أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - مقدمة في الإلحاد ح2














المزيد.....

مقدمة في الإلحاد ح2


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4951 - 2015 / 10 / 10 - 13:00
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مقدمة في الإلحاد ح2

لا ينكر أحد من دارسي علم اجتماع الإنسان ولا الباحثين في المعرفة العامة ولا من مختصي علم الديان أن ارتباط الإنسان بالدين هو قديم قدم وجوده على الكوكب الأرضي , كما أن لا أحد منهم يستطيع أن يبرر كيف أكتشف الإنسان ضرورة الدين أو الإحساس به على وجه اليقين الذي لا يرتقي له شك , الديني والذي يؤمن بأن الله الخالق البعيد المتخفي وراء الغيب العظيم هو من أوجد الدين وقبل ذلك زرعه في ذات الإنسان الأولى (بذرة التكوين ) وبالتالي فالدين جزء فطري وأصيل من وجود الإنسان ككائن مكيف ومبرمج على الإيمان به , لذلك من الصعب عليه أن يتصور عالما بلا أديان أو وجودا خارج مفاهيم الدين ,العقلي وأصحاب المدرسة المنطقية التجريبية يعزون ويفسرون ذلك على أن نشاط العقل في حالة تصادم مع الواقع يجنح أحيانا لإقناع ذاته بوجود قوى خفية غيبية تحرك الوجود من بعد غير محدود ولا يمكن قياسه أو تصوره , ومن شدة خشيته منها واتقاء لما يمكن أن تسببه من تأثيرات سلبية على الإنسان قادته للإيمان بالغيب وقواه التي عبر عنها بفكرة الدين .
الفلاسفة وبعض الماديين وإن لم ينكر الوجه الأخر من حقيقة الوجود لكنه لا يربطه بالمحتم كعلاقة مع الدين بل يعود في كل مرة إلى أن العقل في تعامله مع أشياء يصعب عليه تفسيرها وتبريرها أو حتى تبرير وجودها ينسبها في كل مرة إلى عجزه هو في أن يفك أسرار أكبر من قدرته على اكتشافها , فينسبها لقوى عاقلة متحكمة ولكنها تفعل كل ذلك من خلال فكرة دفع الإنسان لأن يخضع ذاتيا للمجهول كحقيقة موجودة ولكنها غير محددة بأنتظار أن يمنحه الزمن المقدرة العلمية والوقت المناسب لاكتشاف حقيقة هذه القوى وكيفية عملها وتأثيرها على الإنسان .
كثيرون حاولوا الفصل بين الوجود الملموس والغيب ومنهم من حاول أن ينكر وجود الغيب أصلا بتعبير أنه مجهول لا بد أن تصل له دلالات العلم وينكشف وبالتالي فتوهم وجود عالم غيبي هو توهم غير واقعي مستند من قصور التجربة أو قصور في الوصف , الغيب عند منكريه هو ما لا ندركه أما لنقص توصيفي أو لنقص في بيان حدود ما هو الوجود ذاته , وبالتالي أنتساب الدين في جزء منه للغيب هو خداع للعقل قبل أن يكون جزء من الواقع , مقولة أن الشريعة هي قانون الدين المفروض بقوة الغيب متأت من فرض أن القانون هو شريعة الإنسان التي رتبها بعد أن أصبح ذا سلطة وقوة فرض, وبالتالي فكلاهما بشكل أو بأخر اختراع للضرورة قام به البشر على أمل تحسين الواقع , الأول في غياب تنظيم يمارس السلطة وقادر على ذلك أوجد مفهوم الدين المرتبط بالقوة المنتقمة التي ترى كل شيء وتسمع كل شيء , ولكن عندما تمكن الإنسان من الانتظام بمجتمع ذو سلطة وقادر على فرض القانون علينا أن ننحي الدين جانبا لوجود البديل الناجع والفعال .
