أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - السياسة الأمريكية في مواجهة داعش : بقاء التوازن لتوازن البقاء ح3















المزيد.....

السياسة الأمريكية في مواجهة داعش : بقاء التوازن لتوازن البقاء ح3


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4966 - 2015 / 10 / 25 - 20:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ح3
كل التوقعات والسيناريوهات التي وضعتها الأجهزة الأستخبارية الغربية عامة والأمريكية خاصة كانت تتوقع تدخلا روسيا محدود يتمثل بمحاولات سياسية لإنقاذ رأس السلطة السورية وبعض شحنات الأسلحة التي تبقي الوضع كما هو دون أن تحدث أختلالا في التوازنات القائمة التي تعني لا حسم عسكري للوضع بدون تسوية سياسية تجبر جميع الأطراف إلى الجلوس على مائدة المفاوضات بناء على نتائج مؤتمر جنيف واحد والخطط التي تم تبنيها في مؤتمرات أصدقاء سوريا ,التي تعني في النهاية عملية سياسية تقود خصوم السلطة إلى دمشق كفاتحين تحت مظلة أممية وهم أكثر ضعفا من أن يقدموا حكومة قوية واحده موحدة قادرة على منع تقسيم سوريا وتجزئتها وفق الأجندة الرباعية الأمريكية الإسرائيلية التركية الخليجية .
الهاجس السوري واحد من أهم الهواجس التي كانت تقلق محور موسكو طهران على السواء خاصة بعد استيلاء داعش على ثلث مساحة العراق بمئات قليلة من المقاتلين وبمواجهة مئات الآلاف من القوات المسلحة من الجيش والشرطة وقوات التدخل السريع والصحوات التي لم تستطيع ليس صد هذه القوات الصغيرة نسبية ,بل لم تنجح في التنبؤ أو محاولة الحافظ على المواقع والصمود لساعات لاستيعاب الصدمة ومواجهة الحال بتخطيط وفاعلية يمكن لأي جيش محترف بأقل من هذه الأعداد أن يفعل الكثير بل يسحقهم عن بكرة أبيه وقياسا مع الجيش السوري الذي صمد لمدة تقارب ثلاث سنوات دون أن ينهار بهذا الشكل المخزي , الوضع العراقي ألقى بضله وتبعاته زادت من سرعة التحرك الإيراني السوري المشترك المفاجئ لغرض إعادة رسم الصورة من جديد وأعادة مسار الحل السلمي بإرشادات عسكرية وتحت أشراف الجنرالات الروس مع مزيج متنوع من القادة العسكريين من مختلف القوى الفاعلة وليس ترك الأمر بالكلية للجنرالات الأمريكان وغرف عملياتهم .
نعود لكلمات الجنرال الأمريكي الذي أشار إلى مضي القيادة الأمريكية في تدريب الكرد والسنة وتزويدهم بالسلاح للحفاظ على التوازن ,هذا التصريح الذي يمثل تماما تدخل أمريكا في سوريا لإدامة بقاء توازن اللا حل والذي لا ينتهي إلا بتحقيق الرؤية الإستراتيجية الأمريكية في المنطقة والمتمثلة بإعادة رسم الخرائط السياسية للكيانات المقترحة بعد إشعال النيران في أكثر من مكان وربط كل اللاعبين المحتملين الأساسيين والاحتياط بسلسلة من الاتفاقيات والتعهدات التي تبيح لها الإنفراد الأعظم باستغلال الموقع الجيوسياسي والثروات الأقتصادية المحلية وربط كل ما يمكن أن يكون سلاحا أو مؤثرا محتملا على اللعبة الدولية بالماكينة الأمريكية لإخضاع الحلفاء والأصدقاء أولا لإرادتها المتفردة ,وإطفاء أي تحرك مستقبلي متوقع أن يشكل إزعاجا لها .
في المقابل تمتلك القوى المحلية المتمثلة بالحكومة العراقية وحلفائها الأساسيين بالرغم من أرتباطها أستراتيجيا مع أمريكا بموجب أتفاقية الأطار الموقعة بين البلدين على كثير من الأوراق المهمة التي يمكن أن تكون أوراق ضغط وفرملة للمخططات الأمريكية ,لكنها في عين الوقت لا تستطيع أن تفعل أكثر من حدود المناورة البسيطة في محاولة منها للتوفيق بين إنقسامها وتشرذمها وعدم أمتلاكها القرار الحازم,وبين الضغط الجماهيري والشعبي وأستحقاقات الفعل التعبوي الكبير الذي تجسد بتشكيل الحشد الشعبي وما قدمته الحكومة الإيرانية من دعم ومساندة وحضور عسكري لافت ساهم في زعزعة جزء من الأحلام الأمريكية , إن العيب الأساسي كما صرح الرئيس الأمريكي أوباما فيما يخص القادة الشيعة وبقراءة مختلفة عن السائد ,أن القادة السياسيون الشيعية ليس لديهم الإمكانيات القيادية المؤهل لإدارة الدولة بأعتبار أن هؤلاء القادة اليم مكنتهم نفس الإدارة من الحكم والسلطة لم ينتجوا رؤية واحدة ولا موقف واحد يثبت بأنهم رجال دولة وسياسة ,ومن بين السطور نقرأ حقيقتين مرتبطتين بهذا التصريح هما:.
