أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عباس علي العلي - طريقة التفكير في النص الديني ..بين الحاجة والتجربة














المزيد.....

طريقة التفكير في النص الديني ..بين الحاجة والتجربة


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4964 - 2015 / 10 / 23 - 09:14
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


الخالق العاقل الكامل المطلق عندما يفتح باب العقل للتساؤل لا يفتحه على مجهول مطلق بل على قيم يمكنها أن تشير اليه وبوضوح كامل ومن خلال منطق العقل الذي منحه للأستدلال عليه ويوجه بذلك مسارات البحث في النقطة التي تضع العقل الإنساني أمام خيارات منطقية لا أمام متاهات تفسد النظرية العقلية وتؤدي إلى الأستغراق التام بالعبثية التي لا تنتهي بنتيجة محددة, هنا لا يكفي أن يكون العجز لوحده وبدون تعليل أو أمل بتجاوزه عن إدراك حدود العالم الأخر دليل على وجود ولا دليل إنكار فكلاهما متساويان في القيمة التقديرية اليقينية عند الإنسان من زاوية أفتراض محضة, وعليه أن يبني على كلاهما منهج متناسب وأصيل ومجرد ومنطقي ليتوصل من خلال البرهان العقلي المساوق لفرض نظرية الخالق الرب إلى نتيجة ما تحسم الأمر ولو مؤقتا أنتظارا لظهور الدليل الكامل (اليقين المنتظر ) .
في العودة إلى قصة الدليل العقلي في قضية إبراهيم الخليل لم يشأ النص أن يخرجنا عن سذاجة التبرير المشار إليه في أعلاه فأنطلق من حقيقة تتمحور حول أستحالة أن تكون الحالات التي أستدل عليها إبراهيم من خلال التأمل العقلي والمحاكمة النقدية لكل دليل على أنفراد, على أنها غير دائمة وغير مستمرة بلا أنقطاع دليل على ضعف الدليل من هذه الناحية فقط فأفول الشمس والقمر والنجوم والكبر والصغر هذه الصفات والمحددات لا تكفي لوحدها أن تكون داحضة لحجية منطق الأستكشاف الأول لديه ولا يعد بها على أنها واقعا يمكن جعلها معيارا قياسيا للمفاضلة بين مجموعة دلائل خاصة وإذا علمنا مثلا أن النجم أي نجم في السماء قد يكون أكبر وأعظم من الشمس حجما وأشراقا وتأثيرا على الكون وعلى الإنسان .
النص بما طرحه من فرض نتائج وافق بتلبية الميل الفطري البدائي عند الإنسان البسيط على ضرورة أن يكون الرب حاضرا بلا غياب وفعل بلا حدود وأن يكون محدودا بجهة الفوق وخلف ستار من الغيبية والمجهولية المطلقة ,النص بإطراده في شرح الدليل هرب بالعقل بعيدا من خلال يقين إبراهيم النهائي ليوصله إلى أن يقع بحقيقة أكبر مما هرب منها عندما وضع كل اليقين في خانة التعميم المموه بالأستحالة الإدراكية التي جعلها في أول مرة مقياس ومعيار حكمي ,فالله الذي أستدل عليه لا يمتلك أي من مواصفات الثلاث المعبودات التي عبدها أول مرة لأنه بتبريره الخاص أكبر من أن يدرك حدود هذه العظمة الكبيرة وبالتالي أفترض أن من كان يتحكم بهن من وراء عالم خفي هو من يستحق العبادة الخ القصة, هذا المنطق مقبول للعقل المحدود الذي يفترض العجز دليل الإثبات أما العقل الذي لا يبرره تبقى الأسئلة مفتوحة أمامه بنفس القيمة والمستوى السابق .
إذن الدليل الذي توصل إليه كان دليلا شعوريا أفتراضيا أيضا لا دليل برهاني عملي عليه يؤازر الفكرة التي أنطلق منها ولا يبرر العجز في توفر ما أراد بالأصل من حقيقة مجهولة, هذا الأمر متأت من حقيقة الخلفية الدينية للمجتمع التي لم يستطيع التخلص منها بل وساعدت الكونية التي نشأ بها من إحاطة تامة للدين بمفاصل الحياة على أن تمنحه العذر بكون التعجز والعجز طبيعي مع كل حالة لا متناهية وطبيعة ليس من الممكن مغادرتها بسهولة إلى حالة أكثر حراكية وأوسع في تقبلها لأفتراضات ثورية غير معتادة ,كما ولا يمكن الإحاطة بهذه الواقعية المتجذرة في التكوين الفطري الإنساني لخصيصة ذاتية وعليه أن يسلم بالنتيجة دون أن يمارس النقد الأستنكاري الفحصي للنتيجة .
