجي وفرض أمر واقع على من تدع أنها تمثلهم باستخدام وسائل الترهيب والترغيب كافة , هذا الحال لم يتيح ولا يمكن أن يتيح لأحد حرية العمل والتخطيط والتنفيذ الممنهج لسياسات أقتصادية حقيقية تستجيب لحاجات ومطامح الشعب بقدر ما تكون أداة لسياسات ومطامح اقتصادية إقليمية ودولية معينة .
السياسة كما يعرفها الأكاديميون هي فن إدارة الأزمات بعقلية تحاول حصد النتائج الكبرى من واقع يبدو غير قادر على ذلك , من هنا فإن النجاح هو عنوان السياسة الناجحة وبدون نجاحات لا يمكن أن تسمى العملية السياسية عملية متكاملة ويمكن أن تعتمد طويلا في إدارة البلد وتجاوز عصر الأزمة والتهيؤ للغد من خلال بناء يستوعب المتوقع والممكن والاحتمالي وبأقل ما يمكن من خسائر , العلامة الفارقة في السياسة العراقية قديمها وجديدها أنها لا تهتم للخسائر بقدر اهتمامها بالشخصنة وتمجيد الرموز ضاربة بعرض الحائط كل المفاهيم والأساسيات التي تعتمدها المجتمعات لتيسير أمورها وتدبير أحوالها وفق أفضل الممكنات وأحسن المتوقع .
من الإشكاليات الأخرى التي تصبغ واقع السياسة العراقية المتخبطة عدم حسم موضوع الهوية الأجتماعية لسكان العراق الذي يشهد نسيجا متنوعا وفريدا من عناصر ومكونات منها ما هو تأريخي ومنها ما هو عنصري ومنها ما هو ثقافي لذا لم نجد أن هناك أتفاق جماعي أو غالب لتحديد الهوية , فمرة تجد العوامل الحاسمة تقود على تتبع الهوية الدينية للغالبية بأعتبار أن الإسلام دين الغالبية من الشعب لكن المشكلة تثور حينما نفشل في تحديد معنى الإسلام , الظاهر أن الوضع العراقي يعتمد معيارين أولاهما الطائفية المذهبية التي تدفع بأحد اجنحة الإسلام السياسي أن يخرج الجناح الثاني من هذا التصنيف وأعتبار أن انتمائهم مزيف والحقيقة التي يدعيها كل فريق أنه وحده يمثل الإسلام وبناء عليه يتحول المجتمع الإيلامي إلى أقلية مقابل الأكثرية التي تتبع مناهج أخرى.
كذلك نجد ذات الصراع في تحديد الهوية بناء على مرتكز ثقافي وحضاري أخر وهو أعتماد العربية والقومية كمبدأ للتمييز في تحديد الهوية خاصة مع وجود صراع عربي كردي تركماني في تحديد هذه الهوية ولكن بناء على أصطباغ الغالبية الثقافية العربية حتى في أداء بعض الواجب الديني كما هو معروف بالعربية نجد ذات الصراع بين جناحي الإسلام يعود ليفرق هذه الهوية بأعتبار أن الهوية العربية لصيقة بالهوية الإسلامية التي يمتلكها هذا الجناح ضد الجناح الأخر وبالتالي أخراج طيف واسع من الشعب العراقي من هويته العربية ليضمه إلى هوية أخرى فتسقط الهوية العربية أيضا في وادي الأقلية وتفقد بذلك جدارتها , هذا التنازع في الهوية قد بولغ في تأثير وبالغت الكتل والأحزاب السياسية التي تتبنى منهاج الإقصاء وهي في السلطة إفشال أي نشاط أو توجه نحو تبني خيارات وطنية موحدة تقود لرسم سياسة ورؤية وطنية واحدة يمكنها النهوض بالواقع العراقي وأستثمار مصادر القوة فيه وبالتالي تعود أرتدادات هذا الأمر على الواقع الأقتصادي والأجتماعي العام مما يجعل قوة الأنتماء للوطن واضحة ويساعد على بلورة هوية مواطنة حقيقية تشعر الإنسان أنه يعيش في وضع منسجم قادر على الأنتاج والبناء والتطور .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق بين مطرقة الفوضى السياسية وسندان التخبط الأقتصادي _ ح ...
- الفكر الإسلامي والاختزالية بين دائرة المقدس الطبيعي والمقدس ...
- الفكر الإسلامي والاختزالية بين دائرة المقدس الطبيعي والمقدس ...
- الفكر الإسلامي والاختزالية بين دائرة المقدس الطبيعي والمقدس ...
- رسالة إلى من يهمه الأمر 1
- رسالة إلى من يهمه الأمر 2
- أغاني الضياع ..... والغربة
- من بيان التجمع المدني الديمقراطي للتغيير والإصلاح
- كربلاء (الموقع والتسمية) بين التأريخ واللغة ح1
- أحلام جدتي وفلسفة الفقر _ مقدمة ديوان فقراء حالمون
- كربلاء (الموقع والتسمية) بين التأريخ واللغة ح2
- حكايات الصباح ... والجدة البعيدة 2
- حكايات الصباح ... والجدة البعيدة
- السياسة الأمريكية في مواجهة داعش : بقاء التوازن لتوازن البقا ...
- السياسة الأمريكية في مواجهة داعش : بقاء التوازن لتوازن البقا ...
- السياسة الأمريكية في مواجهة داعش : بقاء التوازن لتوازن البقا ...
- طريقة التفكير في النص الديني ..بين الحاجة والتجربة
- حوار في عالم الكاتب والكتابة ح2
- حوار في عالم الكاتب والكتابة ح1
- قواعد الجزاء في النص القرآني لمن لا يؤمن بالله والدين


المزيد.....




- ابنة بيل غيتس تكشف عن إصابة والدها بمتلازمة لا علاج لها
- برلماني أوكراني: زيلينسكي يبيع الوطن!
- الجزائر تتوعد بتقليص مساحة سفارة فرنسا بعد أزمة ركن سيارة ال ...
- مصر: الطفل ياسين يحضر للمحكمة بزي سبايدرمان والمؤبد للمعتدي ...
- السودان: المجد للبندقية أم لإطارات السيارات المحروقة؟
- تصاعد أعمدة الدخان الكثيف من الحرائق المستعرة غرب القدس
- وثائق تكشف الحلم الإيراني في سوريا: خططٌ سقطت مع رحيل الأسد ...
- عشرات القتلى في اشتباكات -طائفية- بسوريا.. وإسرائيل تتوعد
- احتجاز مراسل قناة -أر تي- فور وصوله إلى العاصمة الرومانية لت ...
- تهديد جديد شديد اللهجة من وزير الدفاع الإسرائيلي للشرع دعما ...


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - العراق بين مطرقة الفوضى السياسية وسندان التخبط الأقتصادي _ ح2