السؤال الآن هل حقا يمكننا أن نستبدل الدين بالقانون أو من الأفضل الجمع بين الاثنين على أن تكون هناك مرحلة انتقالية يتداخل فيها الديني مع القانوني ليشكل عبور من مفردات الدين الحاكمة بروحانيتها وتلقائيتها والطوعية التي تتميز بها إلى أحكام القانون الذي يحتاج في كل مرة إلى الرقابة والتشريع المستجد المتطور وإلى آليات التنفيذ التي يفتقدها في وجود ميل فطري عند الإنسان بالتقيد الذاتي بأحكام الدين ,البعض يرى في المسالة نوع من الاحتكاك الذي يتولد منه التناقض بين المؤدى الحكمي للقانون وبين الثواب والعقاب المرتبط بالدين وبالتالي نفسد مسيرة الاثنين مها ,الحل عند الكثير أن يبقى الدين محدودا في العلاقات الروحية والبينية التي تعتمد الأخلاق والفضيلة والخير وليفسح المجال للقانون للتحكم بالعلاقات القائمة على معاملات الإنسان وعلاقاته اليومية التي تتطلب التنظيم الدقيق والسريع والمحدد والذي لا يحتمل تدخل الضمير والأخلاق والمثل .
فئة قليلة وإن كان لها حضور قوي ونشطة في دفاعها عن الإنسان العاقل الذي خلق الدين وعليه أن يتخلص من أثار ما خلق ببناء قديما بإبداله برؤية أكثر قربا من العقل المجرد وأشد التصاقا بإشكالاته الوجودية, هؤلاء الذين ينكرون أي ضرورة اليوم لبقاء الدوافع الأولى التي شدتنا إلى عالم مخيف وغيبي وخفي بعد أن اكتشفنا الكثير من الأجوبة على الأسئلة الأولى , والتي تبين منها أن سذاجة العقل الطفولي هي من قادتنا للأيمان بحقيقة وجود عالم مواز تختفي فيه قوى فاعلة أكتشف العلم الواقعي أنها لا تعود بالضرورة لقوى خارجية وإنما لقوانين المادة وحركتها الجوهرية .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقدمة في الإلحاد ح1
- وردة أنت ..... أم جنة أزهار
- تعالي
- المبدئية في الموقف _ علي بين محبيه وكارهيه
- الإعلام ومشكلة الوظيفة
- الشعر والشعراء ومحنة الكلم
- الإبداع والتحرر بين هوية الثقافة ... وهوية المجتمع
- أنتهاك القانون والدستور العراقي حقائق تكشف الفساد السياسي وا ...
- أنتهاك القانون والدستور العراقي حقائق تكشف الفساد السياسي وا ...
- دولة مدنية أم نظام مدني
- الإرث الديني وتحديات النقد العقلي ح1
- الحروب الدينية وجريمة العصور التي لا تنتهي 3
- الحروب الدينية وجريمة العصور التي لا تنتهي 2
- الحروب الدينية وجريمة العصور التي لا تنتهي
- دمقرطة الدين وهم عاجز .
- الأسطورة والرواية التاريخية والنص الديني _ رواية آدم سامي مو ...
- خيارات الغيير ومتغيرات الساحة
- بانتظار الولادة المتعسرة
- مكابدات مسافر في الرحلة الاخيرة
- الحرية بين التمني والنضال


المزيد.....




- من سيكون بابا الفاتيكان المقبل؟ ترقب قبل أيام من بدء أعمال م ...
- البابا فرانسيس أوصى بتحويل -عربته- إلى عيادة لعلاج أطفال غزة ...
- الحاج بدر أبو اسنينة.. 47 عاما في حراسة المسجد الأقصى
- مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية يدعو مجلس النواب للتصويت ب ...
- صحيفة روسية: باريس وواشنطن تخوضان صراعا في الفاتيكان
- تنزيل أحدث تردد قناة طيور الجنة 2025 DOWNLOAD TOYOUR EL-JAN ...
- ’إيهود باراك’ يدعو إلى عصيان مدني لإنقاذ الأسرى والكيان من ’ ...
- ما قصة الحرس السويسري ذي الملابس الغريبة؟ وكيف وصل إلى الفات ...
- اغتيال بن لادن وحرب النجوم أبرز محطات أسبوع مايو الأول
- بعدما نشر صورته بزي بابا الفاتيكان.. هكذا جاءات الانتقادات ل ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - مقدمة في الإلحاد ح2