أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - الحروب الدينية وجريمة العصور التي لا تنتهي 2














المزيد.....

الحروب الدينية وجريمة العصور التي لا تنتهي 2


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4936 - 2015 / 9 / 25 - 07:21
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الحروب الدينية وجريمة العصور التي لا تنتهي 2

في حياة المجتمعات الإنسانية حركتان تتحكمان في التبدلات والتحولات الوجودية المؤثرة في الصيرورة التاريخية لها وفي تحديد مسارات الحركة وتوجهاتها التي تعيد صياغة مركز ودور الإنسان في هذا الوجود ,وهما الصراع الديني والتنازع الطبقي المرتبط والناشئ من الصراع الأول في حقيقته الجذرية المرتبطة برؤية الأنا المتضخمة الذاتية المنشأ الموضوعية في الحركة .
الفرق بين الصراع الأزلي الأولي الذي تبناه الإنسان وبقوة إنه حراك إقصائي إلغائي متطرف دوما وعنيف لا يتواني أن يستخدم كل الممكنات في هذا الصراع وفي افتراضاته المسبقة التي لا تقبل الحوار أو المناقشة فيها ’ لأنه تبناها هكذا وبهذه الحولية والشمولية التي تمنعه حتى التفكر بفرض لماذا الصراع ؟, ومن السهل الوصول به للنهايات الحرجة في الخيارات وهو الهلاك والفناء لطرفي الصراع , فكل منهم يعتمد على فكرة الحق في خوض الصراع ,وكل منهم متمسك بنهاية لا بد من أن تتحقق ,وهي أنهم يدافعون ويدفعون خطر عن قوة منحتهم الحق هذا , وبالتالي فهم مندفعين لأجل غايات مقدسة وعليهم واجب الإخلاص لهذه القدسية .
في النوع الثاني من الحراك وهو التنازعات الطبقية نجد أن دائرة الحراك وشكله والمجالات التي يجري خوض الحراك فيها لا تستدعي حتما وبالضرورة ما وجدناه في الصراع الديني , هنا تتحكم المصالح بدل المقدسات ويلجأ العقل دائما لابتكار شروط وقوانين للتنازع تجعل منه ساحة سلوكية تنتج في النهاية فرضيات وحلول تتجه نحو المصلحة الشخصية لطرفي التنازع دون أن تفترض ابتدأ الوصول للنهايات الحرجة التي يتجنبها طرفي النزاع لأنها تشكل خسارة للغاية من الوجود والغاية من النزاع لذا فهما أذكى بكثير من المتصارع الديني .
الصراع الديني صراع مميت من أجل الأفكار والرؤى بالضرورة أن تكون مثالية, والنزاع الطبقي حراك من اجل مصالح وغايات مادية ,هذا هو الإعلان الأساسي الذي يتبناه عادة المتصارعين والمتنازعين ولكن الحقيقة المادية التي لمسها الدارس لهذين الحراكين لا تقتضي بالضرورة أن يكون الدافع الحقيقي هو الشعار المعلن , فقط الذي ينخرط بهما وكأنه يتبنى الشعار كما هو يمكن أن نجد له حق التمسك بما يعتقد أنه ينخرط لأجله لأنه مدفوع ومستثار لأجل مقدس يعتقد أن يحقق بانتصار هذا المعتقد أنتصار شخصي له وسيتلقى الجزاء منه على إخلاصه ووفاه لهذا الذي يقاتل له وعليه .
علينا التفرقة في دراسة الصراعات والنزاعات الإنسانية الوجودية بين قادة ومحركي ومتبني ومسوقي الصراع أو النزاع وبين الأدوات التي ستسخر فيهما وهما عادة الشعوب وأفراد المجتمعات الذين يستثارون فقط لينخرطوا دفاعا عن حركة لا تخدمهم ولا تراع إنسانيتهم ومع ذلك نراهم هم الأكثر حماسا والأكثر تضحية وإن خرجوا دائما بلا نتائج مهمة , الرؤؤس الدينية والطبقية هي التي تسخر الصراع الديني لغايات تخدم متطلبات الأنا الخاصة والذاتية لهم , وفهمهم لكيفية إدارة شؤون الكون وقد يحتال البعض منهم ليس في طرح شكلية الحراك بل بتوجيهها وصناعة الرمز الذي يتصارعان من أجله وهذا ما يحدث غالبا في الصراعات التي تنطلق من قاعدة واحدة ولكن الرمز فيها مختلف .