• لا خيار أمام أمريكا إلا بأستبدال الطبقة الحاكمة الآن بطبقة ممن حكم العراق سابقا أو قريبين منهم في إشارة لما تمثله اللقاءات التي جرت في كينيا وأماكن أخرى مع قيادات محسوبة على القوى المسلحة التي تقاتل الحكومة العراقية ولهم أرتباط بالبعث , وأيضا أشارة لنتائج مؤتمر الدوحة الذي عقدته غالبية القوى السنية خاصة مع تواجد رئيس البرلمان السني في ذات الوقت بالدوحة في إشارة إلى تأيد جزء مهم من العملية السياسية العراقية لهذه المؤتمرات والتحركات المعلنة والخفية .
• تحذير علني وواضح وصريح للحكومة العراقية من مغبة السير أو الانخراط التام في ما يسمى الحلف الرباعي (روسيا سوريا إيران العراق) أو تحويله إلى واقع سياسي , وأن أمريكا كما جاءت بالحكام الشيعة قادرة أن تقلب الطاولة على رؤوسهم وتجعل من هذا الحلف مجرد حدث مرتبط ببغداد أكثر من ارتباطه بمجمل الوضع في الشرق الأوسط لينتهي ثلاثيا يختص بسوريا دون أن يسمح له التدخل في المحمية العراقية التي هي لعبة أمريكية خالصة .
إذن التطورات التي ستبنى على تصريحات قادة أمريكا والنشاط السياسي المحموم التي تقوم بها ثنائيات كردية سنية في المنطقة وإن كان الهدف الأساسي منه عدم إحراج أمريكا في موقفها المعلن بعدم السماح بتجزئة العراق إلى كيانات منفصلة , لكنها ترفع شعار الفيدراليات على النمط الكردستاني مع منح حق تقرير المصير من ضمن الدستور , وهو إعلان صريح بالتجزئة ولكن بعد حين وطبقا للدستور العراقي , وهو ما يمكن أن يكون من خلال أستفتائات تجرى تحت أشراف وسيطرة هذه القوى بعيدا عن حكومة المركز وإلقاء اللوم على حكومتها بكل ما جرى وتحميلها المسئولية التامة وتبرئة الإرهاب وداعش وكل القوى التي عبثت بأمن العراق ومستقبله تحت عنوان أن الشيعة لا يمكن أن يكونوا قادة جيدين لدولة ناجحة .
هذا يعني أن أمام الحكومة العراقية خيار واحد فقط وهو القبول بالأملاءات الأمريكية بالكيفية التي تأت بها دون الحق حتى في مناقشتها أو السؤال عن النتائج ,أو البديل الأخطر هو الذهاب للتقسيم والتجزئة مع تحميل الطرف الشيعي وحده المسئولية وبالتالي تحريض شيعة العراق على إيران وروسيا لكل النتائج الكارثية بسبب نشؤ التحالف الرباعي وتدخله في الشأن العراقي, ليس الهدف من تسليح الكرد والسنة هو الحفاظ على التوازن كما تدع أمريكا وإنما وضع بغداد أمام الأمر الواقع والقبول بالنتائج ,بما فيها القبول بداعش أو جناحه السياسي جزء من العملية السياسية لارتباط وجودهم بالمخطط الذي رسمته الإدارة الأمريكية لعالم ما بعد الألفين المرتكز على نظرية العاصفة المتنقلة التي لا تبقي ولا تذر لمن لا يقبل بها وباستحقاقاتها على المدى القصير والطويل.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السياسة الأمريكية في مواجهة داعش : بقاء التوازن لتوازن البقا ...
- السياسة الأمريكية في مواجهة داعش : بقاء التوازن لتوازن البقا ...
- طريقة التفكير في النص الديني ..بين الحاجة والتجربة
- حوار في عالم الكاتب والكتابة ح2
- حوار في عالم الكاتب والكتابة ح1
- قواعد الجزاء في النص القرآني لمن لا يؤمن بالله والدين
- حروف الموسيقى وأغنية قديمة
- مسارات العمل الجماهيري ومستقبل السلطة في العراق
- مثقفو خارج الدائرة الفكرية تحت مطرقة النقد
- المدنيون ومستقبل الحراك الجماهيري
- الكاتب الحداثوي ومهمات أكتشاف المعيارية الإبداعية
- المسرح هو الإنسان وليس المكان , مقدمة رواية ( ملك لا يبلى )
- الأخلاق والدين ووظيفة تفسير أشكاليات الوجود
- رؤية عراقية في الإصلاح
- الإنسان حين يكون إشكالية ح1
- مقدمة في الإلحاد ح7
- مقدمة في الإلحاد ح6
- مقدمة في الإلحاد ح5
- مقدمة في الإلحاد ح4
- مقدمة في الإلحاد ح3


المزيد.....




- مبنى قديم تجمّد بالزمن خلال ترميمه يكشف عن تقنية البناء الرو ...
- خبير يشرح كيف حدثت كارثة جسر بالتيمور بجهاز محاكاة من داخل س ...
- بيان من الخارجية السعودية ردا على تدابير محكمة العدل الدولية ...
- شاهد: الاحتفال بخميس العهد بموكب -الفيلق الإسباني- في ملقة ...
- فيديو: مقتل شخص على الأقل في أول قصف روسي لخاركيف منذ 2022
- شريحة بلاكويل الإلكترونية -ثورة- في الذكاء الاصطناعي
- بايدن يرد على سخرية ترامب بفيديو
- بعد أكثر من 10 سنوات من الغياب.. -سباق المقاهي- يعود إلى بار ...
- بافل دوروف يعلن حظر -تلغرام- آلاف الحسابات الداعية للإرهاب و ...
- مصر.. أنباء عن تعيين نائب أو أكثر للسيسي بعد أداء اليمين الد ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - السياسة الأمريكية في مواجهة داعش : بقاء التوازن لتوازن البقاء ح3