هذا الشعور العاجز وإن رسمه النص على أنه فتح كبير وباب برهان عظيم فهو يعد نوع من أنواع الإستلاب القهري الذاتي والضعف الطبيعي والمبرر لكنه ليس طبيعيا ولا مبررا من أن يكون تسليمي عام ومطلق لأن النص وإن كان دينيا محافظا إلا أنه فتح الباب واسعا للفرض والأفتراض والبناء على مفاتيح متعددة تؤدي إلى نتائج متغايرة ومتنوعة وطلب من الإنسان أن يخوص بها وأفترض أنا أن القصة ستستمر باللا مباشرعلى أن إبراهيم الذي هو أنا وانت ونحن بعد أن أستدل على المسمى لديه رب السماوات والأرض أن يبحث بنفس المنهج والأفتراض المنطقي بدليل أخر ليصل مع نهاية القناعة إلى أن يصرح برفض فكرة الله الغائب (لأنه لا يحب الغائبين )!.
أليس من الأحرى للإنسان بعد أن رسم النص الديني منهجا وإن كان بصيغة أخبار أو رواية ولكنه منحنا مشروعية يحتاجها العقل الإنساني أولا قبل أن يحتاجها صاحب النص أن يسير عليها طالما أنها مباحة ومشروعة ولا تتعارض مع الكونية التي يرسمها البعض للنتيجة التي وصل لها إبراهيم والتي أعتقد بل وأجزم أن حدودها هذه كانت كافية لتستفز العقل الإنساني المتحرر أن يستمر بتساؤلاته للنتيجة التي يصل بها الإنسان لأخر الأفتراضات والتي وردت أيضا بنفس النص (أرنا الله جهرة) وإن كان لا يستلزم العقل الوصول لها لمجرد أن يمسك الدليل الذي يخرج الله من إطار الكيف والكون الغير تقليدي أي الذي لا ينتسب للكيف والكون الوضعي الحسي الذي لا يمكن أن يكون صالحا للقياس كمعيار عام لأنه وحسب النص ليس كمثله شيء ,الحس الشيئي بحاجة إلى إزاحة من موضع القياس وأستبداله بمقومات قياسية يبتكرها العقل ويخلق بها عالم مناسب للمهمة.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار في عالم الكاتب والكتابة ح2
- حوار في عالم الكاتب والكتابة ح1
- قواعد الجزاء في النص القرآني لمن لا يؤمن بالله والدين
- حروف الموسيقى وأغنية قديمة
- مسارات العمل الجماهيري ومستقبل السلطة في العراق
- مثقفو خارج الدائرة الفكرية تحت مطرقة النقد
- المدنيون ومستقبل الحراك الجماهيري
- الكاتب الحداثوي ومهمات أكتشاف المعيارية الإبداعية
- المسرح هو الإنسان وليس المكان , مقدمة رواية ( ملك لا يبلى )
- الأخلاق والدين ووظيفة تفسير أشكاليات الوجود
- رؤية عراقية في الإصلاح
- الإنسان حين يكون إشكالية ح1
- مقدمة في الإلحاد ح7
- مقدمة في الإلحاد ح6
- مقدمة في الإلحاد ح5
- مقدمة في الإلحاد ح4
- مقدمة في الإلحاد ح3
- مقدمة في الإلحاد ح2
- مقدمة في الإلحاد ح1
- وردة أنت ..... أم جنة أزهار


المزيد.....




- بالأسماء.. 48 دول توقع على بيان إدانة هجوم إيران على إسرائيل ...
- عم بايدن وأكلة لحوم البشر.. تصريح للرئيس الأمريكي يثير تفاعل ...
- افتتاح مخبأ موسوليني من زمن الحرب الثانية أمام الجمهور في رو ...
- حاولت الاحتيال على بنك.. برازيلية تصطحب عمها المتوفى إلى مصر ...
- قمة الاتحاد الأوروبي: قادة التكتل يتوعدون طهران بمزيد من الع ...
- الحرب في غزة| قصف مستمر على القطاع وانسحاب من النصيرات وتصعي ...
- قبل أيام فقط كانت الأجواء صيفية... والآن عادت الثلوج لتغطي أ ...
- النزاع بين إيران وإسرائيل - من الذي يمكنه أن يؤثر على موقف ط ...
- وزير الخارجية الإسرائيلي يشيد بقرار الاتحاد الأوروبي فرض عقو ...
- فيضانات روسيا تغمر المزيد من الأراضي والمنازل (فيديو)


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عباس علي العلي - طريقة التفكير في النص الديني ..بين الحاجة والتجربة