أحيانا يتداخل الصراع مع النزاع وتتبادل المسميات وتتنوع الوسائل لكن في النهاية تفوز قيم ونتائج التنازع في المحصلات والمخارج وإن كانت طرائق التصارع والكيفيات هي التي يدار بها هذا الحراك المختلط , في مكة تحول الصراع بين قريش وساداتها وبين الرسول والفقراء إلى مثل هذا النوع من الخلط , الرسول ومن معه خاضوا صراعا فكريا حضاريا على قاعدة دينية , قريش دافعت عن دينها ليس بعنوان أنها تعتقد الإخلاص للعقيدة ولكن بمعنى أنها تدافع عن المصالح التي تضمنها العقيدة , نتائج الصراع التنازعي بقيت رؤؤس قريش المصلحية وذهبت عقيدتهم , لكن المسلمين قدموا الكثير من التضحيات لجل أنتصار عقيدتهم فقط , الحال اليوم يشير لنفس العنوان في صراع تأريخي أخر شكله صراع ديني ومحتواه تنازع مصالح طبقية أرضه وواقعه فلسطين وأبطاله مؤسسات ومصالح واستراتيجيات جبارة .
هذا الخلط لا يخرج صورة التنازع من محتواها الديني ولا يسقط فرضية أن التنازع اختفى لمصلحة الصراع , لكن يبقى هناك عنوان وهناك مضمون , ودائما العناوين هي التي تحرك الناس وتدفع بهم للوجهة التي يشير لها العنوان , في صراع داعش مع المجتمع الأخر المماثل والمناقض والمضاد نجد أن ما دفع الحواضن والشباب للانخراط به ومع هذه القسوة والتطرف اللا معهود كان السبب الأول عنوان الصراع "دولة على منهج الخلافة" هذا ما يدفع الكثير للانتحار في صراع عبثي سينتهي حتما في لحظة مقدرة, ليس لأن أعداءها أكثر وأكبر قوة , ولكن لأن التجربة السابقة أثبتت أن الصراعات الدينية غالبا ما تنتهي أما للتشتت والموت أو للتدجين بعد أن تلعب المصالح الطبقية لقادة الصراع دورا محوريا في توجيه بؤرة الصراع للداخل لتتفجر قوة الصراع الذاتية على نفسها .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحروب الدينية وجريمة العصور التي لا تنتهي
- دمقرطة الدين وهم عاجز .
- الأسطورة والرواية التاريخية والنص الديني _ رواية آدم سامي مو ...
- خيارات الغيير ومتغيرات الساحة
- بانتظار الولادة المتعسرة
- مكابدات مسافر في الرحلة الاخيرة
- الحرية بين التمني والنضال
- مادليون ...مدينة الريح والرماد ....... قصة قصيرة ج1
- يتهمنا البعض بأننا مثقفين خارج الوجود
- الإنسان ...... ومستقبل الحلم الكوني _ح2
- الإنسان ...... ومستقبل الحلم الكوني _ح3
- الإنسام ...... ومستقبل الحلم الكوني
- منطق التربية الأولية وعلاقتها بالنظرية الأجتماعية العامة
- العراق والقادم المجهول ....
- لماذا لم يحقق الحراك الجماهيري في العراق اهدافه المشروعة ؟.
- هل توقف الحراك الجماهيري عند خط الشروع ؟.
- وماذا بعد
- المطلوب شعبيا والواجب السياسي
- الإصلاح السياسي في العراق وأفاق بناء دولة مدنية
- القادة العراقيون ولعبة الامم


المزيد.....




- مصر.. الإفتاء تعلن موعد تحري هلال عيد الفطر
- أغلق باب بعد تحويل القبلة.. هكذا تطورت أبواب المسجد النبوي م ...
- -كان سهران عندي-.. نجوى كرم تثير الجدل بـ-رؤيتها- المسيح 13 ...
- موعد وقيمة زكاة الفطر لعام 2024 وفقًا لتصريحات دار الإفتاء ا ...
- أسئلة عن الدين اليهودي ودعم إسرائيل في اختبار الجنسية الألما ...
- الأحزاب الدينية تهدد بالانسحاب من ائتلاف نتنياهو بسبب قانون ...
- 45 ألف فلسطيني يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى ...
- استعدادا لذبحها أمام الأقصى.. ما هي قصة ظهور البقرة الحمراء ...
- -ارجعوا إلى المسيحية-! بعد تراكم الغرامات.. ترامب يدعو أنصار ...
- 45 ألفا يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - الحروب الدينية وجريمة العصور التي لا تنتهي 2